اسم الله العزيز هو اسم من أسماء الله الحسنى ،قال تعالى : ( إِنَّ ربك هو القوي العزيز) هود/66 ، وقال عز وجل : ( وإنَّ ربك لهو العزيز الرحيم ) الشعراء/9، وقال تعالى: ( بل هو العزيز الحكيم ) سبأ/27 ، وقال تعالى: ( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ) يس/38، وقال عز وجل: ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور ) الملك/ 2 .
اسم الله العزيز في القرآن الكريم:
ذُكر اسم الله العزيز في القُرآن ٩٢ مرةً منها: قوله عز وجل: ( واعلم أن الله عزيز حكيم ) (البقرة: 260)، وقوله عز وجل: ( والله عزيز ذو انتقام ) (آل عمران: 4). وقوله عز وجل: (وإنَّ ربك لهو العزيز الرحيم) (الشعراء) وقد تكرّرت أكثر من مرة. وقوله عز وجل:(إِنَّ اللَّه عزيز غفور) (فاطر: 28)، وقوله تعالى: (رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار) (ص: 66)، وقوله تعالى: (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد) (البروج:8).
معنى اسم الله العزيز حسب ما يقول العلماء
1• يقول ابن جرير: العزيز هو الشديد في الانتقام من أعدائه. لذلك قال تعالى: ( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد)
2• قال ابن كيسان: العزيز هو الذي لا يعجزه شيء. فقال تعالى :﴿ وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليماً قديراً ﴾
3• يقول ابن القيم في النّونية:
وهو العزيز فلن يرام جنابه أنّى يرام جناب ذي السلطان
وهو العزيز القاهر الغلاب لم يغلبه شيء هذه صفتان
وهو العزيز بقوة هي وصفه فالعز حينئذ ثلاث معان
وهي التي كملت له سبحانه من كل وجه عادم النقصان
دلالات معنى اسم الله العزيز
الله سبحانه وتعالى هو العزيز المكتفي عن خلقه، وهو الذي لا يقدر عليه أحد؛ فله العزَّة جميعًا. ومن يريد العزَّة يطلبها من الله؛ فهو سبحانه وتعالى بيده أمر الدُنيا والآخرة؛ فعزة العبد ترتفع بمقدار إيمانه، وزيادة تعلّقه بالخالق العزيز
قال الله تعالى: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون)، والذي يطلب العزة من غير الله عزّ وجل سوف يدخلُ في طريق الضلال، ويبتعد عن الطريق الصحيح. مع ذلك يبتعد عن طريق العزّة الذي جعله الله سبحانه وتعالى لعباده، والله سبحانه وتعالى عزيز ورحيم؛ فالله يدفع الضر عن عباده ويوصلهم إلى الخير. وذلك لمن اتبع طريقَ الهدى وآمن بالله عز وجل
قال تعالى: (وتوكل على العزيز الرحيم* الذي يراك حين تقوم* وتقلبك في الساجدين* إنه هو السميع العليم).
لوازم اسم الله العزيز
ومن تمام عزة الله وقدرته: أنه مثلما هو الخالق للعباد فهو الخالق لأعمالهم وطاعاتهم ومعاصيهم، وأيضًا أفعالهم، فهي التي يخلقها الله ويقدرها وهم يقومون بها فعلًا ومباشرةً على الحقيقة. وليس هناك تنافي بين الأمرين، فالله خالق إرادتهم وقدرتهم، والخالق للسبب التام هو الخالق للمسبب
قال عز وجل: ( والله خلقكم وما تعملون) .ومن آثار قدرة الله عز وجل ما ذكره في كتابه من نصره أولياءه، مع ذلك بالرغم من قلة أعدادهم ومعداتهم على الأعداء الذين كانوا أكثر منهم عدداً وعدة. قال تعالى: (فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلاً منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين).
ومن آثار رحمة الله وقدرته ما يصنعه لأهل النار ولأهل الجنة من أنواع العقاب وأصناف النعيم الكثير المستمر المتتابع الذي لا يتناهى ولا ينقطع. فبقدرته خلق الموجودات، وبقدرته أوجدها وبقدرته أحكمها ودبرها، وبقدرته يحيي ويميت. وبقدرته يجازي العباد، مع ذلك يجازي المحسنين بإحسانهم والمسيئين بإساءتهم. مع ذلك بقدرته يقلب القلوب ويسيرها على ما يشاء، قال تعالى: (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) قال الله عز وجل: (ولكل وجهة هو مزاياها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعاً إن الله على كل شيء قدير)
فوائد اسم الله العزيز
العزيز هو اسم من أسماء الله الحسنى ، فهو الذي لا يعجز على شيء. والشديد في الانتقام من الأعداء، والذي عزّ كل شيء فغلبه وقهره، والمنيع الذي لا يغلب ولا ينال، ذلت لعزّته الصعاب. مع ذلك لانت لقوته الشدائد الصلاب، وهب العزة للرسول وللمؤمنين، فمن أراد العزّة يطلبها بطاعة الله، ويتمسك بكتابه وسنة نبيه.
من ثمار الإيمان باسم الله العزيز :
1–الإيمان بأن الله هو العزيز الذي لا يقهر ولا يغلب وأن عزته مقرونة بالحكمة والعلم والرحمة والقوة سبحانه جل وعلا.
2–من كان يريد العزة فالله العزة جميعاً :إن العزة كلها لله، فمن كان يريد العزة فليطلبها من مصدرها الأول.
3– الانكسار والتذلل لله عزة : مع ذلك فتذلل العبد لربه هي ذلة لمن له الأمر والخلق والملك والغنى. وكل العباد رهن مشيئته.
4- الاطمئنان على الأجل والرزق لأنها بيد الله جل وعلا.
خلاصة معنى اسم الله العزيز
العزيز هو اسم من أسماء الله الحسنى ، فهو الذي لا يعجز على شيء. والشديد في الانتقام من الأعداء، والذي عزّ كل شيء فغلبه وقهره، والمنيع الذي لا يغلب ولا ينال. ذلت لعزّته الصعاب، ولانت لقوته الشدائد الصلاب. وهب العزة للرسول وللمؤمنين، فمن أراد العزّة يطلبها بطاعة الله، ويتمسك بكتابه وسنة نبيه.