القدوس هو المبارك وهو الطاهر الذي تعالى عن كل دنس ، وقد قيل أن : تقدسه الملائكة الأبرار وهو الله تعالى الممدوح بالفضائل والمحاسن .
الله القدوس : هو البعيد عن عن الأضداد والأنداد والصاحبة والولد ، الموصوف بالكمال ، وهو البعيد عن كل العيوب والنقائص ، وأيضاً انه بعيد أن يقارب أو يشبهه أحد في شيء من الكمال وقال ابن جرير : ( التقديس : هو التطهير والتعظيم قدوس : طهارة له وتعظيم فلذلك قيل عن للأرض : أرض مقدسة يعني بذلك مطهرة فمعنى قول الملائكة ونقدس لك : ننسبك إلى ما هو من صفاتك من طهارة او الأدناس ،مع ذلك وقد قيل : إن تقديس الملائكة لربها هو صلاتها
معنى “القدوس” في اللغة
وله معنين في اللغـة: الأول: أنَّ” القدوس” فعول من القُدس؛ وهو طهارة، وجاء في القرآن الكريم: (نحن نسبح بحمدك ونقدس لك )(البقرة: 30). قال الزجاج: معنى (نقدس لك) أي: نطهِّر أنفْسَنا لك. ولذلك قيل: بيت المقْدس، أي: البيت المُطهّر، أو المَكان الذي تتطهر به من الذّنوب. والمعنى الثاني: أنّ القُدْس: البركة، والأرض المقدّسة أي: الأرض المباركة، ويقويه أنّ الله تعالى قد بيّن أنّ الأرضَ المقدَّسة مباركة، وذلك في قوله:( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) (الإسراء: 1). وقوله سبحانه: (ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعاملين) (الأنبياء: 71). وهي الأرض المقدَّسة
مقتضى اسم الله القدوس وأثره
اسم الله القدّوس يطلب من العبد القيام بحق الله تعالى من التمجيد والتقديس والتعظيم، فالله تعالى هو المستحق للعبادة والتمجيد والتنزيه، لأنه وحده الذي يتصف بصفات الكمال والجمال والجلال، أما الأنسان فلا يستحق ذلك لأنه ضعيف وناقص وعاجز، ومن الغفلة أن ينشغل الإنسان بعبادة إنسان مثله ليلَ نهار، فكم من مخلوق بالَغَ في تعظيم وتمجيد مخلوق شبيهه، وغفل عمن هو مستحق لذلك، وهو الله القدّوس سبحانه وتعالى
مع ذلك ذكر الله سبحانه وتعالى تسمية نفسه بالقدوس مرتين في كتابه القرآن الكريم في أوائل سورة الجمعة قال الله تعالى : (يسبح لله مَا في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم)
مع ذلك في أخر سورة الحشر قال الله تعالى : ( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون) سورة الحشر(23)
الأحاديث النبوية التي ذكر بها اسم الله القدوس
ما ورد في صحيح مسلم، من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان:
( يقولُ في ركوعه وسجوده: سبوحٌ قدوسٌ، ربّ الملائكة والروح (
وفي حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا هب من الليل يقول:
(( سبحان الملك القدوس )). أي سبحان الله المتنزه والمطهر عن كل نقص وعيب.
لماذا يسمي الله تعالى نفسه بالقدوس
إن اسم القدوس يعني أن الله سبحانه وتعالى هو المحمود المنزه عن كل ما لا يليق به سبحانه فالله له الحمد كله وله الثناء كله علناً كان ام سراً «ولأن الله تعالى الطاهر من العيب، المنزه عن النقص والولد والشريك والصاحبة، البعيد عن كل وصف لا يليق بجلاله وكماله وعظمته وكل وصف ناقص لا يليق به جلّ جلاله، فهو منزه عنه، وإذا كان هذا النقص كاملا في حق المخلوقين فالنوم من صفة المخلوقين وهو من حقهم ، ولكن بالنسبة لله سبحانه وتعالى نقص، ولهذا نزه الله تعالى نفسه عنه
الدعاء باسم القدوس
أمرنا الله تعالى بالدعاء بأسمائه الحسنى ومنها اسم (القدوس) وهو اسم عظيم يستخدم في مدح الله والثناء عليه ومهما مجدنا الله وقدسناه مع ذلك يبقى الإنسان مقصرً تقصيرًا عظيمًا في حق الله حتى النبي والحبيب محمد ﷺ عَلِمَ اليقين أنه لم ولن يبلغ أحد كمال الثناء على الله تعالى.
فضل اسم الله القدوس
تتعدد الفضائل لأسماء الله الحسني التسعة والتسعون بوجه عام، مع ذلك لكن فضل اسم الله القدوس كبير، حيث أمر الله جل جلاله عباده بدعائه بأسمائه الحسنى كلها، مع ذلك منها اسم الله القدوس حيث يتم استخدامهُ في مدح الله عز وجل والثناء عليه، وقد ورد عن رسول الله، صل الله عليه وسلم، عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت: ” “كنتُ نائمة إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم ففقدته من الليل فلمسته ، فوقعت بدي على قدميهِ وهو ساجد وهو يقول : «أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك ، لَا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت عَلَى نفسك» ويقصد بقوله “كما أثنيت على نفسك” أي قدستها ونزاهتها وطهرتها عن كل ما يليق، فالله سبحانه اختص بتلك الصفة وأمرنا أن نتذكر بها أنفسنا كما نتذكره بأسمائه التسعة والتسعون سبحانه كما أمرنا
كلمة أخيرة معنى اسم الله القدوس
القدوس هو أحد أسماء الله الحسني التسعة والتسعون، وهو الاسم الخامس . حيث الترتيب، بعد اسم الله، الرحمن، الرحيم والملك، اسم الله القدوس يُعني به الشديد التنزه عما يقوله المبطلون، أي أن الله سبحانه وتعالى بعيد عن كل وصف وتخيل وتصور.