التسامح سمة من سمات المؤمنين الأقوياء، وخلق حسن وصفة من صفات رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، هو طريقك إلى السعادة والنجاح في الحياة، ولا يوجد أجمل من التسامح وفتح صفحة جديدة ننسى فيها جميع الخلافات والخصومات مع الناس ونبدأ من جديد للعيش بسلام وراحة واطمئنان.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لامرئ مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.
مفهوم التسامح
التسامح هو القدرة على العفو عن الناس وعدم ردا الإساءة لمن أساء إليك والتحلي بالأخلاق الحسنة أخلاق الأنبياء والرسل.
بينما الإسلام عرف التسامح على أنه مبدأ إنساني يدفع الشخص إلى نسيان جميع الأحداث والأمور التي سببت له الحزن والألم والأذى، دون التفكير بالانتقام أو الثأر من الشخص الذي سبب الأذى.
أنواع التسامح
- التسامح الديني: ويعني القدرة على التعايش مع الاختلاف الديني، دون اضطهاد طائفة أو معتقدات دينية أخرى
- التسامح الفكري: احترام مختلف الآراء والأفكار التي تخالف معتقداتك وأفكارك
- التسامح الثقافي: تقبل الثقافات الأخرى الموجودة في أنحاء العالم واحترامها
- التسامح الاجتماعي: ويعني التصرف بلطف والمعاملة الحسنى لأفراد المجتمع الآخرين واحترام أفكارهم وقبول جميع الاختلافات بينهم
التسامح في الدين الإسلامي
يعتبر التّسامح من المبادئ والأخلاق الإسلاميّة السامية، ودعا الإسلام إليه في آيات كثيرة من القرآن الكريم، كما وحث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام على التحلي بخلق التسامح، والإسلام هو دين المحبة وهو المعاملة الحسنة لكل شخص. ولكن حكم السماحة في الإسلام ليس بواجب بل مندوب باتفاق العلماء، فمن شاء فليعفو ومن شاء استرد حقوقه كاملة، ولكن حاذر أن تكون فظا غليظ القلب أو عنيفا فاحشا.
آيات عن التسامح
- قال سبحانه وتعالى: “خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين”.
- قال سبحانه وتعالى: “بلىٰ من أسلم وجهه للـه وهو محسن فله أجره عند ربِه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.
- قال الله سبحانه وتعالى: “ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسدًا من عند أنفسهِم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتىٰ يأتي اللَّه بأمره إِن اللَّه علىٰ كل شيء قدير”.
- قال الله سبحانه وتعالى: “وسارعوا إِلىٰ مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عنا الناس واللَّه يحب المحسنين”.
أهمية المسامحة
كسب محبة الله ورضوانه والحصول على ثواب كبير وأجر عظيم من الله تعالى، وبالمسامحة ترقى الأمم وتزدهر. كما وعد الله المتسامح بجنة عرها السماوات والأرض. قال تعالى: “وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس واللّه يحب المحسنين * والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا اللّه فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا اللّه ولـم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين”
دعوة إلى السماحة
عند تحليك بخلق التسامح والعفو من المؤكد أنك ستشعر براحة قلبية كبيرة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا. والمسامحة مبادرة جميلة لتعيش في جو يغمره السلام والسعادة والمحبة دون نزاع أو بغضاء، فرصة جديدة وبداية جديدة تنسى فيها الماضي وتعفو عن كل شخص أساء إليك بفعل أو قول.
آثار تسامح الفرد والمجتمع
- طيب الحياة والشعور بالرضا والسعادة والراحة النفسية
- نيل محبة الناس وكسب ثقتهم، لأن المتسامح شخص طيب القلب يحبه الناس على صفاء قلبه ومعاملته الحسنة اللينة
- كثرة الخير والرزق في الدنيا، لأن الناس تحب التعامل مع الشخص المتسامح ويثقون به
- رضا الله عز وجل فمن أحب الناس وتمنى لهم الخير أحبه الله ورضي عنه
- سبيل وطريق الدخول إلى الجنة، فالإنسان المتسامح لا يؤذي الآخرين بل هو دائم الإحسان إليهم
- توثيق الروابط والعلاقات الأسرية والاجتماعية أيضاً
وفي الختام أنصحكم أن تبادروا إلى العفو والمسامحة لحياة يغمرها السعادة والهناء، الراحة والاطمئنان، ومع ذلك سامحوا لتعيشوا حياة جميلة بعيدة عن الحقد والبغضاء ولتنالوا جنة عرضها كعرض السماوات والأرض