بناء المجتمع مبارك وعامر ويهدف إلى تشكيل مجموعة من الأفراد المتصلين مع بعضهم البعض بواسطة سمة أو أكثر من سمة ، ويربط هؤلاء الافراد عنصر مؤثر وهو جوهر المجموعة. وهو خيط مألوف يستخدم ليجمع الناس مع بعضهم لدعم بعضهم البعض بأثناء الكفاح للتغلب على التهديدات التي قد تمسهم ، والمجتمع يقسم إلى مجتمعات صغيرة كالأسرة ، والحي.
الإسلام وبناء المجتمع
ركز الإسلام في بناء المجتمع المسلم على الفرد المسلم أولًا ثم على الأسرة، ثم على المجتمع، وبنى العلاقات التبادلية بين هؤلاء الأطراف؛ فجعل لكل واحد منهم حقوق وواجبات من خلال:
- تأكيد روح التساوي والاخوة بين جميع المسلمين، فالإسلام ينهى عن العصبية والفوارق على أساس اللَّون والعرق والنّسب لأنها تدمر المجتمع، وجعل معيار التّفاضل الصّلاح والتقوى، قال الله سبحانه وتعالى:(إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم).
- الإسلام يدعو إلى العمل وترك الكسل ؛ فالمجتمع يُبنى في العمل الدَّؤوب المنتظم بمؤسسات وأعمال فردية، لتعود بالنّفع على الفرد المسلم وعائلته فيلبون جميع احتياجاتهم، وبالعمل تقل الأعباء الواقعة على كاهل المجتمع بسبب البطالة وارتفاع معدّلات الفقر وبالتالي الجرائم وانحراف السلوك والأخلاق .
- الإسلام يدعو جميع أبناء المجتمع المسلم بمختلف الأعمار إلى طلب العلم والتطوير والبحث العلمي بكافّة المجالات؛ فالإسلام دين الهداية والعلم والنور ، فكان المسلمون في القرون الوسطى مشاعل للعلم بمختلف العلوم العصريّة؛ فبرز عديد من العلماء الأجلاء من مثل: ابن سينا ،وابن الهيثم، والبيروني وغيرهم.
- حددّ الإسلام بدقة طبيعة العلاقات بين النّاس وبين حق كل فرد وواجبه؛ فحدد أحكام البيع والتجارة والزواج والطلاق، وأحكام القضاء وأحكام الجوار والعقوبات والقصاص، وأحكام الحاكم والمحكوم.
- حدد الإسلام مواثيق مهمة بالمجتمع أهمها ميثاق الزواج كي يكون الإطار الشرعي لعلاقة الرجل والمرأة، ثم بين حقوق وواجبات كل طرف، ثم بين حقوق الأبناء على آبائهم وبالعكس؛ وكلُّ ذلك لبناء أُسرة صالحة عفيفة شرعيّة يسودها الحب والسّكينة؛ فتكون قادرة على تنشئة أبنائنا تنشئة صالحة ممّا يعكس أثرها على المجتمع.
- ندب الإسلام أصحاب الأموال والشباب للمساهمة ببناء المجتمع من خلال العمل الخيري والتطوعي سواءً في العمل الميداني، وتقديم المساعدة للنّاس أو بدفع تبرعات نقديّة وعينيّة للمساهمة في إفادة المجتمع منها.
أسس وعوامل بناء المجتمع
يشمل بناء المجتمع على مجموعة ممارسات موجهة تهدف لإنشاء أو تعزيز المجتمع بين الأفراد بمنطقة إقليمية ما أو بمنطقة ذات مصلحة مشتركة، ويتضمن بناء المجتمع في بعض الأحيان تنمية هذا المجتمع، ويتم استخدام مجموعة من الممارسات تساهم في بناء المجتمع كالحفلات الجماعية، والمكاتب الصغيرة، إضافة إلى ذلك المهرجانات الجماعية ومشاريع البناء المحتوية على مقاوليين محليين ، ويهدف بناء المجتمع الى زيادة العدالة الإجتماعية وإلى زيادة رفاهية الفرد.
ومما يجدر الإشارة إليه هو أن المجتمعات تؤدي وظائف مهمة جدا ؛ فهي تعمل كمحور للتفاعل بين معلومات الأفراد المتشابهين بالأفكار، وبين الأعضاء والمقيمين، ويجتمع الأفراد ببعض الأحيان كي يبحثوا عن حلول سريعة وقصيرة الأمد من أجل التحديات المشتركة، أو لأجل بعض الامور التي يملكون ذات الشغف بها، وكما يعملوا على مشاريع طويلة الأجل وكذلك يكون هدف أعضائها مشترك ، لذلك يكون العضو النشيط بالمجتمع مستعدًا دائمًا كي يخلق أجواء تحفز على المشاركة والعطاء، وفيما يأتي سندرج أهم العوامل المساهمة ببناء المجتمعات:
1-المحافظة على التركيز نحو الأهداف
فيجب على أعضاء المجتمع رمي المجتمع لهدف مشترك مع التركيز على احتياجات أعضائه، فالمجتمع لا يقوم بتلبية احتياجات شخصين اثنين فقط.
2– البحث عن أساليب واستراتيجيات مناسبة وداعمة للمجتمع:
ويتم استخدام هذا العامل بعد التأكد من اندفاع أعضاء المجتمع الواحد إلى هدف واحد أو مشترك، فإن الهدف الذي يسعى أفراد المجتمع إلى تحقيقه بكل إخلاص سينتشر بسرعة وبسهولة من خلال العديد من وسائل التواصل التكنولوجية التي ينشر أعضاء المجتمع فيها كلمتهم ويشاركون من خلال المنصاتهم الاجتماعية الإنجازات التي يعملون بها.
3– إشراك الأعضاء بعملية بناء المجتمع:
اذ يجب أن يشعر أفراد المجتمع بامتلاكهم حس قوي بملكيتهم المستقلة بالتغيير الذي يؤثر عليهم، وكذلك حقهم في رفض التغيير كذلك.
4-تمكين أفراد المجتمع بالمجتمع نفسه:
ان المجتمع ينمو عبر بناء عمليات التفكير والسلوكيات التي تؤدي بأفراد المجتمع إلى أن يقدموا أفضل الحلول للمشاكل والعقبات، وعند تمكينهم سيصبحوا قادرين على إنشاء أفضل المساهمات.
5- بناء القدرات المجتمعية:
فإن القدرات الواسعة ذات الصلة في بناء المجتمع هي التي تقدر على تطوير العلاقات القوية والمحافظة عليها ،والقادرة على حل المشاكل واتخاذ القرارات الجماعية.
6- تحديد خصائص لقادة المنظمين :
عملية بناء المجتمع: الحرص على أن يحمل القائد صفات قيادية تنظم الجهود لبناء المجتمع ؛ كالإلتزام والثقة والتفاهم والخبرة.
7– البنية التحتية:
ان المجتمعات المادية والافتراضية تحتاج إلى بنية تحتية كي تزدهر وتنمو.
8– القيادة والرؤية:
تعد القيادة من اكثر العوامل أهمية في نجاح بناء المجتمع، ويعود ذلك الى احتياج الأفراد للإنتماء والإيمان بأمر ملموس، إذ يقود المجتمع الناجح الذي يعمل مع اعضائه بشكل جيد نحو أهداف حل المشكلات والتحسين فيها.
خلاصة بناء المجتمع
بناءً على ما تقدم يجب العمل على تحقيق البناء والإصلاح المجتمعي عبر الدعوة الى الوحدة ونبذ التفرقة وتحقيق العدالة الاجتماعية واتخاذ العقل لمعالجة المشكلات ، بما في ذلك مشكلات الطلاق والخلافات المالية والعائلية والتقاضي أمام القانون في حل المشاكل المستعصية.