الرسول القدوة هو خير قدوة صلى الله عليه وسلم، عندما اتصف به من صفات الكمال البشري، حتى أثنى الله جل جلاله عليه في القرآن الكريم، وزكى أخلاق النبي ، فقال الله تعالى: (وإنك لعلى خلقٌ عظيم) وزكى دعوته صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى: (وإنكَ لتهدي إلى سراط مستقيم)
إذا كانت القُدوة في القرآن محصورة عند الأنبياء والصالحين، فأهم نبي من الأنبياء السابقين جاءت الدعوة إلى الاقتداء والتأسي به، هو النبي إبراهيم عليه السلام، أبو الأنبياء جميعاً، ومن المتأخرين النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جُمع فيه ما تفرق من فضائل السابقين والقادمين، وشَكّل نموذج الكمال البشري، كما جاءت رسالته لتفرق في الشرائع السماوية السابقة.
القدوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم
إنّ اتباع الله عزَّ وجل يفرض علينا الانقياد التامّ والمطلق لأوامره واجتناب نواهيه وقد أمرنا الله عز وجل الاقتداء والتأسّي بالنبيّ الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم مفتاحًا لرضوانه وطريقًا إلى الجنات. فقال تعالى: “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثير“
وقال تعالى على لسان النبي الكريم:(قل إِن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)
فالهدى واتباع واقتداء النبي صلى الله عليه وآله وسلم والسير على خطاه، يوصل الإنسان إلى مرحلة القرب من الله تعالى والمحبّة الإلهيّة.
فمن كان من الأشخاص يبحث عن قدوة وأسوة حسنة فالنبي قد مدحه الله تعالى في كتابه الكريم قائلًا: (وإنكَ لعلى خلقٍ عظيم)
وقيل في سبب نزول تلك الآية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ارتدى بُردًا نجرانيًّا ذو حاشية غليظة، فبينما هو يمشي إذا جذبه أعرابيٌّ من خلفه فحزَّت وأثّرت في عنقه، وقال له الأعرابيّ: أعطني عطائي يا محمّد، فالتفت إليه النبي عليه وآله مبتسمًا وأمر له بعطائه، فنزل قوله تعالى: (وإنكَ لعلى خلق عظيم) فمدحه الله بذلك المديح الذي لم يمدح به أحدًا من خلقه
الرسول وأخلاقه عليه الصلاة والسلام
تعتبر أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم هي قدوة عظيمة ينبغي الاقتداء بها. كانت أخلاق الرسول الكريم هي البرهان الواضح لرسالته. آمن بالله كثير من أهل قريش عندما وثقوا بالنبي وبأخلاقه. الحضارة الاسلامية عظيمة، وتم إنشاؤها بواسطة الأخلاقه الرفيعة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). قبل ان يصبح سيدنا محمد النبي كان يتصف بالأخلاق الحسنة. كان يلقب بالصادق لأنه لا يكذب، وكان أيضاً يطلق عليه الأمين بسبب أمانته الكبيرة
لماذا الرسول قدوة
إن حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت مليئة بالكثير من المواقف الرائعة. تم معرفة النبي بأخلاقه العظيمة والحميدة. كانت أخلاق النبي -عليه الصلاة والسلام- عالية للغاية. كان سيدنا محمد به جميع معاني الإنسانية التي تكون موجودة في الكون كله. عندما اختار الله جلّ سيدنا محمد لتعليم ونشر الدين الإسلامي كان لأنه من أحسن الأشخاص. كان الإيمان بالله -سبحانه وتعالى- يملأ قلب النبي -صلى الله عليه وسلم في موضوع تعبير عن الرسول القدوة الحسنة اتصف كثيرا في قدرة التحمل التي عندهُ . يعتبر الرسول الكريم هو القدوة الحسنة والمثل الأعلى لكل المسلمين والمسلمات. الكثير يرغب في أن يتحلى ببعض الصفات الحميدة التي كان يتحلى بها النبي. تميز الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن نواياه كانت نقية وبريئة، فهو لم يرغب في أن يضر أحد من البشر
كيف نقتدي بالنبي عليه والصلاة والسلام
إنَّ أوَّل مرحبة على طريق الاقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي أن نعرف بمن نقتدي وبماذا نقتدي به، وذلك بدراسة سيرة النبي الكريم وسنَّته؛ حتى نعرف كيف كانت حياته، وكيف كانت معاملاته، وكيف كان يسير في جوانب حياته جميعها.
هو الإنسان الوحيد على وجه الأرض الذي كانت حياته كلُّها كتابًا مفتوحًا للجميع، فلن يكن في حياته الجانب الخاص الذي لا يعرفه الناس، بل إنَّ حياته من أصغر صغيرةٍ وأخصِّ خصِّيصةٍ كلها كانت معروفةً لأصحابه، بل إنَّها سجلت أيضا حتى تقرأها أمَّته من بعده حتى قيام الساعة.
لماذا ينبغي علينا الاقتداء بالرسول القدوة؟
نقتدي برسولنا صلى الله عليه وسلم لأن في الاقتداء به تجميع الغاية التي ليس بعدها غاية ألا وهي محبة الله جلّ جلاله قال الله تعالى: ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) (آل عمران: 31) فاتباع الرسول صلى الله عليه وسلم دليل على صدق محبة العبد لله تعالى، وسبب في محبة الله سبحانه وتعالى ومغفرته
كلمة أخيرة في الرسول القدوة
إذا كان لكل أمّة رسول تقتدي به في كل شؤونها، ولكل إنسان شخصية تكون مثله الأعلى وقدوته في تلك الحياة، فنحن المسلمين نملك أفضل وأعظم قدوة، إنه سيِّدنا محمد صلى الله عليهِ وسلم، وأفضل الأنبياء المرسلين، وهو القدوة العملية والأُسوة الحسنة للمؤمنين، قال الله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا) الأحزاب:21.