للمرأة مكانة رفيعة وقدر كبير في الإسلام، ولقد كرم الإسلام المرأة وحفظ حقوقها واعتبرها إنسانا كريما مؤهلا للتكليف والمسؤولية مثلها مثل الرجل. قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا “.
والله عز وجل خلق الناس سواسية، نساء ورجالا خلقهم الله من نفس واحدة، وكلهم عباد لله تعالى، والمرأة شقيقة الرجلن كما جاء في قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: “إنما النساء شقائق الرجال”.
مكانة المرأة في القرآن الكريم
جاء في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحدثت عن مكانة المرآة وتكريمها
- قال الله سبحانه وتعالى: الوليدة البريئة بقوله تعالى: “وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ” وفي هذه حرم الله تعالى قتل الوليدة البريئة، كما وأنصف الإسلام المرأة ورفع قدرها ومكانتها وساواها مع الرجل في العمل والجزاء في العقاب وفي المسؤولية، وجاء في قوله تعالى: يقول جل وعلا للبشر كافة: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.
- ولقد منّ الله سبحانه وتعالى على عباده بأن جعل التقوى هي مقياس التفاضل والجزاء، قال الله سبحانه وتعالى:”يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”. و قال الله سبحانه وتعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا”.
- قال الله سبحانه وتعالى: “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”
مكانة المرأة في الشريعة الإسلامية
كما ذكرت لكم إخوتي في الله إن الإسلام أعز المرأة وكرمها وحفظ لها مكانتها ومن المواقف التي تدل على تكريم الإسلام للمرأة:
أمر الإسلام بالإحسان إلى المرأة
أوصى الإسلام بحسن معاملة المرأة وبغض النظر عن مالها أو جمالها أو نسبها سواء كانت صغيرة أم كبيرة، متزوجة أو غير متزوجة.
كما وأمر الله عز وجل الأبناء ببر الأم وعنايتها حسن المعاملة. قال الرسول عليه الصلاة والسلام: أن الام لها ثلاثة حقوق مقابل حق واحد فقط للأب وجاء هذا في الحديث الشريف، جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: يسأله: “من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من، قال: أمك، قال ثم من، قال: أمك، قال: ثم من، قال : أبوك” .
وحفظ الله سبحانه حقوقها في الزواج وأمر الرجل بحسن معاملة زوجته وإعطائها حقها وعدم ظلمها.
بر الأم سبب من أسباب دخول الجنة
الله سبحانه وتعالى كرم المرأة وأعزها بأن جعل طاعة الأم والإحسان إليها سبب إلى دخول الجنة والفوز برضا الله عز وجل، ورضا الله متعلق برضا الأم. فلابد للابن أن يكون قريبا من والدته ليرعاها وينفق عليها ولهذا قال العديد من العلماء باستحباب السكن مع الوالدين
المساواة بين المرأة والرجل
المرأة مكلفة مثل الرجل تماما وكلاهما يقع على عاتقهما مسؤولية تكوين أسرة وتربية الأبناء تربية صالحة، قال عليه الصلاة والسلام: كلككم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
الزواج الشرعي
كرم الإسلام المرأة بالزواج الشرعي إذ حرم الإسلام جميع أنواع الزواج التي كانت تمارس سابقا في أيام الجاهلية التي كانت لا تحفظ للمرأة أي حق من حقوقها بل على العكس كانت هذه الأنواع من الزيجات تحط من قيمة المرأة وتقلل من كرامتها. كما ومنح الإسلام للمرأة مثل الرجل الحق في الاختيار عند الزواج وتكوين الأسرة، وللمرأة الحرية الكاملة في القبول أو الرفض من يأتي لخطبتها ولا يجوز لوالديها إجبارها على الزواج بمن لا تريد، بل على الأهل النصح والرشد فقط.
العمل
وأما فيما يتعلق بحق المرأة في العمل فإن الإسلام قد وضع بعض الضوابط والشروط التي تتعلق بعمل المرأة في خارج منزلها وهذا لحمايتها من الفتن و مع ذلك من ضعاف النفوس الذين قد يستغلون حاجتها لأمور دنيئة. وهذا قد يسبب انتشار الفواحش والفتن في المجتمع، فالإسلام لم يمنع المرأة من العمل بل منحها حرية اختيار المهنة والعمل الذي ترغب به.
وأخيرا ندرك أن المرأة في الشريعة الإسلامية لها مكانة كبيرة ومعاملة خاصة، وأن الإسلام كفل حق المرأة في هذه الحياة وجعلها مثل الملكة التي تتربع على عرشها لتحيا حياة كريمة.