إن أول وأعظم رسائل الله إلى البشر هو القرآن الكريم الكنز الثمين الذي أنزله الله سبحانه وتعالى لنا من السماء، هو السراج المنير في سبلنا المظلمة لينيرها لنا إن أحسنا تدبره وقراءة رسائله.
وقد تضمن كتاب الله رسائل قرآنية لتسهل للإنسان مسيرة حياته وتدله على طريق الحق والصواب فعلى المسلم تدبر آياته وفهم رسائل الله إليه لمساعدته في السير على الطريق المستقيم، فقد يكون الإنسان يقرأ القرآن ويمر بآية تلامس قلبه أو تذكره بأمر مر معه فيتنبه لها ويدرك الرسالة المضمونة فيها ليعمل بها.
الرسائل القرآنية
رسائل التوحيد
إن التوحيد هو منبع الإيمان وشهادة أن لا إله إلا الله هي الركن الأول في أركان الإسلام، وهو الغاية التي أرسل الله بها الرسل والأنبياء لأهل الأرض كافة
قال الله تعالى: “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ“
“ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ”
فيمتثل العبد لأمر الله سبحانه وتعالى ويعبده وحده لا شريك له.
رسائل التحذير من الشرك
إن الشرك من أكبر الكبائر التي يرتكبها الإنسان فيتخذ مع الله إلهاً آخر ويشركه معه في العبادات أو التقديس وقد وردت في القرآن الكريم العديد من الرسائل القرآنية التي تحذر من الوقوع في الشرك وتخبرنا عن حجم عقابه ومدى غضب الله من هذا الأمر
قال تعالى: “إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ“
“إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا”
فمن واجب المسلم عند قراءة القرآن أن يتدبر آيات الله ويبتعد عن الوقوع في الشرك وغضب الله سبحانه وتعالى.
رسائل طمأنينة
إن الله عز وجل ما خلقنا في هذه الحياة لنشقى أو نتعب فيها بل أرسل لنا وسائل تساعدنا وتعطينا الراحة والأمان عندما تتعبنا الدنيا وأهمها هي اتباع منهج القرآن الكريم فيه نعرف السبيل إلى طاعة الله والوصول إلى رضاه والاطمئنان أننا على الطريق المستقيم
قال تعالى: “والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون”
من فضل الله علينا أننا حتى إذا نزلت بنا مصيبة وامتثلنا لأمر الله بالصبر والإيمان بقضاء الله وقدره فقد أرسل لنا رسالة تخبرنا بثوابنا من ذلك. قال تعالى: “وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون” عندما تصل هذه الرسالة إلى الإنسان ويفهم مضمونها يطمئن قلبه لما له عند الله من جزاء وأجر عظيم في الدنيا والاخرة.
رسائل عن رحمة الله سبحانه وتعالى
إن الله رحيم بعباده رؤوف بهم، فالرحيم هو اسم من أسماء الله الحسنى التي أنزلها إلينا، فلولا رحمة الله بنا لما استطعنا الاستمرار بالحياةفهو أرحم بالإنسان من أمه وأبيه، من رحمته بنا سبحانه وتعالى إنه يغفر لنا ذنوبنا عندما نتوب منها ولا يحملها علينا قال تعالى: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” فرحمة الله بنا شملت عدم تحميله لنا ما لا نقدر عليه من الطاعات والعبادات التي فرضها علينا حتى لا يشق او يصعب علينا أدائها قال تعالى: “وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ ۚ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ”
رسائل عن الجنة
إن الجنة هي الجائزة التي سنفوز فيها في الآخرة في حال التزمنا بأوامر الله سبحانه وتعالى وأطعناه واتبعنا سبل رسله كافة فأرسل لنا في القرآن رسائل تخبرنا وتبشرنا بعظمة هذه الجائزة وجمالها وأنها تستحق التعب لنصل إليها
قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ“
فالقلب المؤمن إن أدرك وفهم رسائل الله وعظمة الجنة وما بها من عطايا عظيمة عمل ليلاً ونهاراً للفوز بها والوصول إليها.
أمرنا الله سبحانه وتعالى بالخلق الحسنمع كافة البشر من حولنا والتعامل بالكلمة الطيبة والابتسامة وتجنب الإيذاء أو الإساءة إلى أحد ما
رسائل عن حُسن التعامل مع البشر
قال تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” هذه رسالة لبر الوالدين ومعاملتهم بأسلوب طيب وعدم عقوقهم وخاصة عندما يبلغوا من العمر الكبر ويصبحوا بحاجة لنا ولوجدنا معهم ومساعدتهم عندما تخونهم صحتهم وعدم التململ منهم.
كذلك أرسل لنا آيات تامرنا بمساعدة الضعفاء والمساكين والعطف عليهم وعدم القسوة عليهم أو استغلالهم وإعطائهم مما رزقنا الله به قال تعالى: “يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ”
فيتلقى العبد رسالة الله ويعمل بها لينال الأجر الذي أخبره الله سبحانه وتعالى به نظراً لعجزهم عن تأمين ما يحتاجون من مستلزمات الحياة.
إن القرآن الكريم مليء بالرسائل القرآنية التي علينا أن نلجأ إليها في أي موقف أو حدث يحصل معنا ونتدبرها ونهتدي بها فهي من أعظم الهدايا التي أرسلها الله لنا، تأخذنا إلى عالم آخر مليء بالسكينة والاطمئنان والرضا بقضاء الله وقدره والشعور بقربنا من الله، فالقرآن هو الوحيد الذي يستطيع الإجابة على كافة أسئلتنا واستفساراتنا المجهولة في هذه الحياة.