((الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُ قلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُ الْقلُوبُ)) من منا لا يبحث راحة النفس والقلب في وسط تخبطات الحياة وامواجها المتلاطمة, جميعنا نحتاج الى لحظات نطمئن بها ونشعر بالسكينة والسلام وترتقي بارواحنا الى واحة الامان من خلال حاجتنا للقرآن الكريم
لجوئك للقرآن في لحظات القلق والخوف يساعدك على الخروج مما تمر به من طاقة ومشاعر سلبية لأنك ستجد في كل تعبير قرآني ما يخبرك ان الله معك وهو الذي يقدر لك امرك كله فلا شيء يدعو للخوف والحزن، فلو اطلعت على الغيب لرضيت بما كتبه الله لك إن أمره كله خير.
حاجة الإنسان للقرآن الكريم
حاجتنا للقرأن الكريم كحاجتنا للماء وسط صحراء قاحلة نروي به ظمأنا ويعيد لنا القوة على مواجهة ما تخفيه وسط رمالها. كلما ضاق صدرك وشعرت بان الارض ضاقت بك بما رحبت افتح مصحفك ورتل ما تيسر لك منه ستجد انك اصبحت في عالم اخر وان كل ما تمر به هو من همزات الشيطان.
القرأن الكريم حياة للقلوب المتعبة المرهقة ونور لمن أضل طريقه وراحة لمن ارقت الدنيا منامه.كان الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم يتلون القران اناء الليل والنهار فيه ترق القلوب وتنشرح الصدور وتهتدي العقول وطريق لجنة الله والمقام العالي الرفيع من الجنات العلا. وقد اوصى رسول الله ابي ذر الغفاري بتلاوة القرآن الكريم “عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله عز وجل، فإنه ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض”.
فوائد تلاوة القرآن الكريم
عند التطرق الى فوائد تلاوة القرآن الكريم وهي عظيمة وكثيرة جدا فنحن نتحدث عن الدنيا والاخرة معا .
لذلك فإن حاجتنا للقرآن الكريم يجب أن تتجلى من خلال تلاوة القرآن التي لا تتوقف منافعها على جانب واحد من جوانب الحياة بل تشملها جميعاً.
وفي تلاوة القرآن الكثير من الخير والبركة أما سمعت بفضل قراءة سورة الواقعة بين المغرب والعشاء فهي جالبة للرزق مانعة للفقر أما سورة الملك فمن قرئها قبل نومه بات يستغفر له سبعون ألفا من الملائكة أما سورة الكهف فجميعنا نعلم ما لها من فضل فهي نور للانسان بين يديه طوال الأسبوع أما سورة الصمد فإنها ثلث القرآن ومن تلى حرف من القرآن كسب عشر حسنات ولك أن تزيد كل ذلك وغيرها من فضائل سور القران وتلاوته .
كما جاء في الحديث الشريف : “لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة ، وغشيتهم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله فيمن عنده”
وأما من صلى الفجر وجلس يتلو ورده من القرآن الكريم فإنه نور يضئ وجهه وقلبه وعقله و ياتي شاهدا عليه يوم القيامة (( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)).
أما في الدنيا فإن تلاوة القرآن وحفظه فيها الكثير من الفائدة فهي تريح النفس وتقوي الذاكرة كما أنها تساعد على إتقان اللغة العربية كما أن في قصص القرأن الكثير من العبر والعلوم والمعرفة وكثيرا ما ترى الإنسان قنوط خائف جزعا وما ان يتلو صفحات من القرآن حتى يستعيد رباطة جأشه و يستعيد طاقته وحيويته . كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام أخبرنا عن فوائد القرآن في العلاج بالرقية الشرعية فهي تمنع الحسد والعين والسحر ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ))
فوائد القران الكريم في معرفة الحقوق والواجبات
انزل الله تعالى القرآن الكريم على سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وقال في وصفه (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ)) فمن خلال تلاوة القرآن وفهم معانيه يتعرف المسلم ماعليه من فرائض وواجبات امر بها الله تعالى المسلمين وشرح وافي لتعاليم الاسلام لتعلم ماهو الحق وما هو باطل ومحرم.
كما جاء فيه سنن وقوانين للحياة الإنسانية في الحرب والسلم فلم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا جاء بها سواء أكان حول العمل في التجارة أو الصناعة او غيرها او العلاقات الاجتماعية من حقوق الوالدين وحقوق الابناء الى المواريث إلى أحكام الزواج والطلاق وغيرها من أمور الحياة عامة فكيف لا تكون قراءة القرآن وتدبره وتفسير اياته واجبا علينا لنعلم شرعه الله في الارض.
ولا ننسى ما ورد به من وصف الآخرة والجنة والنار وثواب المتقين والصابرين وعقاب من ظلم وكفر.
في كل اية وسورة في قراننا الكريم عبرة وحكم . قانون وسنة . علم وموعظة . في كل مرة تقرأ بها القرآن ستجد شيء جديد ربما مررت به سابقا ولكنك لم تفهمه أو تتعمق به فوجدت به ضالت لك او تعلمت منه شيء نسيته من علوم الدنيا والآخرة .
تتجلى حاجتنا للقرآن الكريم في قول رسول الله صل الله عليه وسلم : (( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده كتاب الله)) تمسكنا بكتاب الله تعالى وتلاوته وحفظه هو عون لنا على نوائب الحياة وحفظ لنا من الاذى والضرر والجسد والسحر فيه تجتمع قوانين الأرض مع السماء وفيه حفظ للإنسان من فتن الحياة وأهوالها وعون له على قضاء حوائجه وطريق ليصل الى الجنات العلا .
القرآن الكريم هدى للناس و إنقاذا من ظلمات الكفر والوثنية إلى طريق النور الهدايا و يجعل الإنسان يفكر بشكل موضوعي وعقلاني للبعد عن القلق والخوف الى واحة الراحة والأمان