الرحمن من أسماء الله ومن الأسماء الخاصة بالذات العلية، لا يُوصف به غيره سبحانه وتعالى، لا حقيقة ولا مجاز لأنها مقتضية لنعمة الايجاد، ولا يصح على غيره، بخلاف الرحيم فانه مقتضٍ لنعمة الإمداد، وقد يصح من غيره تعالى مجاز، فلذلك يجوز أن يوصف العبد بالرحيم، ولا يمكن ان يوصف بالرحمن، ثم ان الرحمة المشتملة عليها الرحمن تنقسم على قسمين:
- رحمة ذاتية لا تفارق الذات
- رحمة صفاتية يقع بها الإمداد للخلق، فيرحَم بها من يشاء من عباده
وتسمى الرحمة الذاتية رحمانية، ولمَّا كانت لا تُفارق الذات التعبير بها في الاستواء، فيقول تعالى:
(الرحمن على العرش استوى) طه: 5
الفرق بين اسم الله الرحمن واسم الله الرحيم
الرحمن من اسماء الله الحسنى، وقد جاءت سورة كاملة في القرآن بهذا الاسم، هي (سورة الرحمن).
اسم الرحمن مشتق في اللغة من الرحمة، ويشترك في هذا المعنى مع اسم آخر من هو الرحيم، لكن هناك فرق بين كل من الرحمن والرحيم الاسم الأول أكثر مبالغة في الرحمة من الثاني، ويقال إن الرحمة في الرحمن صفة لذاته عز وجل، وأما في الرحيم فإنها صفة لأفعاله التي يرحم عباده.
والاسمان الرحمن والرحيم موجودين في البسملة بسمالله الرحمن الرحيم ، وهي آية من آيات سورة الفاتحة. والبسملة يبدأ بها في كل شيء، خاصة عند قراءة القرآن ، وعند كل أمر، فهو فاتح الخير بجميع الأمور.
اسم الرحمن لا يسمى به من البشر، فهو مثل اسمه تعالى الله خاص برب العزة ، وقد قال الله عز وجل:
(ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) الإسراء 110.
واسم الرحيم، فيمكن تسمية الانسان ووصفه به، وهو ما جاء في القرآن في وصف النبي صلى الله عليه وسلم رءوف رحيم
وذلك في قوله: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم )التوبة 128.
ذكر اسم الرحمن في القرآن
يعرف اسم الرحمن هو الله ذو الرحمة الواسعة التي تشمل جميع الخلائق بالدنيا، وكذلك المؤمنين ، تشمل رحمته المؤمن والكافر بالدنيا، والمؤمنين بالاخرة، قال تعالى: ( الرحمن على العرش استوى )، ذكر الله هنا الاستواء باسم الرحمن، حتى يعم جميع الخلق بالرحمه.
ذُكر الله سبحانه وتعالى الرحمن 57 مرة في القرآن ، كما توجد سورة كاملة في القرآن تحت هذا الاسم (سورة الرحمن).
اسم الرحمن عند المفسرين
اسم الرحمن من الاسماء الذاتية بالله عز وجل، لم يسمَّ بها احد غيره؛ قال تعالى: (ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى)
الرحمن الرفيق بمن أحب أن يرحمه، والبعيد على من أحب أن يعنف عليه، المتصف بالرحمة التي لا يماثلها رحمة أحد ، مع ذلك فرحمته وسعت كل شيء، وبرحمته وجد كل شيء ووجدت المخلوقات، وبرحمته ابتعدت عنها كل نقمة.
شواهد اسم الرحمن من حولنا
أن الرحمة واسعة شاملة، شملت المؤمن والكافر على حد سواء، رحمة جسدية وبدنية في الرزق والطعام والملبس والمسكن والمنكح وغير ذلك. مع ذلك اختص بالمؤمنين رحمة أعظم تتجاوز الدنيوية إلى الأخرة الأبدية.
كيفية الدعوة باسم الله الرحمن ؟
.1 بالثناء على الله جل جلاله
احرص أيه المسلم على أن تثن على الله في كل حالك، وأكثِر كذلك من الثناء بين الخلائـــق، وذلك من خلال الحديث بنعم الله ورحمته عليك، فقل دائما يا ل رحمة الله، وافرح دائما بهذه الرحمة إذا انزلت عليك،
فقال تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)58 يونس
.2 بكثرة طلب الرحمة من الله
فيقول:اللهم ارحمني، اللهم ارحمني، فإذا قمت بدعاء الله، عليك أن تعزم في الدعــاء، ولا تتردد
قال رسول الله: (إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته إنه يفعل ما يشاء ولا مكره له) رواه البخاري
التعبد باسم الله الرحمن
قال العلماء: إن التعبّد بأسماء الله وصفاته هو جنة الدنيا، التي من لم يدخلها لم يدخل الجنة. إن بإمكاننا أن نجد وسائل للتعبّد لله تعالى باسمه الرحمن، من بينها على سبيل المثال:
تجريد المحبة لله وحده عز وجل، واختصاصه بالعبودية الرجاء والتعلق برجمته، والتعرض للأسباب التي تستوجب الرحمة.
أن يرحم المسلم نفسه، بصونها عن الأخلاق البذيئة والإسراف ، وبالإكثار من الأعمال الصالحة.
أن يرحم المسلم عباد الله بجعل أساس تعامله هو الرحمة بهم وبثّ الأمن فيهم، وبدعوتهم إلى الله، وإبعادهم عن المعاصي. وأقلّ من ذلك أن يدعو لهم ويظهر لهم الرقّة والعطف.
نواظب على رحمتنا بأنفسنا وبعباد الله
نستجيب لأمر الله الذي يحب أسماءه الحسنى؛ فندعوه باسم الرحمن، ونبتهل إليه به في ثنائنا عليه.
نسمّي أبنائنا أو نقترح التسمية باسم عبد الرحمن.
الاثار الإيمانية باسم الله الرحمن
النفوس جبلت على حب مَن أحسن إليها، فكيف إذا كان صاحب الإحسان هو الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء. وهو أرحم بعبده من الام بولدها، فمن تامل اسم الرحمن امتلأ قلبُه حب وتعظيم لله عز وجل.
حث النبي صلى الله عليه وسلم عن الرحمة. وجعل الرحمة بالناس السبب لنيل رحمة الله؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم( مَن لا يرحم الناس، لا يرحمه الله عز وجل)
مَن عرف سعة رحمة الله، أحسَن ظنه بربه، ولم يدخل الياس إلى قلبه.
خلاصة
الإيمان باسم سبحانه الرحمن ، يورث للعبد محبة الله المحبة العظيمة وذلك حينما يفكر العبد في آثار رحمة الله في الآفاق وفي النفس التي لاتعد ولا تحصى، مع ذلك يثمر تجديد المحبة لله والعبودية الصادقة له سبحانه. وتقديم محبت الله على النفس والأهل والمال وجميع الناس.