الإصلاح هو إزالة الخلل والفساد الطارئ على الشيء وهو أيضا إرجاع الشيء إلى حالة اعتداله بإزالة ما طرأ عليه من الفساد، فكل تلك المفاهيم تأتي بمعني واحد معنى إزالة الفساد الذي يطرأ على الشيء، وإعادته إلى ما كان عليه من الصلاح والاعتدال والنفع وجاء الإصلاح في الاستعمال القرآني بمعنى: إقامة الشيء وتغيير ما به من اعوجاج، والإحسان فيه، نتناول اليوم موضوعنا بعنوان” الإصلاح، مفهومه وأهميته”
ويكمن الإصلاح، مفهومه وأهميته بإرجاع تصحيح ما تم إفساده بتعلم ما يقول الله وتفسيره تفسيرا صحيح خالي من الأخطاء والسم وتوعية الناس بالحلال والحرام فكما قال الله الحلال بين والحرام بين.
لماذا نحتاج إلى الإصلاح؟
نحتاج الإصلاح لأن هناك أشياء خرجت عن وضعها الصحيح وجاء قوم أفسدوا في أشياء كثيرة منها:
1-الأفكار.
2-استخدام آيات للحث على تحقيق أغراض لمصلحته.
3-إفساد الكثير من العائلات بتدميرها وتفكيكها بطرق مختلفة.
●أولاً: الأفكار
من أخطر شيء هي الأفكار فهي مهمة بطريقة كبيرة جدا فوق التخيل فهناك افكار عديدة مثل الفكر الديني وهذا ما يتم إفساده بواسطة ناس يريدون مصالحهم الشخصية وتحقيق ما يريدون عبر إيصال أفكار خاطئة جدا عن الدين وأنه دين عنف وليس يسر كما يدعون وهناك من يدس السم بالعسل حتى لا تشعر بأن تلك الأفكار أصبحت تستحوذ علي عقلك حتي تقوم بالإيمان بها ولن تشعر بنفسك إلا حينما تصبح مسمم بالأفكار المغلوطة والفاسدة.
وكيف يمكننا إصلاح ذلك؟
يمكننا إصلاحه بأن ننشر حملات توعيه للأطفال ثم الشباب ثم كبار السن لأن أهم فئة هي الأطفال فذاكرتهم كالحجر والأفكار التي يتعلموها كمثل أحد ينقش علي الحجر فيصبح من الصعب التعديل عليها إذا كبروا في العمر فيجب توعيتهم في المدارس بأن هناك أشياء سيئة لا ينبغي عليهم أن يتبعوها ويفعلوها لأنها خطأ كبير لا يجب الوقوع به.
ونصحهم وأن يجب أن يعرفوا ما حلله الله وما حرمه لأن الله ذكر في كتابه أن كتابه وكل ما يقوله هو الحق هو الصحيح فالصحيح هو نفعاً لنا وما حرمه هو ضرراً كبيراً فمثلاً هناك يوجد بعض الناس يقولون بأن الكحول والخمور مفيدة للإنسان وتعمل على إسعاده لكن قال الله عز وجل أنها محرمه ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارة وأنها تضر بالإنسان أكثر من إفادته فاكتشف العلماء بعد مدة كبيرة جدا أنها تضر بالكبد والمعدة وتجعلك مدمن تلك العادة بغرازة فقد تؤدي
بك الى الوفاة أو الإصابة بأمراض خطيرة.
وهناك بعض الناس يقولون بأن السجائر ليست مضرة وإنما تساعد على التفكير وإراحة البال والتحكم في الغضب ولكن حرم الله تلك العادة لأنه قال في كتابه الكريم: “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”، واكتشف العلماء أنها تسبب تليف الرئة وتحول لونها للأسود ومع الوقت يصيب الإنسان بسرطان الرئة وهو للأسف ليس له علاج.
فيجب توعية كل الناس بمخاطر الأفكار الفاسدة وعدم جعلها تتمكن منهم وأن نسمع لقول الله ففيه حكم ومواعظ ومنافع.
ثانياً: استخدام آيات للحث على تحقيق مصالح نفسية
هناك ناس تعيقهم أشياء منعها الله فيفسرون للأخرين بأن الله أحلها، ويفسرون الآيات بحسب أهوائهم حتى يقنع الشخص الأخر فعلي سبيل المثال هناك من يطالب بالتعري وخلع الحجاب ويقول بتبريره أجسادنا نحن بها أحرار بها نعمل بها ما نشاء فلم يذكر الله آيات لتلك المواقف ولكن الحقيقة القرآن كتاب الله عز وجل جلاله ذكر كل شيء منذ بدء الخليقة آدم وحواء إلى الآن فعجز العلم عن تفسير ما فسره لله.
وليس بأي أحد يمكنه فهم كل الآيات إلا المتخصصون في ذلك وعادة يكونوا متعلمين للفقه والشرع من جامعة الأزهر الشريف ودرسوا سنوات عديدة حتي يستطيعوا التفسير لمن لا يعرف تلك المعاني أمرنا الله بأن نسمعه ونطيعه لوحده وأجسادنا لسنا من صنعها فهي خلق الله فلسنا أحرار بها فالله هو من له الحق بذلك أمرنا الله بأن لا نؤذي الأخرين ليس الأذى مفهوم فهو عدة مفاهيم منها النظر أيضا وقال للنساء وليضربن بخمورهن علي جيوبهن فأمر الله بالحجاب لأنه سترة للمرأة ووقار حتي يحفظها من الفتن أو أن يقول لها أحد كلام يؤذي نفسيتها.
●ثالثاً إفساد الكثير من العائلات بتدميرها وتفكيكها بطرق مختلفة
فالعائلة تتكون من الأب والأم والأبناء أو البنات أو كلاهما فكرم الله الإنسان فالأرض وجعل ذكور وإناث ليتزاوجوا ويرزقوا بأطفال حتي يعمروا الأرض ويستقروا بها ولكن هناك ناس يعادون الله بكل الطرق من جهلهم يوهمون الناس أنه لا يجب أن يساهموا في إنجاب أطفال بحجة أن ليس معهم مال كافي وحجج أخري ولكن لا يعلمون بأن الله هو الذي يرزق وليس أحد غيره ومع تطور التكنولوجيا أصبح هناك تفككاً للأسرة بحيث لا يكون هناك أي نقاش أو كلام والتقليل من التربية والاتجاه الى التكنولوجيا بدل من الآباء والأمهات مما أنتج تفككاً كثيرة وتداخل مفاهيم مغلوطة وأصبح الأطفال معرضون لمحتويات لا يجب أن يروها ولكن قد يتجاهل الوالدين ذلك فيهمل الطفل وينتج من ذلك انحرافه عن طريق الله .
●رابعاً إصلاح الأرض وأهل الأرض
والإصلاح المتمثل باتباع شرع الله ضمان من الهلاك كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}. والإصلاح في الأرض إنما يتحقق بتحكيم شرع الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وإقامة الحدود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}. وهذا هو إصلاح الأرض وإصلاح أهل الأرض، وما خالفه فهو تدمير للأرض ومن عليها وإن ادعى أصحابه أنه تعمير وإصلاح؛ فهذا من تسمية الأشياء بأضدادها ومن غش الخلق. وما أشبه الليلة بالبارحة؛ فمنافقو اليوم مثل إخوانهم من منافقي الأمس ينادون بالإصلاح ويدعون أن الإصلاح باتباع أنظمة الكفر وتعطيل الشرع ولكن “وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِه الكافرون”
نرجو أننا كنا على قدر من توضيح موضوعنا لليوم “الإصلاح، مفهومه وأهميته”فهناك الكثير من الإصلاحات الأخرى الكبيرة والكثيرة وليست فقط بالأفكار الدنيوية ولكن باتباع دين الله وإصلاح الفكر وتصحيح الأخطاء وقتها كل ما بعد ذلك سيأتي سهلاً بما فيه الكفاية لحله لأن اتباع منهج الله عزوجل هو أتباع الحق هو الصلاح بذات نفسه.