هل نظرت في يوم من الأيام إلى قصص الصحابة قبل الإسلام وبعده . هل فكرت ما الذي غيرهم وقلب موازين الحياة لديهم. ما هو السر في التغيير الجذري في أفكارهم ومعتقداتهم . كيف تغيرت حياتهم من اللهو واللعب والترف والبذخ والخمر والنساء والعديد من الأفعال التي كانت مباحة، إلى عالم مختلف تمام فيه من العمل والخير والتسامح والقيم الأخلاقية الشيء الكثير بعد أن دخل نورالاسلام قلوبهم وحرك مشاعرهم واسكن الرحمة في نفوسهم لنلتمس أثر القرآن الكريم في السلوك البشري، يقول الله تعالى: (إِنَّ الَّذينَ قَالُوا رَبُنَا اللَهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَةِ الَتي كُنتُمْ تُوعَدُونَ).إذن؛ كيف يؤثر القرآن على سلوكنا !
القرآن الكريم والنفس البشرية
النفس البشرية لطالما كانت تدل على رغبات الإنسان وأهوائه وشهواته فهي الهوية الحقيقية للإنسان والتي تحدد ملامح سلوكه وتظهر مستقبله ومصيره.
و الإسلام هذب هذه النفس البشرية من خلال أثر القرآن الكريم في السلوك البشري، وكلما تبع الإنسان نفسه وشهواته الدنيوية ازداد انحطاطا ودونية، وابتعد عن القيم والأخلاق القويمة والصحيحة.
وقد جاء القرأن الكريم ليكون هدى وموعظة للناس أجمعين ويعيدهم الى جادة الحق والصواب والبعد عن الغضب والحقد والشهوات.
أثر القرآن في السلوك البشري
من خلال تطبيق تعاليم القرآن الكريم استطاع رسول الله صل الله عليه وسلم أن ينتقل بالمسلمين من عالم الجهل والرذيلة والعنف والفحش الى عالم متحضر فيه من مظاهر الإنسانية الشيء الكثير فترى الناس اصبحوا اكثر برفق وإحسان وعفوا عن الناس كما تراهم يسعون في مساعدة الفقراء والمحتاجين.
كما ابتعد القوم عن الخمر والميسر الاحتكار ليتحول من مجتمع قبلي قائم على المنازعات والقتل والعصبية القبيلة إلى دولة عظيمة تسود أرجاء الأرض من الشرق الى الغرب يعم العدل والمساواة وترى الكل حصل على جميع الحقوق فلا تفريق بين ذكر أو أنثى ولا عربي او اعجمي إلا بالتقوى وترى الجميع ساعياً نحو رفع راية الحق والاسلام بعيد عن النعرات القبلية التي كانت سائدة
- يظهر أثر القرآن واضحاً في سلوك الإنسان فتجده راضياً هادئاً محاط بالأفكار والطاقات الايجابية فهو يعلم أن أمره كله بيد الله فلما يخاف ويجزع
- يظهر كيف يؤثر القرآن على سلوكنا عندما ورد في القرآن الكريم ذكر الفضائل التي تجعل الإنسان ينال نعيم الدنيا والآخرة والكبائر والمعاصي التي تجعل الإنسان يخسر دنياه وآخرته
- القرآن يقدم العبر والمواعظ للإنسان من خلال قصص الأنبياء التي وردت فيه وأحوال الجنة والنار مما يدفع الإنسان للتفكر جيد في هذه الدنيا وأنها طريق للتزود للوصول إلى الجنة في الآخرة (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )
نماذج لتأثير القرآن في سلوكنا الإنساني
عند النظر في كتب السير والأعلام ستجد فرقا واضحا في حياة الصحابة والناس قبل الإسلام وبعده حيث ظهرجواب سؤالنا ” كيف يؤثر القرآن على سلوكنا “. فأظهر تأثير القرآن الكريم واضحاً في النفس البشرية وانعكست بشكل إيجابي واضح على تصرفاتهم فأصبحوا تصرفاتهم هي طريق الدعوة للاسلام دون ان ينطقوا أو يتوجهوا بخطاب فالأفعال ابلغ من الاقوال .
- ( إِنَنِى أَنَا اللَهُ لا إِلَـهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِى وَأَقِمِ الصَلاةَ لِذِكْرِى) لقد كان لهذه الاية الكريمة دوراً كبيراً في إسلام الفاروق رضي الله عنه وهدايته إلى طريق الحق.
- وبعد أن كان يعرف بغضه وقسوة قلبه وشرب الخمر وغيرها مما التصرفات التي كان يمارسها شبان قريش الأثرياء، أصبح رضي الله عنه شديد لنصرة الاسلام رقيق القلب من خشية الله زاهد في الاموال؛
- فأصبح القرآن الكريم هو النور الذي يحركه ويدله إلى طريق الصواب، وهو الفصل في كل أموره فكان خير خليفة يقتدى به يهابه الملوك ولا يهاب أحد ولا يخشى الا الله.
- عندما نزل تحريم الخمر في القرآن الكريم امتناع الصحابة عن شربه وسكبوا في ازقة المدينة حتى يبعدوا رجسه عنهم .
- كثير ما نسمع عن اسلام بعض الأجانب من دول مختلفة؛ وكان سبب اسلامه هو الخلق الحسن والعمل الطيب الذي شاهدوه عند بعض جيرانهم وأصدقائهم من المسلمين .
القرآن الكريم مدرسة إلهية لصنع القلوب وتحريك العقول؛ فلا تستسلم لعادات وأفكار دون أن تعلم ما بها من خير وما تحمله من شر للإنسان ولمن حوله (قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللهِ نُور وَكِتَابٌ مبِين، يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُلُمَاتِ إِلَى النورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).