كل شيء في هذا الكون هو طاقة Energy، وكل شيء له بصمة طاقية، يعني تردد معين Frequency، أو درجة اهتزازية خاصة به فقط هذه الترددات الطاقية قد تكون مرتفعة أو منخفضة، حسب القوة الوجودية للشيء المعني.
كلما ارتفعت درجة الاهتزاز Vibration، أصبح الوجود أكثر لطافة، غير مادي؛ وكلما انخفضت درجة الاهتزاز، يصبح الوجود أكثر مادية، ويمكن في هذه الدرجات المنخفضة أن يكون التجسد أو الظهور المادي للأشياء.
يمكن ادراك الأمر على النحو التالي، الحب غير المشروط Unconditional Love؛ والوجود المادي والجماد، هو أقل درجة اهتزازية، وهو الأكثر كثافة.
الوعي الأعلى، هو المحبة، ليس كشعور أو عاطفة، وإنما كشكل وجودي للوعي، وهي أعلى اهتزاز طاقي؛ والخوف هو أقل اهتزاز طاقي. بين هذين القطبين ، يوجد ما لا يحصى من الاهتزازات الطاقية، التي نختبرها فردياً وجمعياً.
تتراوح الاهتزازات بين هذين القطبين المتناقضين ظاهرياً، وهذا ما يؤدي الى ظهور ما لا نهاية له من الاهتزازات، وبالتالي أنواع لا نهائية من أشكال الوجود.
الترددات المرتفعة تكون نابضة، مانحة، تمددية. الترددات المنخفضة تكون قابضة، امتصاصية، تقلصية.
لقد أصبح الأمر مقبولاً ومثبتاً في التجارب العلمية والأكاديمية، على أنه لا وجود حقيقة لما يُسمى بالمادة (الكثافة)، فمن وجهة نظر الفيزياء الجزيئية، والفيزياء الكوانتية، الكثافة المادية التي نقوم بها، ما هي إلا اهتزاز طاقي منخفض، يخلق الشعور بالمادة، ويسمح بايجاد اشكال المادية.
الأفكار والمشاعر هي طاقات بدرجات اهتزازية مختلفة
عندما نقيس الأمر على البشر في جانبه النفسي، الذهني، والجسدي، نرى أن الأمر هو ذاته. الأفكار هي طاقة، لكل فكرة درجة ترددية معينة، بصمة طاقية خاصة بها، مثلها مثل أي وجود آخر؛ كذلك المشاعر والعواطف، نوعية الوعي، مستواه.
عندما نفكر بموضوع معين، تهتز الخلايا الدماغية، والعصبونات بدرجة اهتزازية معينة، وسنقوم ببث هذه الطاقة خارجياً، وبالتالي بدورها ستتلاقى مع طاقات تتوافق مع درجتها الاهتزازية، يعني ستجذب إليك كل ما ترسله عبر أفكارك. هذا يعني أننا نجذب إلينا، ما يتلائم مع ما نرسله إلى الكون؛ وأننا نملك الإمكانية لتغيير واقعنا، إذا تغيرت طبيعة أفكارنا، ونوعية وجودنا.
ما الذي يؤثر على اهتزازاتنا الطاقية؟
هناك مجموعة من العوامل تؤثر على تردداتنا الطاقية، منها ما يؤثر إيجاباً، فيرفع تردداتنا، ومنها ما يؤثر سلباً، فيخفضها، وبالطبع هذا تابع الى نوعية وجود المرء، وينبثق منها كذلك الأمر. لهذا يجب منح الكثير من الانتباه والاهتمام لطبيعة أفكارنا ومشاعرنا، لأنه كلما ركزنا على فكرة أو خاطرة بشكل كبير، زادت حدته، وبالتالي زادت الإمكانية لتحقيقه واقعياً في حياتنا. لذلك من النافع الانتباه إلى توجيه حياتنا، أهوائنا، آلامنا، تطلعاتنا؛ لأنها كلها تترابط، ويؤثر بعضها في بعض.
بعض العوامل الإيجابية والسلبية على سبيل المثال وليس الحصر
العوامل السلبية:
- الأفكار السلبية أو المحيط الذي فيه أشخاص سلبيين.
- العواطف والمشاعر المكبوتة و المشاكل النفسية منذ الطفولة و لم يتم التعامل معها بشكل سليم، وبقيت طاقتها فاعلة في حياة الإنسان، إما شعورياً أو لا شعورياً.
- مشاهدة أفلام الرعب، والعنف بشكل عام، وكذلك الإكثار من مشاهدة التلفاز.
- الملوثات والسموم الكيميائية، والتي تشكل اليوم اكبر خطرا على أجسادنا، وعقولنا، ونوعية حياتنا بشكل عام.
- الأمواج الكهرومغناطيسية من الجولات والكمبيوترات وغيرها.
- الضغوط النفسية والعصبية وهذه تؤدي الى المشاعر السلبية.
- الأطعمة الجاهزة، والمُعالجة، وخمية الطعام غير الصحية إجمالاً.
- المخدرات، المشروبات الكحولية والتدخين فكلها سلبيات
العوامل الإيجابية
- الحضور والتأمل و الوعي الحاضر
- الشكر والحمد والتسليم.
- الاستمتاع بالأشياء المُحببة لدى الإنسان.
- الاستماع إلى موسيقى الاسترخاء، والتعرض لأمواج صوتية معينة وسماع القرآن
- الاسترخاء، التحرر من الضغوطات النفسية، والسلبيات .
- مساعدة الآخرين، العطف عليهم، الشعور بأحوالهم، ما يعني أنانية أقل.
- الطعام الجيد، الرياضة، اليوغا، التواجد في الطبيعة، إلخ.
الاستتباب (التوازن الهش)
قلنا أن كل شيء موجود هو نهاية عبارة عن اهتزازات طاقيّة بدرجات متفاوتة دائمة التفاعل في ومع الوسط الموضوعي، الذي تتميز وتتجلّى فيه، بجميع أنواعها وصورها. وهذه الاهتزازات لديها شحنةً معينة، سواءٌ سلباً أو إيجاباً، هذا يعني أن محتوى تلك الطاقة هو الذي يحدد شحنتها – فكل شعور وكل فكرة وكل عاطفة وأي حركة من الذهن والنفس هي عبارة عن طاقة، أي أنه يوجد لدية عزماً يدفعها للحراك، وإمكانية كبيرة لنشوء فعل معين، لتحقيق حالة من الإشباع أو التفريغ لخلق حالة من الحياد الطاقي .
إن كل الموجودات الطاقية حين تلاقيها تعمل سويا لخلق حالة من الاستتباب والتوازن، فإذا كانت إحداها، على سبيل المثال، ذات تردد مرتفع، والتقت بأخرى ترددها منخفض، فإن تردداً جديداً سيظهر إلى الوجود، نتج عن خفض الأولى لاهتزازاتها ورفع الثانية لها، للوصول إلى حالة من التلائم والانسجام؛ تماماً كما يحدث عند وضع الماء المغلي على الماء البارد، سينتج ماءٌ معتدل الحرارة هو الاستتباب الاهتزازي لكلا السائلين.
قانون الاهتزاز والمسؤولية:
انت المسؤول الأول والأخير عما يحدث في حياتك. هذا أمر كبير الأهمية. فبدون تحمل تلك المسؤولية ستبقى تابعا للآخر (الذي يتجلّى ويظهر بانواع مختلفة وعديدة)، ولن تمتلك سيادة الذات، وستبقى ضعيفا في مهب الرغبات والعواطف والأفكار وغيرها.
لذلك حاول أن تتميز بعقل منفتح تجاه هذه الأمور، تعلّم عنها، اختبرها حياتياً وعملياً، واخلص إلى النتيجة/ بنفسك. هناك الكثير من المعلومات حول هذه الأمور، بعضها صحيح وإيجابي، وبعضها فية خطأ وتضليل، لذا علينا أن نكون شديدي الإنتباه والحذر، وأن نتذكر دائماً بأننا مسؤولون عن طاقتنا، وهذا اقوى أشكال المسؤولية، لأنه متعلق باستقلاليتك وسيادتك النفسية. لهذا لا تسلّم طاقتك الحيوية هذه لأيٍّ كان، عبر السذاجة، والثقة العمياء، والاستقبال السلبي للمعلومات. شكّك دائماً بما تقرأ أو تسمع أو ترى، وحاول أن تفتش في نقيضه، وتتعرف على المخالف، لأنه سيمنحك قدرة نقدية عالية، ويشحذ انتباهك وبصيرتك، ويعينك على ألا تنجرّ وراء عواطفك . هذا أيضاً يساعدك على رفع تردداتك الطاقية، وهذا يعني الحضور أكثر في حياتك، وهذا بالمحصلة يعني، أنك لا تهدر طاقتك مع الريح، وأنك عندما تحتاجها للقيام بأمرٍ ما، تكون متوفرة وموجودة.
خلاصة قانون الاهتزاز
إن فهم هذا الأمر له انعكاسات كبيرة على وعي الفرد ويعطيه أداةً جديدة لاستيعاب الحراك الحياتي بكل مظاهره؛ وهو دعوة لوضع غير المرئي إلى المرئي ، يدرك أن الحياة ليست فقط ما هو متجلٍّ ومنظور، بل إن ما هوخفي وما احتجب هو أعظم واكبر ؛ لأن ما نلمسه ونتلقّاه حسيّاً هو نتاج الحراك غير المرئي، و تفتّح تلك الطاقة وتجليها حسب اللحظة المعطاة بشكل من الأشكال.