اكتشاف الذات يعني الوعي بنقاط القوة ونقاط الضعف وفهم الأفكار وطريقة التعامل، وفهم المشاعر ومعرفة المحرك الأساسي لها، وتمييز الأفكار الإيجابية التي تمثل الفرد من الأفكار السلبية التي لا تمثله، فاكتشاف الذات أو اكتساب الوعي يساعد في توضيح نقاط القوة، والسيطرة على الأفكار.
ما هو الوعي الذاتي؟
الوعي الذاتي يشمل مراقبتك لأفكارك، وضغوطاتك النفسية، واعتقاداتك، ومشاعرك، وهو من الجوانب النفسية المهمة لديك، فهو يقوم بإعداد آلية معينة تؤثر بشدة على تطور شخصيتك، وكما أظهرت دراسات مطولة لبعض علماء النفس، أن الإنسان يمكن أن يفقد سيطرته على حياته إذا لم يكن واعيًا حول ماهية الظروف التي تحرك مشاعره، وحتى يزيد من وعيه، فلابد له من مراقبة نفسه باستمرار. وتعد مراقبة النفس أمراً صعباً، إذ يعتقد كثير من الناس بأنهم هم الأفضل على الإطلاق، ولكن في الحقيقة الإنسان ما هو إلا خليط من مشاعر جيدة وسيئة، وزيادة الوعي حول الأشياء الخاطئة تحتاج أيضًا إلى راحة العقل، وكثير من الوقت، إضافةً إلى كل من التركيز والانتباه، وعلى الإنسان أن يعلم بأنه من خلال اكتساب الوعي الذاتي يمكنه أن يتغير للأفضل، وأن يصل إلى ما يسعى إليه.
هدف الوعي الذاتي
١ – معرفة الصواب عن الجوانب الأساسية التي تتعلق بالإنسان (الرّب جلّ جلاله، النّفس، الآخر).
٢ – تقدير الذَّات والشعور بالثقة بالنفس.
٣ – التحرُّر من التصورات الزائفة والأفكار الخاطئة.
٤ – التقدير الصحيح والتقييم السليم للموجودات والأشياء، والأحداث والمواقف.
٥ – التناغم والتناسق، والتلاؤم والانسجام مع مكونات الحياة والوجود.
٦ – التكيف الأمثل والتعامل الأفضل مع كافة المتغيرات والمشكلات.
فوائد الوعي الذاتي
هناك فوائد عديدة للوعي الذاتي يجب على كل شخص أن يكون ملماً بها من أجل الحصول عليها والعمل بها. وهذه الفوائد يحصل عليها الشخص من خلال ممارسته للوعي الذاتي في حياته اليومية، ومن هذه الفوائد:
• الحصول على قيادة ذاتية أفضل.
• الحصول على المزيد من الثقة بالنفس.
• اتخاذ واختيار القرارات الصحيحة والأفضل دائماً.
• يكون تواصلك مع الآخرين أفضل وأكثر فعالية.
• تكون متصالحاً مع نفسك ومع الآخرين أيضاً.
يعتبر الوعي الذاتي من الأمور التي تجعل الشخص متصالحاً مع نفسه ومع الآخرين. ولذلك فأنت تسأل عن طرق اكتساب الوعي الذاتي. وهناك عديد من الطرق التي يجب عليك أن تعمل بها من أجل أن تحصل على الوعي الذاتي المهم في حياتك لتكون صاحب قرارات صحيحة.
طرق اكتساب الوعي الذاتي
1- أترك مساحة لنفسك
نعاني جميعنا من حياة مليئة بالإلتزامات والمشاغل. وهو ما يصعب علينا إدراك ما يدور في أذهاننا، لذا يفضل أن تترك قليل من الوقت لنفسك، ولكي تحقق ذلك يمكنك ممارسة تقنيات عديدة مثل التأمل. والتحدث مع النفس لكي تعرف ما إن كنت سعيداً أو تعاني من ضغوط نفسية
كما أنك تحتاج لبعض الوقت لحل بعض المشاكل التي تؤثر على وعيك الداخلي، ويمكنك أيضاً ممارسة رياضة المشي صباحاً لكي تصفي ذهنك.
2-حاول تركز بكامل عقلك
استخدام العقل بالكامل ما هو إلا زيادة لوعيك اللحظي لكي تتقبل أفكارك ومشاعرك، وفي الحقيقة يعد هذا الأمر صعباً عند الكثير من الناس، ولا يمكن أن يصبح عادة لديك دون التزامك بالطريقة السابقة.
3-الاحتفاظ باليوميات
يساعد الاحتفاظ باليوميات في تحقيق كلّ من اليقظة الذهنية والوقت الذاتي، وهذه الطريقة ترتبط بما تفعله الكتابة في العقل؛ إذ تقوم الكتابة بإثارة الجزء الأيسر من الدماغ وهو الجزء العقلاني والتحليلي. وبالتالي تساعد الكتابة على التخلص من العوائق العقلية أو النفسية، وتساعدك في استخدام كامل قواك العقلية لكي تحقق فهم جيد لكل من ذاتك، والآخرين، والعالم المحيط بك.
4-الاستماع الجيد
لا يتعلق الاستماع فقط بالصوت، بل عليك أيضاً أن تراقب لغة جسد الشخص المتكلم ونبرة صوته وحركاته أثناء الكلام. ويفضل أن تنتبه إلى مشاعره ومواقفه المتعددة. وإلى الطريقة التي تؤثر بها أنت على مشاعره بدلاً من الحكم عليه؛ لأننا عادة نستمع لكي نستطيع أن نجيب على ما قيل. وهذا الأمر ليس جيداً لأنه يؤدي إلى نسيان ما قيل أو حتى نسيان الجواب الذي يطلقه الآخرين.
5-تقبل وجهات النظر المختلفة
نحن نعتقد بأننا نفهم ما بداخلنا جيداً؛ إذ نتأقلم مع مشاعرنا الداخلية في أغلب الأوقات، ولكن في الواقع أن تعرف نفسك هذا الأمر شبه مستحيل؛ لأننا نرى أنفسنا على أساس ما نريد أن نكون عليه وليس على ما نحن عليه بالحقيقة، ولكي تحقق هذا الأمر وتحدد وجهات نظر جديدة حول ذاتك.
عليك أن تعرف رأي الآخرين بك، لذا حاول أن تسأل الأشخاص القريبون منك والذين تثق بهم كثيراً حتى يقدموا لك وجهات النظر الصحيحة عنك.
6-قم بتطوير نفسك
ويشمل هذا الأمر مشاهدة برامج حول التنمية البشرية أو الاستماع إليها، وتحديد الأهداف، ووضع عادات طبية جديدة. كممارسة اليوغا: إذ يساعد هذا النوع من الرياضة على تصفية العقل، وذلك بممارسة بعض الوضعيات الجسدية.
خلاصة
الوعي الذاتي ليس مجرد أمر فلسفي عميق، وإنما هو مهارة شخصية يحتاج إليها كل شخص في كل وقت.
فعندما تصبح واعياً بذاتك ومتفهماً لخفايا نفسك، سيصبح في إمكانك فهم العالم من حولك. وبالتالي ستكون قادراً على التعامل معه بشكل أفضل ممّا يساعدك في الوصول إلى طموحاتك وأهدافك.