القرآن الكريم كتاب الله الذي أنزل ليكون رحمة للمؤمنين وهداية للبشر كافة يهدف إلى بعث الخير والصلاح في نفوس المسلمين جميعا ويهديهم إلى الطريق المستقيم، فيصلح حياتهم ويهدي نفوسهم، وللقرآن منزلة عظيمة في قلوبنا ولا يمكن لمسلم أو مسلمة الاستغناء عن كتاب الله العظيم.
أهمية القرآن الكريم
القرآن الكريم هو حياة المؤمن ونور قلبه وبصره وهداية طريقه، وقد ختم الله سبحانه وتعالى به الكتب السماوية، وفي القرآن إرشادات كثيرة وتوجيهات عديدة في الأخلاق والمعاملات، هو منهاج كامل وشريعة تامة لينير درب المسلم في هذه الحياة.
قال الله سبحانه وتعالى: “إِنَّ هذا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا “
ومن رحمة الله بنا أن أنزل القرآن العظيم ومن يقرأ كتاب الله يشعر براحة كبيرة وطمأنينة في القلب وانشراح في الصدر وسعادة في الروح. قال الله سبحانه وتعالى: “الذينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ“
ماذا وصف الله تعالى القرآن الكريم
والله سبحانه وتعالى قد وصف القرآن الكريم بأوصاف عديدة، تدل على مكانته العالية وشأنه العظيم.
- وصف الله عز وجل القرآن بأنه هو الروح والروح هي منبع الحياة. قال الله سبحانه وتعالى: “وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ”
- أنه الضياء والنور الذي ينير الأبصار. قال الله تعالى: “إدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ“
- الهادي الذي يرشد إلى الطريق المستقيم. قل الله سبحانه وتعالى: “إنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ”
- هو كتاب الحق. قال الله سبحانه وتعالى: “وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ”. وقال الله تعالى: “وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ”.
- هو شفاء ورحمة للمؤمنين. قال تعالى: “قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ“
- فضل تلاوة القرآن الكريم
القرآن العظيم هو معجزة من الله عز وجل، والمسلم المتعبد الذي يتلو القرآن دائما فإن الله تعالى يفتح له أبواب الخير كلها وأبواب الرزق وأبواب الحسنات، وإن النظر إلى القرآن عبادة فكيف بمن يتلوه آناء الليل وأطراف النهار.
ولكن على المسلم الحق أن يتمعن في كلماته ويفهم معانيه ويتلذذ بقراءته فهو ليس مجرد أي كتاب، بل هو كتاب الله العظيم وفيه كلام الله أنزله على الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ليخرجنا من الظلمات إلى النور وليرشدنا إلى طريق الحق والهداية.
ولقراءة القرآن فضل عظيم وأجر كبير
- فيه إحياء للنفوس. عن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الَّذِي لَيْسَ في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ كَالبَيْتِ الخَرِبِ”. وأهل القرآن هم أهل النفوس الطيبة والقلوب السعيدة”.
- نيل الدرجات الرفيعة في الدنيا والآخرة. ومن اكتفى بالقرآن الكريم أغناه الله وكفاه عن العالمين، ورفعه الله عنده وعند خلقه
- أهل القرآن هم أهل الله وخاصته. عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ” قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: “هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ”. فمن يريد أن يتقرب من الله سبحانه عليه أن يقرأ القرآن ويتدبر آياته
- الحصول على أعلى الدرجات في الجنة. عن عبد اللهِ بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، عن النبيِّ – صلى الله عليه وسلم- قَالَ: “يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا، فَإنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آية تَقْرَؤُهَا“
- وإن تلاوة كل حرف من حروف القرآن الكريم بحسنه والحسنة بعشر أمثالها. والله يضاعف لمن يشاء.
آيات تدل على فضل تلاوة القرآن الكريم
- قال الله تعالى: “الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ”
- قال الله تعالى: “وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ “
- قال الله تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”
- قال الله تعالى: “أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا “
- قال الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ”
- قال الله تعالى: “اللَّهُ نزلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ “
- قال الله تعالى: “وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ”
فضل حفظ القرآن الكريم
- يأتي يوم القيامة شفيعا لمن يحفظه من النار، كما يأتي لهم في القبور ليؤنسهم في وحشتهم وينير قبورهم.
- حافظ القرآن الكريم يملك ثقة كبيرة بنفسه وثقة بربه أكثر م غيره.
- حفظ القرآن يرفع من قيمة صاحبه النفسية والاجتماعية.
- حافظ القرآن سيحشر يوم القيامة مع الملائكة.
- كما أن لحفظ القرآن دور كبير في الالتزام بكلام الله عز وجل وتجنب المحرمات والابتعاد عن الملهيات
وفي الختام أحبتي وإخوتي في الله نسأل الله لنا ولكم أن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا، اللهم ارزقنا تلاوته بالوجه الذي يرضيك، اللهم وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار.