في عالم يضج بالعمل والمشاكل والمصاعب اليومية والكثير من الالتزامات والواجبات تجاه عائلتنا والناس المحيطين بنا والعمل وواجبنا الاول والمقدس تجاه الله تعالى الذي من علينا بالعديد من النعم نجد أنفسنا قد أضعنا التركيز ولم نعد قادرين على توجيه قدراتنا وطاقاتنا لنمضي قدما في حياتنا. ونبدأ البحث عن أفضل طريقة لاستعادة قوة التركيز التي كنا نتمتع بها سابقا ولطالما كانت عونا لنا في تحقيق ما نصبو له في الحياة.
قانون التركيز هو أحد القوانين الأساسية من قوانين العقل الباطن ( اللاوعي ) وأحد الركائز التي يعتمد عليها قانون الجذب. العقل الباطن يعمل على توكيد ما نريد جذبه لحياتنا من خلال التركيز بقوة عليه ولكن كيف يمكننا أن نستعيد قوة التركيز لنتابع السعي ويحصل التجلي.
قوة التركيز
تعرف قوة التركيز بأنها توجيه كامل انتباهك الى فكرة معينة دونا عن غيرها لإنجاز وتحقيق هدف معين والابتعاد عن المشتتات والأفكار التي تبعدك عن تحقيق غايتك.
وتكمن قوة التركيز في توجيه وتسليط الضوء والانتباه إلى هدفه أو فكرة محددة يستطيع تحقيقها. ومهما بلغ الإنسان من قدرات فإن العقل اللاواعي لديه يركز على أمر واحد ليستطيع استحضاره إلى الذاكرة عند الحاجة لذلك يعمل على تهميش الأمور المحيطة بالأمر الذي ركز عليه. وتكمن المشكلة عندما يركز عقلك الباطن على أمر ثانوي لا تريده بينما يتناسى الأمر الأساسي وهذا ما يسبب فقدان الاستحقاق وبالتالي التجلي.
ويرتبط قانون التركيز بقانون الانعكاس ارتباطا وثيقا بأفكارك السلبية التي تسكن عقلك ستنعكس بشكل أو بأخر على واقعك ومن هنا تأتي أهمية التركيز.
فوائد قوة التركيز
هناك العديد من الفوائد التي ستحصل عليها نتيجة قوة التركيز ومعرفتك لاستخدام قانون التركيز الذي يوجه معظم الأمور في حياتنا:
- التركيز على الأمور الهامة في حياتنا وإبعاد المشتتات يساعد في الحصول عليها والوصول إلى الأهداف التي نرجوها, فعندما يكون تركيزك قوي فأنت في وضع يمكن أن يصل بك الى الاستحقاق وبالتالي الوصول إلى غايتك وأحلامك.
- النجاح في العمل والدراسة :التركيز على عملك يساعد على تطويره وأحراز تقديم في مجال عملك بالطريقة التي تطمح لها ولكن وجود أمور سلبية قد تشتت انتباهك وبالتالي الخروج من دائرة التركيز سوف ينعكس سلبا على العمل الذي تقوم به بسبب تركيزك على النواحي السلبية أكثر من عملك الأساسي. مثلا عندما يكون لديك مشكلة ما سواء في البيت او ضائقة مالية فأنت ستنشغل بهذه المشاكل وبالتالي تبتعد عن هدفك الأساسي في تطوير منصبك الوظيفي. كذلك الأمر بالنسبة للطالب فإن وجود عنصر ثانوي مثل الضجيج أو الاغاني وغيرها أثناء دراسته سيكون سبب في تشتت أفكاره وبالتالي يبتعد تركيزه عن دراسته لوجود عامل أخر سبب فقدانه لقوة التركيز التي يجب أن يتمتع بها ليتم دراسته وتحقيق النجاح الذي يسعى إليه.
- قوة التركيز في حياتك اليومية تساعدك على اتخاذ قرارات صحيحة مع اختفاء المشتت والأحكام المسبقة على الامور والنظر إلى الأمور بشكل مجرد بعيد عن السلبيات التي كنت تفكر فيها. تقول إحداهن : دخل ابني المنزل واخبرني أن السيارة الخاصة بنا قد تحطمت نتيجة حادث سير قد وقع له أثناء عودته مع أصدقائه, بداية فكرت في السيارة وما أصابها وكيف يمكن اصلاحها وشعرت بالغضب نتيجة تهوره ولكن عندما ركزت تفكيرك بأن ابني يقف أمامي سليم معافى لم يصبه أذى أدركت أن وجود ابني وسلامته أهم بكثير من السيارة لذلك شعرت ببعض الرضى والهدوء. بداية كان التركيز على الأمور السلبية لذلك شعرت الأم بالتوتر والانزعاج ولكن عندما ركزت على الناحية الايجابية وهي سلامة ابنها عادت للهدوء وبدأت تفكر بمنطقية وحكمة اكثر.
مقومات قوة التركيز
من أهم العوامل التي تؤثر في قوة التركيز:
- مقومات شخصية: وجود الدافع الشخصي للعمل والسعي والتركيز والتفكير بهذا الدافع يحفز على زيادة قوة التركيز ويجعل الإنسان متحمسا للوصول إلى أهدافه وإيجابيا اتجاهه.
- مقومات بيئية: الابتعاد عن الأمور التي تشتت التركيز وخاصة العوامل السلبية منها التي تسلبك قوتك و اندفاعك.
- مقومات التحفيز:مثل الاشخاص الايجابيين والغذاء الصحي والرياضة التي تمنحك طاقة اضافية كما يمكنك كتابة هدفك وضعه في مكان تستطيع رؤيته دائما وكتابة ما استطعت انجازه من خطوات لتحقيق هذا الهدف وقراءتها مما يمنحك طاقة اضافية ومزيدا من التفاؤل والسعادة.
معوقات التركيز
هناك العديد من الأمور التي تعد من المعوقات الأساسية للتركيز وتسبب ضعف التركيز والتشتت ومن أهم هذه العوامل:
- قلة النوم : عدم الحصول على قسط كافي من النوم يسبب ضعف في التركيز والخمول والكسل ويفقدك الحيوية والنشاط ويشعرك بالاكتئاب .
- الاكتئاب : الاكتئاب يجعل الإنسان كتلة من الأفكار السلبية التي تسلبه قوة التركيز فهو لا يفكر الا بالامور السلبية المحيطة بها وربما تكون بعضها مجرد أفكار يعتقد أنها ستصيبه في المستقبل مما يسبب له تشتت أفكاره وفقدانه الدافع نحو حياة أفضل.
- الازدحام والضجيج عدم وجود نظام للحياة مما يجعل الإنسان يعيش بفوضى ويمنعه من ضبط حياته وأفكاره ومشاعره.
- بعض الأمراض الجسدية مثل نقص التروية والسكر الغدة الدرقية تسبب التشتت وعدم القدرة على التركيز.
- التعب الجسدي والعاطفي: سيطرة الناحية العاطفية والمشاعر على الإنسان وطغيانها على الجانب العقلي يسبب ضعف في التركيز لان اي توتر او مشكلة صغيرة سوف تسبب له الحزن والشعور بالاكتئاب والتعب ومن الممكن أن يشعر بالمرض دون سبب ويسلبه هذا تركيزه وبالتالي يبعده عن أهدافه التي كان يطمح لها لذلك يجب التحكم بالمشاعر والعواطف بشكل صحيح.
حياة الإنسان وأقداره بيد الله عز وجل ولن لنا أن نسعى لنحقق احلامنا واهدافنا ونلجأ الى الله ليعيننا على ذلك بالعمل والدعاء والتقرب لله. ومن أهم الوصايا والنصائح التي يقدمها خبراء التنمية هي كتابة الأهداف والتركيز عليها لنحصل على الاستحقاق والوصول الى رغباتنا واهدافنا.