خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن تقويم، خلقه وأحسن خلقه وكرمه في الحياة الدنيا وبعد الممات وحفظ له حقوقه ومنحه الكثير من المزايا والعطايا والنعم العظيمة التي لا تعد ولا تحصى،ومنها حقوق الإنسان في الاسلام حيث سخر له الكون كله لينعم بما فيه، وألقى على عاتقه بعض الواجبات كأن أمر الله تعالى الإنسان بعمارة الأرض وجعله مسؤولا عن باقي المخلوقات في الأرض، كما جعل الله الإنسان محاسبا عن كل تصرفاته وأعماله.
معنى حقوق الإنسان في الإسلام
وتعني المزايا التي يتمتع بها الإنسان نتيجة لتكريم الله سبحانه وتعالى له، وإلزام الجميع باحترام هذه المزايا وتقديرها عبر وضع شروط وضوابط لذلك.
قال تعالى: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا”.
- آيات قرآنية في حقوق الإنسان في الإسلام
- قال الله تعالى: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا “
- قال الله تعالى: “فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ* أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا”
- قال الله تعالى: “يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَاب”
حقوق الإنسان في الإسلام
حق الحياة
لقد حفظ الإسلام حق الحياة للإنسان، وهو حق مقدس ومحترم في الشريعة الإسلامية، فمنع الاعتداء عليه أو إلحاق الضرر به بأي شكل من الأشكال، وحتى الجنين الذي لايزال في بطن أمه الإسلام حفظ له حقه في الحياة،
قال تعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ”، كما وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم: “لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأَنِّي رَسولُ اللهِ، إلَّا بإحْدَى ثَلاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، والنَّفْسُ بالنَّفْسِ، والتَّارِكُ لِدِينِهِ المُفارِقُ لِلْجَماعَةِ”.
حق الحرية
وهي خلق كريم وصفة منحها الله للإنسان وكرمه بها ليكون حرا، والحرية حق واجب ولا يمكن له أن يتنازل عنها بحيث يصبح الإنسان مسؤولا عن تصرفاته ومحاسبا عن أعماله، هي أول صفة يمتلكها الإنسان منذ ولادته : “ما من مولود إلا ويولد على الفطرة” (رواه الشيخان). ولا تقتصر الحرية التي منحها الله للإنسان على نوعٍ واحدٍ بل وتشمل حريَّة التَّدين، وحريَّة التَّعبير عن الرَّأي، وغيرها من الحريات
حق حرية اختيار الدين
الإسلام لم يفرض على الإنسان دين محدد ولم يجبره أو يخوفه ليختار دين معين أو مذهب دون آخر بلا أعطاه حرية الاختيار للدين الذي يرغب به ويريده دون إكراه أو إجبار. قال تعالى: “لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ”
حق المساواة:
الإسلام دين عدل ومساواة، والمساواة من حقوق الإنسان الأساسية التي منحها الله له، فلم يفرق الإسلام بين أحد فكلنا لآدم وكلنا من تراب وسنعود إلى التراب فلا تفرقة ولا تفاضل بين الناس إلا بالعمل الصالح، كما لم يفرق الإسلام بين رجل أو امرأة ولا بين غني أو فقير
قال الله تعالى: “وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ” وقال عزوجل: “إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”
وقال تعالى: “لوَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّه بِّهِّ بعَضَكُمْ عَلَى بعْضٍ، لِّلرّجَالِّ نَصِّيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِّلنِّسَاء نَصِّيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ”
حق حفظ الكرامة الإنسانية .
واحدة من حقوق الإنسان في الاسلام هي حفظ الله سبحانه وتعالى نفس الإنسان وكرامته وكرمه عن سائر المخلوقات الأخرى، فلا يستذل ولا تستضعف ولا تستهان كرامته. قال تعالى: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا”. كما وقال الفخر الرازي: كل ما حصل للإنسان من المراتب العالية والصفات الشريفة فهي إنما حصلت بإحسان الله تعالى وإنعامه
حق التعليم والعمل.
اهتمت الشريعة الإسلامية أيضا بالعمل واحترمت التعليم وجعل الإسلام من التعليم فرض عين على كل مسلم ومسلمة، ويجب على كل شخص أن السعي جاهداً لطلب العلم الذي يفتح له أبوابا كثيرة ويتكفل له تعلم المهن والحرف وتعلم أمور الدين كافة.
وحث الإسلام أيضا على السعي وراء العلم وطلب الرزق والكسب الحلال دون الحرام ومن بعض الحقوق التي منحها الإسلام للعمال: عدم استحقار عملهم وعدم تبخيس أجورهم، وأيضا إعطاء العامل الأجرة التي يستحقها على تعبه دون تأخير
حق التملك والتصرف.
جعل الإسلام لكل فرد ممتلكاته الخاصة به ومنحه حرية التصرف بها دون الآخرين ولكن على ألا يكون فيه ضرر الأمة
من خلال معرفة بعض حقوق الإنسان في الاسلام تعلمنا جميعا أن الإسلام هو دين الحق والمساواة، والأمن والأمان هو دين يحفظ حقوق الإنسان وكرامته ورفعته، فاللهم نحمدك ونشكرك على كل نعمة أنعمت بها علينا والحمد لله أن جعلنا مسلمين والحمد لله رب العالمين.