“إنما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته لله ورسوله فهجرته لله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه”
النية مكانها القلب وهي تدل على الهدف أو القصد الذي يسعى الانسان للوصول له من خلال عمل يقوم به وهنا يأتي مبدأ النية. وكل عمل مهما كان حجمه لا بد أن يكون هناك نية للقيام به سواء أكان خيرا أم شرا لذلك جعل الله الاجر حسب النية وجزاء العمل دنيوي أن كانت نيتك نعيم الدنيا والاخرة إن كانت النية نيل رضا الله ورسوله.
وجود النية هو أكبر محرك للعمل والمثابرة فهي تمنح الدافع للإنسان للسعي وكثير ما يتم تعليق النية بقانون الجذب وأن النية يمكن أن نصل لتحقيقها عن طريق الجذب.
· مرتكزات قانون النية:
- اول مرتكز إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى أي أن نتيجة عملك هي من جنس عملك وما نويت القيام به وسعيت له هو ما ستنال جزائها وتجد نتيجته سواء في الحياة الدنيا او الاخرة.
- وجود قصد محدد واضح للحصول على أهدافك: عقد النية على عمل معين يجب أن يكون قصدك واضح المعالم فتعلم علما اكيد ما هي رغباتك وما تود أن تحصل . أن تحديدك لما تسعى اليه بابسط تفاصيله سوف يساعدك كثيرا على تحقيق نواياك وبلوغها.
- عند عقدك النية لعمل ما بجد فانت ستجد أن الأمور بدأت تتهيأ بشكل تسلسلي لتعمل معك ولكن عليك أن تسعى لتحقيق نيتك وهدفك فلا تجلس بانتظار تحققها وتقول لقد نويت ولكن لم يتحقق شيء لك لأنك لم تأخذ بالأسباب لتحقيق هذه الهدف
- اليقين والسعي: عندما تشعر باليقين الداخلي أن ما نويت أن تقوم هو فعلا هدفك وانك قد عقدت العزم على القيام وبدأت تأخذ بالأسباب واتكلت على الله في عملك عندها فقط ترى أهدافك تتحقق أمام عينك فانت هنا قد بلغت الاستحقاق الذاتي الخاص بك.
- النية مكانها القلب ومرشدها العقل فلا تترك احدهما يحركها دون الاخر ولتكن دائما نواياك للخير والاحسان والتطور والسعي نحو الرزق والعمل وبناء اسرة ناجحة.
· اقتران النية بالعمل والسعي
عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضى الله عنهما – عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرْوِى عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ :” إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً ، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً ، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً“. لقد قرن الله تعالى النية بالعمل في الخير والشر من حيث الجزاء والعطاء وقد ظهر ذلك في قوله تعالى من هم بسيئة فلم يفعلها له كتبها الله له عنده حسنة كاملة فكان الجزء بالعمل لا على النية ونما كانت نيته الخير كان جزائه على النية والعمل. وهذا يبين اهمية أن يكون العمل ملازما للنية حتى تتحقق ولا نكتفي بها كلام دون فعل لتحقيق ما نسمو إليه من علم ومعرفة ورزق وخير الدنيا وخير الاخرة.
· النية والنية المضادة :
كثيرا ما تتولد داخل الإنسان حالة من التخبط الداخلي عند النية حيث تكون نية الإنسان لعمل معين ولكن تتولد بداخله قوى تخبره بعدم قدرته على تحقيق نيتك. فالنية النية المتضادة هما أشبه بالنهار والليل او يمكنك القول بانهما الطاقة الايجابية التي تدفعك نحو العمل والسعي والطاقة السلبية التي تدعوك للبقاء في منطقة الراحة والسكون وعادة ما تأتي هذه النية المضادة من تعرض الإنسان للعديد من العثرات والمعيقات خلال حياته فبات في داخله شعور عميق بأن كل أمر يقوم به سيلاقي نفس النتيجة مما يدفعه للبقاء ساكنا يسكنه الاكتئاب والعزلة ولا تستطيع أن تعقد نيتك من جديد خوفا من فشل آخر.ولا تتوقف النية المضادة والتي تعبر عن عدم تقدير الذات الى المشاكل التي يتعرض لها الانسان بل أن وجود مجموعة من الاشخاص السلبيين و الانهزاميين ضمن دائرتك سيؤثر على نواياك بشكل واضح.
· تحديد الهدف قبل أن أعقد النية
النية قصد بها الطلب ومكانها القلب وقيل هي الجد في الطلب ما يلزمها باقتران السعي فيها . ولكن قبل أن اضع النوايا يجب أن يتم تحديد الأهداف التي اود الحصول عليها بعد أن اعقد النية على عمل ما ثم السعي والطلب لتحقيقها. فكما ذكرنا أن وضوح النية أحد مرتكزاتها فإن وضع هدف وتحديده بدقة امر بالغ الاهمية ولا يقل اهمية عن العمل والسعي. ضع أهدافك ودونها وقم بتحديد الوقت الذي تود أن تحققها خلالها والمراحل التي يمر بها وكن على يقين وتوكل على الله بانه لن يخل عبد لجأ اليه ونوى أن يسعى الى الخير في الدنيا والآخرة ولا تؤجل العمل بل اعقد النية والعزم وانطلق دون تواني.
ملاحظة :لا يمكن أن تدخل نية شخص آخر فأنت شخص منفصل عنه فلكل منا نوايا يحتفظ بها ومهما كانت درجة التواصل والتقارب تبقى هناك نوايا غير معلنة لا يمكنك أن تتطلع عليها واذا علمت بها فإنك لا تستطيع أن تغير منها شيء لان صاحبها على يقين بها وهي تتمتع بالقوة والاصالة لديه لذلك لن تستطيع أن تبدلها إلا إذا رغب هو بذلك نتيجة ضعف تتعرض له النية والرغبة مما فمدى القناعة واليقين هما أساس النية والسعي لتحقيقها.
مع اختلاف النوايا بين الخير والشر واختلاف النتائج المنتظرة منها سواء الدنيا او الاخرة فان قانون النية يعتمد على أقرانها بالعمل والقناعة الكاملة واليقين أنك ستحقق هدفك من هذه الدنيا.