القلق

رد فعل طبيعي يحاول فيه العقل محاربة التهديد الخارجي وإيقافه، و يرتبط الشعور بالقلق  بالاهتمام المفرط بقضايا حقيقية أو متخيلة.عادة ما ترتبط هذه القضايا بالشخص نفسه ، مثل القضايا المالية اوالصحية ، أو البيئة من حوله .

يمكن أن يكون للقلق في مستواه الطبيعي آثار إيجابية ، لأنه يجعل الشخص يتخذ إجراءات وقائية (مثل ارتداء حزام أمان السيارة أو شراء تأمين ضد الحريق) أو تجنب المخاطر الخطيرة. (مثل إغضاب الحيوانات البرية أو السكر) وفي بعض الحالات قد يكون للقلق آثار سلبية (مثل الاكتئاب).

القلق هو في الواقع نوع خاص من الخوف ، في الواقع مزيج من الذاكرة والصور والذكريات السابقة والمزاج تشارك في خلق القلق. 

يظهر القلق أشكالًا ووجوهًا مختلفة ، لكنه غالبًا ما يتجلى في الشعور بعدم الأمان ونقص القوة والعجز. 

معظمنا يعتبر أن أصل هذه الحالة المؤسفة هو خارج أنفسنا ، ونحاول أن نلوم حياتنا وبيئتنا على ذلك! لكن يجب أن نلاحظ أن مثل هذه الأفكار لن تؤدي إلا إلى زيادة ضعفنا. يعترف معظم المصابين أنه حتى في أفضل الظروف   سيشعرون بدرجة معينة من القلق .

ما هو مفهوم القلق؟

يعتقد بعض الخبراء أن مستوى سيطرة الدماغ على ضبط الضغوط وتأثيراتها أقل لدى الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد أكثر من غيرهم ، ويعتقدون أن مادة تسمى GABA (حمض جاما أمينوبيوتيريك) متورطة في التسبب في هذه المشكلة ، ويعتقدون أن نقص هذه المادة أو الاستجابة غير المناسبة للخلايا يمكن لشيء مميز في الدماغ بخصوصه أن يزيد من قابلية الشخص للتوتر ويسبب القلق. على العكس من ذلك ، فإن أولئك الذين لديهم كميات كافية من GABA ويستجيبون لها بشكل مناسب ، هم أشخاص هادئون وباردون. من ناحية أخرى ، يعتقد بعض الباحثين أن هناك جينًا  يوجد قلق لدى الأشخاص المعرضين للقلق مما يزيد القلق والتشاؤم والأفكار السلبية فيهم. يعتبر العديد من الباحثين أيضًا أن أسلوب الحياة وضغوط الطفولة فعالة في التسبب في قلق البلوغ.

إحدى أحدث النتائج التي توصلنا إليها هي أن الدماغ عضو مرن للغاية ولديه قدرة عالية جدًا على التكيف مع البيئة.

يجب أن نلاحظ أنه: لا يمكننا استبدال دماغنا بأخرى جديدة ، لكن يمكننا إعادة تشكيلها وإعادة تدريبها وإعادة ضبطها!

في كثير من الحالات ، من خلال الخوض في الماضي ومراجعته ، من الممكن تحديد السبب الكامن وراء القلق .

لا تتعجب أن القلق له إيجابيات أيضاً؟

عندما يتعلق الأمر بالقلق ، فإن وظيفته واضحة تمامًا: فهي تلفت انتباهنا إلى حقيقة أننا قد نحتاج إلى القيام بشيء ما لتحضيره أو منعه ، ويحفزنا على القيام بشيء حيال ذلك.

يمكن أن تؤدي هذه الشروط إلى اختيارات مهمة ؛  إذا كنت قلقًا بشأن سرطان الجلد ، فأنت تضع واقيًا من الشمس. يدفعك القلق إلى سلوك قد يكون مزعجًا ولكنه وقائي.

يجهزك القلق أيضًا: إذا كنت قلقًا بشأن مقابلة العمل القادمة ، فسوف تقضي المزيد من الوقت في تحضير نفسك. يخبرك القلق أن هناك موقفًا خطيرًا وخطيرًا أمامك ويبرز في ذهنك أن تفعل شيئًا ما.

إذا لم نقلق أبدًا بشأن المستقبل ، فإننا نعرض أنفسنا لخطر جسيم. حتى عندما لا يكون لديك سيطرة على ما سيحدث ، يمكن أن يكون القلق بمثابة حاجز عاطفي أو دفاع. الشعور بالقلق هو أمر مزعج للغاية لدرجة أن كل ما يحدث في النهاية على الأقل سيشعر بتحسن مقارنة بهذا الشعور بالقلق.

عمومًا؛ القلق أفضل من عدم القلق على الإطلاق. بالطبع ، يصعب اتباع هذه النصيحة قليلاً. لدينا جميعًا القلق بشكل طبيعي ، ولكن مدى اعتمادنا عليه والتعود عليه يعتمد على جيناتنا وآبائنا وموقفنا الفردي ومحيطنا.

صحيح أن للقلق جوانب إيجابية ، لكن إذا كان أكثر من اللازم ، فسيكون مشكلة. حوالي 85٪ من الأشياء التي نقلق بشأنها لا تحدث أبدًا.

كيفية التخلص من القلق بالقرآن؟

ذكر أهل العلم أن قراءة سورة الانشراح «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ. وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ» اربعين مرة من الأمور التي تجلب الرزق والتيسر وتعالج الاكتئاب وتزيل الهم والخوف، لا يوجد حديث يدل على ذلك وإنما يرجع إلى التجربة الشخصية

 كيف عالج الاسلام القلق؟

 القلق جاء علاجه في الحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصابه هم أو غم أو حزن فلْيقل اللهم إني عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضائك، أسالك بكل اسم سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وهمي..

كيف تعالج القلق؟

1. تخلص من القلق غير الصحي

إذا كانت مخاوفك واهتماماتك تعيق حياتك ، إذا كنت لا تستطيع التركيز ، إذا كان يمنعك من الاستمتاع بالحياة ، إذا كان قلقك المستمر بشأن تدفق الأشياء يجعلك تقلق اليوم وغدًا ، إذا كانت مخاوفك المستمرة تحرمك من النوم والراحة. إذا كنت قلقًا بشأن شيء ما طوال الوقت ولا يمكنك التخلص منه .

2. لا تخلط بين القلق والاجترار

التركيز على الأحداث السلبية والأحداث السلبية المستقبلية التي يمكن أن تعدك وتعطيك خلفية. لكن الاجترار يعني الغرق في أخطاء الماضي وما حدث من قبل. هذه حلقة مفرغة من الأفكار يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب.

3. قم بعمل قائمة مرجعية بالقلق

لديك قائمة مرجعية لمخاوفك. اسأل نفسك: إذا كانت نتيجة ما حدث سلبية ، فهل أنا جاهز الآن؟ ماذا يمكنني أن أفعل للتحضير؟ هل هناك أي شيء يمكنني القيام به لزيادة احتمالية الحصول على نتيجة إيجابية؟

إذا مللت من كل هذه الاحتمالات ، فكل ما يمكنك فعله هو إلهاء نفسك. في أسوأ الحالات التي لا يوجد فيها شيء يمكنك القيام به لاتخاذ إجراء ، عليك الانتظار حتى تأتي هذه النتيجة السيئة وتمريرها. لا يحب دماغنا الغموض ويفضل أن يكون كل شيء واضحًا.

4. حدد مقدار الوقت في القلق

حاول تعيين “فترة قلق ” لنفسك أو تعيين أوقات واسمح لنفسك فقط بالقلق لمدة 15 دقيقة فقط خلال تلك الأوقات. عندما تبدأ في الشعور بالقلق ، قل لنفسك: يجب أن أنتظر حتى العاشرة صباحًا وبعد ذلك يُسمح لي بالتعامل مع مخاوفي. من خلال القيام بذلك ، تكتسب المزيد من التحكم في عواطفك.

5. لا تدع أفكارك تشتت انتباهك

فقط لأنك تعتقد أن شيئًا ما سيحدث ، لا يعني أنه سيحدث! اسأل نفسك: هل أنا على حق؟ وهل هناك فائدة؟ خذ استراحة من أفكارك ومارس اليقظة. حاول أن تتواصل مع كل حواسك في الوقت الحاضر: اشعر بجسمك على كرسي ، امشي حافي القدمين على الحجارة أو العشب ، أو ركز على شيء ما وانتبه لتفاصيله.

6. لا تقمع مشاعرك

إذا حاولت قمع مشاعرك ، فسوف تعود أقوى. الشعور الذي ينتابك موجود لسبب وهو مفيد. إذا كان شعورك بالقلق يخبرك أن هناك شيئًا يجب أن تنتبه إليه ، فإن تجاهله قد يكون ضارًا.

دع القلق يحفزك ، ولكن إذا وجدت أنه لا يساعد ، فحاول إبعاد عقلك عن مخاوفك من خلال الانخراط في أنشطة أخرى. ركز على عملك ، افعل شيئًا تحبه ، أو يمكنك الانشغال بكتاب تلوين للكبار.

العلاجات الدوائيّة !

 هناك مجموعة من الأدوية يمكنك تناولها باستشارة الطبيب تمكن المساعدة في التخفيف من أعراض القلق، لكنّها تستخدم حسب الحاجة إليها لأنّها لا تساعد في علاج السبب الرئيسي بل تقلل من أعراضه والإفراط في تناول هذه الأدوية يسبب نوعاً من الإدمان عليها.

يوجد العديد من الطرق العلاجيّة، والاستراتيجيّات المختلفة لعلاج القلق والتوتّر كما أشرنا، لذلك في حال تأثير الاضطرابات في الحياة الشخصيّة وعدم القدرة على السيطرة على هذه الحالة تجدر مراجعة الطبيب المختص والحصول على العلاج المناسب