لم تكن على مستوى عالي من الجمال ولكنها تزوجت من رجل ثري وذو منصب بعد فترة قصيرة كان الفراق والطلاق رغم أنها كانت ذات أخلاق حسنة وتعامله أحسن تقدير فما هو السبب؟
تقدم لوظيفة براتب عالي وجاءه الجواب بالموافقة ورغم خبرته وشهادته إلا أنه بعد مدة من الزمن ترك العمل وعاد الى عمل عادي بسيط اين كان الغلط؟
حوادث كثيرة تحصل مع الاشخاص المحيطين بنا وربما معنا نحن ونجد الغرابة فيها لماذا كانت النهاية بهذا الشكل ؟
الحقيقة اي سيدي أن داخل كل شخص فينا زاوية تجتمع بها بقايا ذكريات وحوادث وكلمات ثقال قيلت ضدنا او جعلتنا نشعر بالنقص وان الحياة التي نعيشها اكثر مما نستحق وتكبر في داخلنا هذه الفكرة يوما بعد يوم اذا لم ننتبه لها ونستطيع علاجها ومقاومتها. مما يوصلك الى مرحلة تفقد فيها كل استحقاقاتك التي حصلت عليها وهذا ما يدعى بالتدمير الذاتي أو أسباب تدني الاستحقاق.
فما هو تدني الاستحقاق الذاتي بالمفهوم العلمي لتطوير الذات: أن الشعور بعدم استحقاق رغباتنا وما وصلنا له من أهداف هو ما يدعى باسباب التدني الذاتي لانك تطلق طاقة سلبية تجعل كل ما حصلت عليه من مميزات ورغبات يبدأ بالتلاشي لأنك تجده كثير عليك.وأنك لا تستحق الحصول عليه.
وقد لاحظ علماء النفس أن معظم أسباب التدمير الذاتي وتدني الاستحقاق يكون منشؤها منذ الطفولة وتكبر داخل الطفل حتى يشعر انها حقيقة .
عوامل تدني الاستحقاق
هناك العديد من الاسباب التي تعد عامل أساسي في تدني الاستحقاق ومن أهم هذه العوامل:
- اسباب تعود الى الطفولة حيث تعد طريقة تعامل الأهل مع الطفل منذ صغره وطرق منحه الاستحقاقات وسحبها منه عامل مؤثر جدا في تفكيه عندما يكبر .
- الصفات السلبية التي يتم غرسها في ذهن الشخص كمفهوم الجمال والذكاء والاجتهاد والكسل كلها تؤثر بشكل قوي في نفس الإنسان.
- التعرض للعقوبات بشكل مستمر مما يدفعه لليأس وتوقع الاسوأ مما يدفعه للبقاء في منطقة الراحة.
- عوامل نفسية كالغضب المستمر والعدوانية تجاه الأشخاص والمجتمع.
- الحسد والحقد على الناجحين وأصحاب الاستحقاقات العالية .
- السعي المستمر للكمال وهو مفهوم بعيد المنال بحكم الطبيعة الانسانية فالكمال هو لله وحده.
- الحساسية المفرطة تجاه الأمور المحيطة والتي تدفع عدد كبير إلى الانطوائية والانعزال .
- السعي لإرضاء الآخرين وهو غاية صعبة المنال كما انها تجعل الانسان يتخلى عن عدد من استحقاقاته بهدف إرضاء الآخرين وعدم المواجهة لاكتساب حقوقه.
هناك العديد من العوامل الأخرى مثل عدم الرضا عن الشكل الخارجي و الرضوخ للضغوطات والخوف والقلق عند الإقدام على أي خطوة جديدة في الحياة.
كيفية التخلص من تدني الاستحقاق
هل يمكنك رفع استحقاقك والتخلص من التدمير الذاتي والتدني ؟ نعم الأمر يعتمد على رغبتك بالحصول على استحقاقاتك وتحقيق ذاتك :
- الخروج من دائرة الراحة ومواجهة العقبات دون أن تشعر باليأس .
- الإيمان بأن ما وصلت له هو استحقاق إلهي لأن الله هو الذي قدر لك لك وهو يعمل مكامن الخير والشر.
- تعلم أن تقول لا فلا تسعى الى ارضاء الجميع ومفهوم الأنانية بمعناها الصحيح لا يعد أمر سيء فانت تستحق أن تشعر بالرضا عن نفسك والسعادة.
- يجب أن تتحكم بمشاعرك وخاصة العدوانية والغضب فهي تسلبك قدرتك على التفكير كما تجعلك سلة للأفكار السلبية التي تعيق استحقاقك.
- انت انسان رائع ولك قيمة كبيرة منحك الله اياها لا يمكن لأي شخص أن يسلبك إياها وفي داخلك قوة تنتظر أن تحررها لتنطلق وتنال استحقاقتك مهما كان شكلك الله حباك بجمال خاص بك فلا تقارن نفسك بأي شخص آخر.
- حاول أن تتجاوز العقبات التي تتعرض لها ولا تتوقف عندها بل حاول أن تجد حلول لها وفكر دائما من خارج الصندوق.
- حاول أن تطور ذاتك دائما وتعرف على نقاط القوة الخاصة بك وتخلص من كل فكرة سلبية تدفع للاعتقاد ان ك لا تستحق ما نلته من الحياة فالله تعالى سخر لك الارض بكل مافيها لخدمتك فلا تقف عند قول لأحدهم يثبط من عزيمتك.
- توكل على الله في كل عمل تقوم به واجعل ايمانك كبير بأن الله لا يريد لك إلا الخير في أمرك كله سواء منع عنك امر او منحك إياها الرضى والقناعة اساس السعادة.
مثال استحقاقي
الزواج ليس استحقاق هو أمر بيد الله ولكن قدرتك على بناء اسرة سعيدة وتربية صالحة للأبناء هي الاستحقاق الحقيقي الذي يمكنك أن تحصل عليه. فتلك الفتاة التي تركت زوجها رغم الغنى والمنصب لم يكن بسبب خطأ منها ولكن بسبب ما تم بثه من أفكار سلبية هو الذي جعلها تعتقد أنها لا تستحق الزواج من هذا الشخص وانها انسانة عادية سواء من الناحية المادية أو من ناحية الجمال والتعليم لا تمتلك تلك المقومات التي تدفع رجلا مثله للزواج بها بل يبقى يدور داخله فكرة انه سيتركها في يوم من الايام لأنها لا تناسبه ويبحث عن فتاة متميزة واكثر جمالا وبالتالي ستجدها لا تدرك قيمتها الذاتي أثناء التعامل معه وتنعكس كل تلك الامور لتتحول الى واقع يتم بالانفصال.
وذلك الشاب الذي اعتقد أن هناك من هو أحق منه بهذا العمل سواء بسبب المحصل العلمي او الخبرة أو اي عامل آخر في صغره تسبب بفقدان تقديره لذاته و جعلته يشعر أن العمل لا يتناسب مع إمكانياته وهو أكبر من استحقاقاته يفقد عمله تدريجيا.
حتى ذلك الطفل الصغير الذي اعتاد أن يخبره والده انه لا يستحق تلك الاشياء الجميلة او أنه لا يمتلك المؤهلات اللازمة للحصول عليها تجعله في حالة من التدمير الذاتي وبالتالي فقدان كل استحقاقاته الممكنة والاكتفاء بالأدنى من الاستحقاقات.
الله تعالى خلقنا وكرمنا وأمرنا بالسعي و الانتشار في مشارق الأرض ومغاربها بحثا عن ما نستحقه وسخر لنا الكون بما فيه لننال الافضل وطل منا دوما أن نسعى نحو الافضل حتى الجنة أمرنا أن نسأل الجنات العلا .