يؤكد خبراء التربية دائمًا على أن الطفل عبارة عن إسفنجة تمتص جميع المواقف التي تمر أمامه من الوالدين وسلوكيات الكبار المحيطين بهم، سواء في المدرسة أو رياض الأطفال.
كما يعكس الأطفال صورًا تتفق مع سلوكنا وكيفية تصرفنا في الكثير من المواقف التي نمر بها، فهم يقلدون كل من يتأثرون به، وهذا ما نسميه “التعليم بالقدوة”، حيث يرون البالغين من حولهم كنماذج يحتذى بها ليتبعوها في حياتهم ويسيرون على خطاها.
لذلك يجب على الوالدين الانتباه الشديد لسلوكهم داخل الأسرة وخارجها، وتجنب تعلم الأطفال السلوكيات الخاطئة من خلال التقليد.
يكافح العديد من الآباء والأمهات لتعلم المواد التربوية من أجل تربية أبنائهم تربية السليمة، وبعضهم يحضر برامج ودورات تربوية توعوية لمعرفة ما يجب فعله عندما يعاني أطفالهم من أي مشاكل. ولكن، هل هذا كافي لأبنائنا؟
سنحاول في هذا المقال الإلمام بكل ما يتعلق بتربية الأبناء، ونوضح كيف يكون أبناؤنا مرآتنا.
التعليم بالقدوة
أفعالنا لها تأثير قوي على أبنائنا، حي نجد معظم الآباء يقدمون النصائح باستمرار لأبنائهم، غير مدركين أن أفعالنا وتصرفاتنا أمام الأبناء هي الأهم، وهي أكبر مصدر يتعلم منه الطفل السلوكيات.
على سبيل المثال، ينصح الأب ابنه بعدم التدخين ويشرح له مخاطر التدخين وتأثيره الخطير على الصحة. ولكن من ناحية أخرى، يرى الطفل الأب وهو يدخن. مما ينعكس ذلك سلبا على الأطفال.
وبذلك يكون الأب قد ضرب بكلامه عرض الحائط وقد ضاعت نصائحه سدى؛ لأن سلوك الآباء ينعكس في الأطفال أكثر من الكلام، لأن لديهم سيطرة قوية جدًا على الأطفال.
لذلك يجب على الوالدين أن ينتبهوا دائمًا لأقوالهم وأفعالهم أمام أطفالهم، وأن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم في كل شي، خاصة في المراحل الأولى من حياة الطفل؛ لأنه كما قلنا في بداية المقال، أبناؤنا مرآتنا، والطفل مثل الإسفنجة يمتص السلوكيات الصحيحة والخاطئة من البيئة المحيطة به، منذ ولادته وحتى ما قبل الذهاب إلى المدرسة، حيث في البداية يتعلم من والديه وأسرته السلوكيات، ثم يعد ذلك من المدرسة سواء من المعلمين أو زملائه في الفصل الدراسي. لذلك يجب على الآباء توجيههم بعناية حتى يتمكنوا من التفريق بين السلوكيات الخاطئة والصحيحة والتعلم بشكل جيد، ويكون أبناؤنا مرآتنا في التربية السليمة.
التواصل مع الأبناء والتقرب منهم
تساعد الكتب والمحاضرات التعليمية الآباء والأمهات في تعليم الأطفال وتوجيههم بشكل جيد من خلال تطبيق بعض المواقف التي يستعينون بها من الكتب، من خلال الأمثلة التي تطرحها كتب التربية في تعليم الأطفال.
ولكن قد يقع الكثير من الآباء في الكثير من الأخطاء، مثل توجيه النصائح والإرشادات للأبناء دون تطبيق ذلك على أرض الواقع ؛ لأن الكلمات لا تساعد في ترسيخ النصائح مثل الأفعال.
فمن مسؤولية الوالدين التقرب من أبنائهم وأن يستمعوا جيدًا لهم، وقضاء اللحظات السعيدة معهم، حيث أن لذلك تأثير كبير على الأطفال في التربية.
على سبيل المثال، أن تقرأ الأمهات القصص قبل النوم للأطفال، أو اصحابهم في نزهة وقضاء وقت جميل معهم، أو تناول وجبة الطعام سويًا والاجتماع على مائدة الطعام ومناقشة مواقفهم اليومية وآرائهم.
هناك أيضًا العديد من الأمثلة والمواقف التي لها تأثير كبير على الأطفال، وهذه الأشياء لا يستطيع الآخرون القيام بها مع الأطفال سوى الوالدين؛ لما لهما من تأثير كبير على أبنائهم.
ونذكر هنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته).
نصائح مهمة للآباء لتربية الأبناء تربية سليمة
يتحمل الآباء مسؤولية كبيرة وأمانة عظيمة، وهي تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة سليمة وصحيحة، ولذلك يجب أن يكون الآباء قدوة لأطفالهم.
حيث أن كل طفل ينظر لوالديه بأنهما الأفضل، بسبب ارتباطه العميق بهم وتقليدهم في كل شيء.
لذلك نقدم لكم في هذا المقال بعض النصائح المهمة التي تجعلكم سعداء مع أبنائكم:
- اطلب من أبنائك اصطحابهم للمسجد للصلاة في المراحل الأولى من حياتهم، لترسيخ القيم الفضيلة في أبنائهم منذ الصغر.
- كن حذرًا في كلامك مع الآخرين، خاصةً عندما يكون الأطفال حاضرين.
- يجب أن تكون العلاقة بين الوالدين والأبناء مبنية على الصداقة والتفاهم وعدم الخوف، والاستماع الجيد إليهم ومناقشتهم في الكثير من الأمور.
- علم طفلك أهمية صلة الرحم والتواصل مع جميع أفراد الأسرة من خلال مرافقتهم في الزيارات العائلية والتجمعات.
- الابتعاد عن العنف في التعامل مع الأطفال، خصوصاً عند ارتكابهم الأخطاء، ولكن يجب أن تكون متسامحًا وتحاور الطفل بشكل جيد وتنصحه بود.
- غرس المبادئ والقيم الحميدة في الأطفال منذ سن مبكرة، لأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر.
- يمكن للوالدين قراءة الكتب أمام الأبناء وتشجيعهم على ذلك.
- ● يجب على الآباء ألا يسخروا من أطفالهم أمام الآخرين أو عدم السخرية والاستهزاء بالآخرين أمام الطفل، لتعزيز قيمة احترام الآخرين.
- ينبغي على الآباء مدح أطفالهم أمام الآخرين في حضورهم، وذلك لتعزيز ثقتهم بنفسهم.
- عدم مقارنة الأطفال بأقرانهم أو زملائهم، لأن ذلك قد يقلل من ثقتهم بنفسهم وقد يؤدي إلى غرس مشاعر الحقد لدى الآخرين.
في الختام، يجب التذكير بأن أبناؤنا مرآتنا، لذلك ينبغي توجيههم وتربيتهم بشكل صحيح من خلال المواقف. والانتباه جيداً إلى كلامهم وأفعالهم أمام الأبناء، لأن الآباء هم القوة الأكثر تأثيرًا على الطفل منذ الصغر.
ولا يسعنا إلا أن نقول أعانكم الله على هذه المسؤولية الكبيرة في تربية الأبناء، وتقويمهم وتعليمهم السلوكيات الصحيحة والأخلاق الحميدة.