يعتقد بعض الناس أنه إذا كان بإمكانهم فعل شيء ما، فيجب عليهم القيام به. أو يعتبرون أنفسهم ملتزمين، إذا تم تقديم طلب لهم، فسيعطون إجابة إيجابية في رد فعل سريع.
ضع في اعتبارك أنه لا يُطلب منا أبدًا أن نقول “نعم” لطلب الآخرين، وبحرص يمكننا أن نسمح لأنفسنا تعلم أن تقول لا.
عدم قول “لا” قد يؤدي إلى عواقب غير سارة
عندما نقول دائمًا “نعم” (وليس “لا”)، فإننا نجعل الناس يعتمدون علينا كثيرًا ونطلب منا بانتظام المساعدة في مهامهم، ونفقد التركيز على الأنشطة المخطط لها مسبقًا وأهدافنا، من متابعة هواياتنا، نتعثر وفي كثير من الأحيان نضطر إلى انتهاك قيمنا الشخصية.
في الخطوة الأولى من تعلم أن تقول لا: دعنا نعرف الأسباب
دعونا نقيم الأسباب التي تمنعنا من تعلم أن تقول لا. ابحث عن الأسباب التي تجعلك تشعر بعدم الراحة أو الخوف أو أي شعور آخر غير سار عن طريق رفض طلب الآخرين؛ من الممكن أن تكون المواجهة الأصغر توترًا لك وتهرب من التوتر، أو أن من عادتنا أن نجعل الآخرين سعداء، أو لأي سبب آخر. أولاً، ابحث عن الأسباب واتخذ خطوات لاكتساب المهارات للتعامل معها.
في الخطوة الثانية من تعلم أن تقول لا: حدد حدودنا الشخصية.
يمكن أن يكون لدينا حدود فيما يتعلق بالتزاماتنا الشخصية، على سبيل المثال: وجود قاعدة تقضي بضرورة زيارة العائلة أو الأصدقاء خلال فترة زمنية معينة
معرفة أن الحدود الشخصية هي انعكاس لشخصيتنا، لذلك ليس لها قيمة جوهرية؛ ونتيجة لذلك، فإن حدودنا ليست أفضل أو أسوأ من حدود الآخرين. دعونا نقبل أن حدودنا الشخصية مختلفة عن الآخرين، لذلك لا تقارن أنفسنا بالآخرين؛ على سبيل المثال، إذا فضلنا اختيار بيئة هادئة للخروج في عطلة نهاية الأسبوع، وكان صديقنا يحب أن يكون في أماكن صاخبة ومزدحمة، فلا تخجل من هذا الاختلاف ولا تقارن هذا الاختلاف في الحدود الشخصية، فقط للتفكير حول حدودنا ومعرفة حقيقة أن لدينا الحق في التمسك بها وبدلاً من قول “نعم” بسرعة لطلبات الآخرين، خصص وقتًا لفعل الأشياء التي نتمتع بها وتعلم أن تقول لا
إذا كرسنا عطلة نهاية الأسبوع بأكملها لمساعدة صديقنا أو مرافقة شخص يكون سلوكه أو مواقفه المقبولة خارج حدودنا الشخصية، فقد نفقد فرصة تقديم رحلة تتوافق تمامًا مع رغباتنا واهتماماتنا.
كيفية تعلم أن تقول لا؟
1– اذكر السبب
يجب أن نتذكر أنه ليس من الضروري إعطاء سبب لقول “لا”، ولكن إذا كان لدينا سبب، فسيكون من الأسهل أن نقول “لا”. يمكن أن يكون سبب قول “لا” مسألة بسيطة تتعلق بحدودنا الشخصية، طالما أننا لا نواجه مشكلة في التعبير عن تلك الحدود الشخصية. على سبيل المثال: ربما يكون التواجد بمفردنا أمرًا ذا قيمة بالنسبة لنا، في هذه الحالة يمكننا وضع حد لأنفسنا حيث سنقضي واحدة على الأقل من ليلتي عطلة نهاية الأسبوع وحدنا في المنزل، والآن يمكننا استخدام هذه الحدود كسبب للقول “لا “واستجابة لطلب أحد الأصدقاء بمرافقته ليلة الجمعة، دعنا نقول: لا أخرج أبدًا ليلتين متتاليتين، لأنني أتعب، أو أقول: أخرج في ليالي الخميس، لكن لدي خطة شخصية لـ ليلة يوم الجمعة.
2- اغتنام الفرصة
اطلب المزيد من الوقت قبل الرد على أي طلب، لأن استجابتنا الفورية لطلب ما قد تكون “نعم”، باستخدام هذه التقنية، ننمي عادة عدم قول “نعم” على الفور. عندما يُطلب منا القيام بشيء ما، بدلاً من قول “نعم”، نستخدم عبارات مثل “سأفكر في الأمر” أو “هل يمكنني الإجابة لاحقًا؟” أو استخدم “إذا لم أكن مشغولاً بشيء آخر، أود القيام بذلك.”
عادةً ما يؤدي قول عبارات مثل “سأفكر في الأمر” إلى أن يتخلى الشخص الآخر عنا في ذلك الوقت، وهذا يمنحنا وقتًا للتفكير ومن ثم يمكننا أن نقرر ما إذا كنا سنقبل الطلب أم لا؛ إذا كان قرارنا هو رفض هذا الطلب، فيمكننا أن تعلم أن تقول لا لذلك الشخص لاحقًا؛ بالطبع، قبل قول “لا”، يمكننا استخدام عبارات مثل “من المهم جدًا بالنسبة لي أن تثق بي للقيام بذلك” وبعد ذلك، إذا لزم الأمر وتقديريًا، حدد سبب رفض الطلب وفي النهاية نرغب له النجاح.
على سبيل المثال: يطلب منا أحد الأصدقاء زيارة شقته خلال الإجازات والعناية بالطيور وأواني الزهور الخاصة به، يمكننا الإجابة على هذا النحو: يجب أن أتحقق من جدولي الزمني وعائلتي والإجابة لاحقًا؛ وعند الإجابة، دعنا نقول: أنا سعيد جدًا لأنك سألتني هذا، من المهم جدًا بالنسبة لي أن تثق بي، ولكن نظرًا لخطة السفر التي أمتلكها مع عائلتي، لا يمكنني القيام بذلك، أتمنى أن أجد حظًا سعيدًا لشخص آخر.
3– تقنيات الاقناع…
لا يقبل الناس عادة “لا”؛ إذا قلنا “لا” لشخص ما، فقد يستخدم أساليب مقنعة لتغيير رأينا.
قد يقدم بعض الأشخاص، استجابة لرفض طلبهم، طلباتهم بطرق أخرى ويريدون إرضائنا من خلال تقديم خدمة أصغر؛ قد يحاول البعض أيضًا إقناعنا بقول “نعم” من خلال مقارنتنا بالآخرين الذين قبلوا مساعدتهم.
إدراكًا لتقنيات الإقناع هذه، أصر على إجابتنا وقل “لا” بوضوح وتعلم آن تقول لا لأنه يجب أن يكون واضحًا للشخص الذي أمامنا أن إجابتنا سلبية حتى نكرر طلبنا في ظل ظروف مختلفة وباستخدام تقنيات مختلفة.
4. دعونا نقبل تعلم أن تقول لا.
بعد قول “لا” لطلب شخص آخر، توقف عن التفكير في القرار، فالتفكير في القرارات يجعل قول “لا” أصعب.
إذا قلنا “لا” لقضية مرهقة، يجب أن نشعر بالتحرر، في الواقع، يجب أن نعطي الأولوية للمشاعر الإيجابية التي نحصل عليها بقول “لا”. حاول ألا تشعر بالخجل.
في بعض الأحيان، يقلقنا هذا الشعور الذي قد ينتاب الآخرين بشأننا عندما يقولون “لا” لطلبهم، على سبيل المثال، لدينا شعور بأن شخصًا معينًا لن يحبني بعد الآن؛ للتعامل مع مثل هذا الشعور، يجب أن نعلم أن قول “نعم” كثيرًا يسبب لنا الاستياء، في حين أن الشعور بالخجل أو الخوف أو القلق مؤقت؛ إذا قبلنا في كل مرة يطلب فيها أصدقاؤنا منا، فإن هذا سيجعلنا نشعر بالاستياء تدريجيًا، لذلك دعونا نتجنب تعريض اتصالنا للخطر بشعور مؤقت بالقلق.
5. لا تدين لنفسك…
قد نشعر أحيانًا بأننا مضطرون للقيام بشيء ما لشخص ما لأن هذا الشخص قد فعل شيئًا بالفعل من أجلنا؛ أقول بحزم أنه نظرًا لقيام شخص ما بشيء ما من أجلنا، فليس هناك سبب يجعلنا نعتبر أنفسنا مضطرين لقول “نعم” له في أي موقف.
6- لنتدرب على قول “لا”…
تعلم أن تقول لا بمفردنا، فقد يبدو الأمر سخيفًا، لكن يمكننا الوقوف أمام المرآة، والنظر إلى أنفسنا وممارسة قول “لا” للآخرين بينما نشعر بالراحة؛ يشعر الكثير من الناس، بمن فيهم أنا، بالقلق من قول “لا”، فالممارسة يمكن أن تقلل من حدة هذا القلق.
7- أن نؤمن بأنفسنا…
أحيانًا يكون سبب وجود مشكلة في قول “لا” هو أننا لا نعتبر احتياجاتنا مهمة مثل احتياجات الآخرين؛ لتجنب هذه المشكلة، أوصي بالتعلم واستخدام الاستراتيجيات والمهارات مثل ما يلي
اكتب قائمة بنقاط قوتنا
إجراء حديث إيجابي مع النفس مع تشجيع أنفسنا
تخصيص الوقت لأنفسنا واكتشاف اهتماماتنا ورغباتنا
تجنب مقارنة أنفسنا بالآخرين ووضع أهداف واقعية لأنفسنا
، فإن استخدام هذه الاستراتيجيات والمهارات سيساعد بشكل كبير على نمونا الفردي حتى نتمكن من أن نكون أنفسنا الحقيقية ونتصرف بالطريقة التي نريدها.
خلاصة تعلم أن تقول لا
في النهاية، أرى أنه من الضروري تكرار هذا: من حقنا دائمًا رفض أو قبول دعوة أو طلب.
تعلم أن تقول لا في الأمور والمواقف التي لا ترغب بها