“أنا عند ظن عبدي بي” حاولت أن أكتب أي عبارة لبداية كلامي عن قانون حسن الظن بالله ولكن كانت هذه العبارة هي الوحيدة التي تسيطر على عقلي وقلبي كلمات وافية كافية لا تحتاج شرح أو طول الحديث فيها من الوعد ما لا يقطعه على نفسه لا ربك كريم رحيم بعباده. وفيها ذكر سبب ونتيجة باستخدام مس كلمات بثمانية عشر من الحروف تجعلك تمضي في حياتك وانت تشعر بالسلام والامن الداخلي فما ظن الإنسان برب سمى نفسه الرحمن الرحيم وما ظنك بالله وهو الذي قال عن نفسه الودود الكريم …كلام معجزة احسن الظن بالله والنتيجة ستصل الى ما تبغي وتريد ليس في الدنيا فقط بل هو وعد الدنيا والاخرة معا.
قانون حسن ظن العبد بربه
وكيف لا احسن الظن بربي وبيده مفاتيح الامور كلها وهو العالم بما في الصدور وما يخفى على العيون. أن اعلم علم اليقين أن الله لن يرضى لعبد قائم ساجد مسبح يتقرب له في كل عمل وخطوة فيجعلها خالصة لله عز وجل لن يرضى له الهوان ولا الضياع.عبد الجأ ظهره لله في اصعب اللحظات وقال لم اخاف واحزن والله معي. فهذا رسول الله صل الله عليه وسلم عندما اختبأ بالغار مع سيدنا ابو بكر الصديق يخبر ابو بكر بعد أن وجد عنده خوفا وقلقا أن تمسك بهما قريش فقال له : “لا تحزن أن الله معنا” “ما ظنك باثنين الله ثالثهما” وهل هناك حسن ظن ويقين بقدرة الله على انقاذك مما تقع فيه من صعاب الأمور أكثر من هذا.
روى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “و الذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرا من حسن الظن بالله تعالى، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنه، ذلك بأن الخير في يده” قانون سماوي لا يقبل النقاش والحوار وضع القواعد الاساسية لقانون حسن الظن بالله.
عندما تظن بالله خيرا وتكون متيقن انه يريد لك الخير في كل شيء ستجد الخير يأتي بفضل من الله ونعمته . أما أن كنت من ضعيفي الإيمان والذين يرون في كل الامور ظلم واذى لهم حتى يأتيهم من الله أمر يشغل باله في الليل قبل النهار.
فحسن الظن بالله يجلب لك الراحة والسعادة والشعور بالطمأنينة لأنك تدرك أن أحد لن يستطيع أن يسلب منك حبة قمح الا بامر الله.
· النقاط التي يظهر فيها حسن الظن بالله جليا واضحاً
حسن الظن بالله عند وقوع المشاكل والأزمات :
إيمان المسلم وايقانه بمبدأ أن الله لا يحجب عنك الخير وأن كل أمر يقدره الله لك فيه خير وستكتشف ولو بعد حين.فإذا لجأت الى الله يعوضك خيرا مما سلب او تعرضت له من اذى ستجد الله واقفا معك في كل حين , “فَلَمَّا تَرَ ٰۤءَا ٱلۡجَمۡعَانِ قَالَ أَصۡحَـٰبُ مُوسَىٰۤ إِنَّا لَمُدۡرَكُونَ ٦١ قَالَ كَلَّاۤۖ إِنَّ مَعِیَ رَبِّی سَیَهۡدِینِ ٦٢ فَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰ مُوسَىٰۤ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرۡقࣲ كَٱلطَّوۡدِ ٱلۡعَظِیمِ”.
الدعاء :
اعلم أن كل دعاء توجهت به الى الله تعالى مجاب مهما تأخرت الإجابة مع اقتران هذا الدعاء باليقين بالإجابة قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه “إني لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء، فإذا أُلهِمت الدعاء فإن الإجابة معه”.
التوبة :
التوجه بالتوبة النصوحة الصادقة وعدم العودة الى الذنب مع اليقين برحمة الله ومغفرته من باب حسن الظن بالله عز وجل تستوجب المغفرة فالله لا يرد عبد توجه له بقلب سليم تائب.
عند سكرات الموت:
“لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل” فعندما يحضر الموت أحد فليعلم أن الله يغفر الذنوب كلها وأنه رحيم بعباده فكن على يقين بأن الله قادر على مغفرة ذنوب تائب عابد ولو كانت مثل جبل أحد مالم تكن في من الكبائر.
قانون حسن الظن بالله وعلاقته بقانون الجذب:
مع انتشار فكرة قانون الجذب ظهرت العديد من الافكار ومن أهمها أن قانون الجذب هو أحد أوجه قانون حسن الظن بالله فعندما تفكر في حصولك على أمر ما وتظن حسن الظن بأن الله تعالى سوف يمنحك ما تريد لانه الجواد الكريم ستحصل عليه لأنه اقترن بالايمان أن امورك كلها بيد الله وهو القادر على منحك ما تريد وتطمح له مع الاخلاص بالدعاء لله أن تنال ما ترجوه فالدعاء يبدل الاقدار.
كيف تحسن الظن بالله
حسن الظن بالله مكانه القلب ويقترن به العقل فعندما تنظر الى حياتك بان الله قد اراد لك الخير في أمرك كله حتى لو جاء بطريقة مخالفة لظنك وترضى بما كتب لك فأنت قد بلغت اعلى مراتب حسن الظن بالله عز وجل وستنال ما كنت ترجوه من الله بفضل ذلك.ومن موجبات حسن الظن بالله:
- اجتناب ما حرم الله تعالى لأن الإنسان يوقن ويعلم أن الله عندما حرمها الا لما فيها من اذى وضرر للانسان.
- الإيمان بأسماء الله الحسنى وأن يدعو الله بها مع ذلك فإن أي شك في صفات الله واسمائه انما هو من سوء ظن العبد.
- الإقبال على طاعة الله فيخلص في عبادته لله ويعلم علم اليقين أن الله سيجزيه الخير لاتباعه أوامره فينال نصيبا من الدنيا والآخرة.
- اليقين بكرم الله وانه لا يرضى لعباده العذاب والظلم وتنزه الله أن يظلم عباده “وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ”
أن حسن ظن العبد بربه هو من موجبات رحمة الله بعباده فينال العبد الخير الكثير ويوقن بأن الله يريد له الخير في الدنيا والآخرة .