الظلم شيء لا يطيقه الإنسان على نفسه ولا غيره الظلم شيء مكروه وصاحبه الذي يظلم أيضا مكروه فكان الله عز وجل دائماً يكره الظالمين لطغيانهم وجبروتهم ويحذرنا منهم وألا نكون منهم وينصر دائماً المظلومين واليوم سنتعرف على الظلم الاجتماعي وأنواعه ايضاً.
ما هو الظلم الاجتماعي
الظلم بشكل عام يعني وضع الشيء أو الشخص في غير موضعه، أو حرمان شخص معين من شيء ما يستحقه فيشعر بالظلم. الحياة ظالمة ومليئة بالظلم أيضا، إنما الظلم الاجتماعي يركز على ما يلاقيه الفرد من ظلم مجتمعي. يظلم الإنسان من خلال مجتمعه في عوامل مختلفة: كالحياة اليومية، فرص العمل، العيش بكرامة، الأمن والأمان.
ماهي أنواع الظلم الاجتماعي:
1- ظلم في العائلة.
2- ظلم في العمل.
3- ظلم في الحرية.
4- ظلم التعبير عن الرأي.
أولاً: ظلم في العائلة
ميل الوالد لبعض ولده: وتفضيله على أولاده في العطية والثناء، والذكر والمدح، ونحوه من التعامل الرقيق، ويتخذ ذلك عادة ويشتهر عنه هذا السلوك مما يوقع العداوة والبغضاء بين أولادة ويظهر الحسد والبغي بينهم، الا إذا وقع ذلك طارئاً في مناسبة فمعفو عنه ولا يؤاخذ به ولا يكاد يسلم منه أحد!! و قروى النعمان بن بشير قال أتى بي أبى الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال” انى نحلت ابنى هذا غلاماً كان لي فقال الرسول: أفعلت هذا بولدك كلهم؟ قال: لا! قال: اتقوا الله واعدلوا في أولادكم”
يحثنا رسول الله علي العدل بين اولادنا وكما قال الله تعالي في كتابه الكريم قال:” إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا” سورة النساء.
أمرنا الله بالعدل للأبناء والناس فالعدل ليس مقتصر على شيء واحد فمثلا هناك ناس لا يحبون أن ينجبوا البنات فإذا انجبوهن ظلموهن وهذا ما لم يأمر به الله فقال:” لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات” “
فكيف يولد الذكر من بطن امه التي هي أنثي فهذا ليس سوي جهل ولا يوجد لكرههم اي مبرر ويكونون أحيانا أحن من الذكور على والديهم ويحبوهم أكثر منهم فبالرفق بهم قالله ورسوله وصونا بهم.
ثانياً: الظلم في العمل.
قال رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام في حديثه بمعناه انه وصي علي العامل قال أعطي العامل أجره قبل أن يجف عرقه فلا يجب أن نظلم العامل في التقليل من مجهوده او ماله ومعاملته معامله في غاية السوء بل يجب أن نقدره ونحترمه ونعطيه أجره لأن قد يكون ورائه عائله يعولها ومسؤوليه كبيره لا يجب أن نؤذيه في نفسيته والتقليل من شأنه فهذا لا يرضي الله ولا رسوله مهما كانت وظيفته فهناك من يتنمرون علي عمال النظافة هم لا يفهمون أنه إنسان مثلنا وينظف ما يرمونه من وسخ فإن نظروا جيدا سيرون أنهم أشبه بالحيوانات التي ترمي القاذورات وهناك حيوانات من الاساس لا ترمي فيجب المساواة لأن كل من يعمل ويتقي الله في عمله مثلنا وقد يكون الأفضل عند الله.
ثالثاً الظلم في الحرية.
لا تكونوا أمعة في اتجاههم دون تبين الحق- تقولون:“ أن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا“
فهناك من يسلب الحرية التي أعطاها الله للإنسان وليس من حقه أن يسلب شيء وخصوصا ما يأتي من الله يجب أن نكون متفهمين حرية الأخرين في حين أنها لما تتعدي على الأخرين فهي من حقه ولكن اذا تعدت علي الأخرين ننصحهم بالحسني واذا لم يفهموا النصيحة نستطيع أن نبلغ المسؤولين تذكر أن الله خلقنا احرارا نعبده لا عبيدا لاحد فلا تتنازل عن أعز ما تملك وهي حريتك التي بدونها تخسر اشياء كثيره.
رابعاً: الظلم في التعبير عن الرأي.
فلكل إنسان له الحق عن تعبيره عن رأيه دون اذي للأخرين وبهدوء ليس بعلو الصوت والانفعال والتعصب ويكون الرأي محترم لا يهم إذا عارضه اخر فالاختلاف لا يفسد للود قضية ولكن الاختلاف والمعارضة علي ذلك الرأي يجب أن يكون بأدب وفي الحدود المسموحة فمثلا في المناظرات يجلس الطرفين يتناقشان بهدوء واحترام يطرح احدهم أفكاره والأخر أفكاره ثم يتناقشون بها بكل هدوء حتي تصل الفكرة الي المشاهد او المستمع او قد يصل الي أن احدهم يقتنع. ويلقي التحية كلا منهم على الأخر ولا يكون هناك غضب او تعصب لرأي الأخر ويمكن من الموضوع الذي كان في المناظرة أن نستفيد منه وأن نجمع منه كمية من المعلومات فمثلا اذا كانت المناظرة دينيه يمكننا أن نعرف آيات الله ماذا تقول عندما يفسرونها ونكتسب خبره في فن المناظرات والتحكم بالنفس اذا كان الشخص الذي امامك يميل الي استفزازك والكثير يمكن تعلمه فلا يجب ان يتم التحجر علي الرأي او الاستبداد فيه
في النهاية يجب أن تعرف الله لا يحب الظلم بكل أنواعه فيجب أن تعرف ما لك وما عليك ولا تسمح بالظلم لك او لغيرك في حين مقدرتك على تغيره فإن الله لا يحب الظالمين ويحب المدافعين عنهم أما المظلومين فالله يستجب لهم فلا تقلل منهم او من دعائهم.