الكلمة الطيبة تعني القول الحسن الطيب الذي يخرج من الصدر المليء بالنور ليضئ القلوب والأرواح والوجوه، وأما الكلمة الخبيثة هي القول السيئ الذي يخرج من النفس العدوانية التي سيطر عليها الغرور والحمق وقلة مراقبة الله سبحانه وتعالى . إليكم شرح مفهوم الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة.
الكلمة الطيبة بالقرآن الكريم
تحدث الله سبحانه وتعالى عن الكلمة الطيبة في القرآن الكريم وحرص على أن يشبهها بشجرة طيبة أصلها فارع وتمنح الثمار الطيبة للجميع.
فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة ابراهيم،(ألم تر كيف ضرب الله مثَلاً كلمةً طيبةً كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء* تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار).
وقال الله تعالى:( وقولوا للناس حسناً ).
قال تعالى: ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن )
وقال تعالى: ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )
أنواع الكلمة الطيبة
ورد بالحديث الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله – عليه الصلاة والسلام -: (كل سلامى من الناس عليه صدقة ،كل يوم تطلع فيه الشمس ،يعدل بين الاثنين صدقة ،ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها، او يرفع عليها متاعه صدقة ،والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يخطوها الى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة).
وإن الكلمة الطيبة لها نوعان وهما:
1•ما يكون بحق الله سبحانه وتعالى ومنها الذكر مثل: التسبيح والتكبير والتهليل والدعاء والتضرّع إلى الله -عزَّ وجل
2•ما يكون بحق الناس كالسلام عليهم، والتأدب معهم وحسن الخلق ، والثَّناء بالحق عليهم.
أثر الكلمة الطيبة
- إن الكلمة الطيبة تعد صفة من صفات الإيمان وهي دليل على حسن الخلق ودليل على الإيمان والتقرب الى الله تعالى، فلن تجد الإنسان غير الملتزم دينيا على درجة عالية من الكلمات الطيبة. لأن أساس الاخلاق الدين الاسلامي والإنسان القريب من الله بشكل حقيقي يكون على خلق ولا يخرج منه إلا الكلام الطيب.
- والكلمة الطيبة صدقة يجزي الله سبحانه وتعالى الإنسان عليها ويمنحه الثواب والأجر. وهي تجعل الإنسان محبوب بين الجميع وتساعده على التقرب من الأخرين وتفتح عليه الأبواب المغلقة. وتجعله متفائل دائما وتمنحه الحماس للعمل والاجتهاد.
- والكلمة الطيبة انتصار على الشيطان الذي يحاول زعزعة الكره والحقد في نفوسنا، وبالتالي هي انتصار حقيقي وفعلي لأنها تؤسس علاقات إنسانية على أساس القيم الاسلامية .
- إن الكلمة الطيبة ولو كانت بسيطة قد تنهي خلاف حاد، وقد توقف نزاع وتقرب وجهات النظر. وقد تمنح القضايا الصعبة التنازلات اللازمة من كل طرف بما يسمح بحلها.
- وكذلك الكلمة الطيبة تحقق المغفرة وتمنح صاحبها ان يفوز بالجنة ويكسب الهداية والابتعاد عن العصبية وعن القرارات الإنفعالية الصعبة التي تضر ولا تنفع.
استثمار الكلمة الطيبة في الدعوة
للكلمة الطيبة وسائل عديدة يستخدمها المسلم في دعوته، قد يبني بها مؤسّسة خيرية. وقد ينقذ بها قلوباً من عالم السبات، وإنّ الموفّق هو الذي وفّقه الله لكلمات الخير. فيكسب أجرها وأجر من عمل بها، وعلى الداعية ألا يبخل بما هو عنده من علم، فيستثمر الكلمة الطيبة في دعوته من خلال
1- مناداة المدعو بأحب الاسماء له.
2- الدعاء للمدعو أن يهديه الله تعالى ويشرح صدره.
3- تشويق المدعو إلى الاستجابة لأمر الله سبحانه تعالى. وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام وذلك من خلال الترغيب بالخير، والترهيب من الشر.
4- ربط حياة المدعو بالإسلام في القول والعمل عن طريق العيش معه عيشاً جماعيّاً.
5- الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة.
6- تذكير المدعو في فضل الأعمال الصالحة، مما يدعوه اليها ويحفزّه على فعلها.
7- تقديم الشكر للذين ساهموا في نشر الخير والدعوة، ممّا يؤدّي إلى تشجيع الناس للقيام بالأعمال الخيرية والدعوية.
8- تشجيع أعمال الخير بجميع اشكالها.
9- كتابة المقالات بالمجلات، والجرائد، والإنترنت ، وفي وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة، وفي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.
10- تقديم النصائح للآخرين، وهداية الضالينّ، وتعليم الجاهلين، وإرشاد التائهين، ودعوة غير المسلمين إلى الإسلام.
الترغيب بالكلمة الطيبة
1. إن الكلمة الطيبة شعبة من شعب الإيمان
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال 🙁من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا او ليصمت ،ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ،ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ).
2. الكلمة الطيبة صدقة
قال الرسول عليه الصلاة والسلام- (والكلمة الطيبة صدقة ) متفق عليه.
3. بالكلمة الطيبة يكون اجتماع الكلمة، والتآلف بين القلوب
قال الله سبحانه وتعالى:(ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولِيٌّ حميم* وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو َحظٍّ عظيم)سورة فصلت34-35.
4. وفي الكلمة الطيبة انتصار على الشيطان
قال الله سبحانه وتعالى:(وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوًّا مبينا) سورة الإسراء/53
فإن الشيطان يحرص على إفساد ذات بيننا، قال الرسول عليه الصلاة والسلام (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم) رواه مسلم.
خلاصة الكلمة الطيبة
إنَّ الكلمة سلاح ذو حدين؛ فإن أحسن الإنسان في استخدامها فإنه ينتفع بها وينتفع بها الناس. ويجني المجتمع ثمرتها لما لها من أثر طيب ، وإن أساء الإنسان باستخدامها كانت وبالاً عليه وعلى النَّاس من حوله؛ لما لها من أثر سيء. فتكون سبباً بانحراف المجتمع وإضلاله،فالكلمة الطيبة أجرها كبير، ونفعها عظيم، وآثارها كثيرة.