عالمنا المعاصر يعج بكل أنواع وسائل التواصل الاجتماعي التي حولت العالم الشاسع الأطراف الى قرية صغيرة كل فرد فيها قادر على معرفة ما يدور من أخبار وقضايا وحكايا في أصقاع الأرض المختلفة. إضافة الى مشاركة الحياة الاجتماعية اليومية بشكل عميق فأصبحت البيوت مفتوحة الأبواب على مصراعيها دون حاجز فلا الجدران ولا الاسوار ولا المسافات قادرة على حجب الأخبار عن أحد. وهنا ظهرت أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في تبادل الأخبار والمعلومات والتواصل بين الناس وتبادل الثقافات ولكن بالمقابل كان لها العديد من السلبيات التي أثرت بطريقة سيئة على الناس والمجتمع فكانت سلاح ذو حدين كل شخص قادر على استخدامه بالطريقة التي تناسبه.
وسائل التواصل الاجتماعي
في كل يوم كان مطوري البرمجيات والتطبيقات يظهرون لنا بتطبيق جديد ومنصة تواصل جديدة تمتاز عن غيرها بالعديد من النواحي والخصائص التي تجعله أكثر تفضيلا لدى فئة معينة وجيل محدد. فمع ظهور الفيس بوك وتويتر والانستقرام والسناب شات والواتس اب واليوتيوب وغيرها اصبحنا امام العديد من الخيارات لنستخدم التطبيق الذي نحتاجه. ولم تتوقف اهمية وسائل التواصل على الناحية الاجتماعية بل تعدتها لتصل الى الناحية الاقتصادية والسياسية والتعليمية والصحية وغيرها. وكان للناحية التسويقية الحصة الأكبر حيث عمل عدد كبير من التجار والصناعيين والمسوقين على استخدامها بشكل كبير للترويج لعمليات البيع والشراء وزيادة الأرباح وخاصة مع انتشار الحجر الصحي خلال الأعوام الماضية نتيجة جائحة كورونا. اضافة الى الناحية الاجتماعية حيث ساعدت بالتواصل بين الاشخاص الذين تفصل بينهما المسافات كالاهل والأصدقاء.
أهمية وسائل التواصل الاجتماعي
تكمن اهمية التواصل الاجتماعي في عدة نقاط أساسية من أهمها:
- اتاحة عدة فرص للعمل الحر عبر استخدام منصات التواصل الاجتماعي في التسويق للمنتجات والسلع والخدمات المختلفة للعديد من الشباب العاطلين عن العمل عبر الاستفادة من مواهبهم وخبراتهم وشهاداتهم الأكاديمية في مجالات العمل المختلفة التي تتيحها منصات التواصل وخاصة عبر اليوتيوب والانستغرام والتيك توك والفيس بوك.
- تبادل العلوم والخبرات والمعلومات بين الأشخاص في مختلف المجالات مما ساعد على التوسع في معرفة والاهتمام بالعديد من القضايا الانسانية والبيئية والاجتماعية, كما كان لها دور كبير ومؤثر في العديد من قضايا الرأي العام.
- تعلم مهارات التواصل مع الآخرين والانفتاح على الثقافات الاخرى عبر تعلم لغات جديدة ومشاهدات العديد من الفيديوهات التي تتكلم عن حضارات الشعوب وثقافاتها وعاداتها وتاريخها إضافة الى التعرف على احدث وافضل التقنيات الحديثة التي تظهر يوميا وفي مختلف المجالات .
- الترفيه والمتعة حيث تتيح العديد من المنصات قنوات للترفيه واللعب والتخلص من الطاقة السلبية. وقد لوحظ انتشار العديد من المواقع والقنوات التي حققت أرباحا كبيرا من خلال نشر الفيديوهات المضحكة والهزلية اضافة الى برامج مسابقات والعاب الكترونية لاقت رواجا كبيرا وواسعا بين الشباب.
- التعرف على اخبار العالم بسرعة بحيث يتم مواكبة العديد من الأحداث عن طريق البث المباشر على مواقع التواصل او عرض قضية ما في احدى دول العالم مما جعل الناس أقرب لبعضها وأكثر تماسكا.
- التعلم عن طريق منصات التعلم التي عمدت على استخدام منصات التواصل الاجتماعي بهدف نشر العلوم والمعرفة واستخدامها للتعلم عن بعد في الجامعات وخلال جائحة كورونا التي ألزمت الناس منازلهم مما ساهم في عدم توقف المدارس عن التواصل مع الطلاب واستمرار عجلة العلم والتدريس بالدوران.
أثر وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع
كما قلنا فكل تقنية او علم هو سلاح ذو حدين أحدهما يساهم في تطور الحضارة الانسانية وحداثتها وتوجيه القيم الانسانية نحو الخير والمحبة والعطاء بينما تجد جانبا اسودا يبعث على تدمير الانسانية ويحطم من القيم والمبادئ ويصل بالمجتمع الى الهاوية ما لم يستطيع أن يقف في وجهها.
كذلك هو حال وسائل التواصل الاجتماعي ففي حين كان لها دورا فعال في نشر العلوم والمعرفة والقيم وتقديم العديد من الخدمات للمجتمع الانساني في العالم اجمع الا انه جانبها الأسود كان كبيرا بحيث عملت العديد من الدول لحجب العديد من المواقع لما سببته من اذى للجيل الشباب والناس بشكل عام.
نشر الإشاعات والمعتقدات والدجل واللعب بعقول الأجيال من خلال الترويج للعديد من القصص والمواضيع التي لا تمت للواقع بصلة اضافة الى إفساد القيم والمبادئ جعلت العديد من الشباب يبتعدون عن عاداتهم وتقاليدهم وما تربوا عليه وتجدهم ينجرفون نحو واجي مختلف ليستيقظوا على واقع مظلم ولكن بعد فوات الآن.
آثار سلبية للتواصل الاجتماعي
قنوات اليوتيوب والتيك توك كان لها دور كبير في نشر التفاهات والأمور السيئة من تريندات وغيرها أثرت في عقول الشباب وخاصة الصغار في السن بما تعرضه من محتوى ابط لا علاقة له بأي علم او تسلية فترى منهم من يستخدم عائلته واصدقائه للترويج عبر وضعهم بمواقف محرجة وسيئة والتقليل من قيمة الأب والأم والأهل والاستخفاف بهم بعقولهم وامكانياتهم, اضافة الى تعلم الإسراف والهدر عن طريق الفيديوهات التي يتم فيها استخدام المواد الغذائية والطعام للمزاح والتحديات ولا ننسى التنمر الذي بدأ يظهر بشكل كبير وواسع دون رقيب أو حسيب.
إضافة الى اهدار الوقت الثمين بمتابعة منصات التواصل وبالتالي إهمال العمل والدراسة والاسرة, واستخدام منصات التواصل بأساليب خاطئة للتعارف والتلاعب على الناس.
ولا يمكن أن ننسى ما يقوم به العديد من الناس من جعل حياتهم مسرحا استعراضيا لنقل وقائعها اليومية من لحظة استيقاظهم إلى النوم عبر المنصات يشاركونها مع متابعيهم مما حجب الخصوصية في حياة العديد من علاقاتهم مع اسرتهم وازواجهم واولادهم وتصوير رحلاتهم واوقات العائلة سواء وجبات الطعام أو السهرات أو التسوق لتكون حياتهم بث مباشرا للجميع حول العالم.
أهمية وسائل التواصل الاجتماعي كبيرة جدا ويجب أن يتم استخدامها لخدمة حياتنا ومجتمعنا فلا نجعل حياتنا تقف علها بل هي مسخرة لخدمتنا ومساعدتنا لتطوير أنفسنا وأسرنا ومجتمعنا فتكون عونا لنا على الارتقاء والتقدم والمعرفة.