الأحلام في العلم وتفسيرها في الإسلام
لماذا نحلم يعتقد فرويد أن الأحلام هي طريق إلى العقل الباطن وما يدور بداخله، وبعض الدراسات تؤيد تلك الفرضية، ولذلك اكتشف مجموعة من العلماء أن قسم كبير من الناس يحلمون بأشياء عايشوها قبل أن يخلدوا إلى النوم، وتلك الدراسات تؤكد ما توصل إليه فرويد ولكن هناك الكثير من النظريات التي تعتمد على فرضيات مخالفة لفهم أسباب رؤية الأحلام.
وقد نرى اناس نعرفهم أو لا نعرفهم، وقد نذهب إلى أماكن قمنا بزيارتها من قبل وأماكن لا نعرفها، وما نحلم به قد يكون شيء قد حدث لنا في نفس اليوم أو حدث من زمن بعيد، أو قد نحلم بأكثر الأشياء سعادة لنا أو نحلم بأشد الاشياء رعبًا لنا. ليس هناك حدود لما قد نراه أثناء النوم ولا يوجد مبرر لما قد حلمنا به، وقد تمر بضغط عصبي خلال حياتك اليومية وترى حلمًا أثناء نومك يتعلق بذلك الضغط الذي مررت به؛ فمثلًا أن تحلم بأن هناك كلبًا يطاردك، فقد يكون ذلك بسبب الضغط الذى تمر به بسبب خلاف مع أحد أصدقائك أو جيرانك.
الأحلام ما هي؟
إن الأحلام في الأساس هي عبارة عن قصص وصور يعرضها المخ ونحن نائمون، وتكاد تكون أشبه بالحقيقة، كما أنها من الممكن أن تجعلك تحس بالسعادة أو بالحزن أو بالخوف، وقد تبدو مخيفه أو عقلانية تماما، ويمكن أن تحدث الأحلام في أي وقت أثناء النوم، ولكن يحدث أغلبها خلال النوم العميق، وهو نوم حركة العين السريعة، حيث يكون المخ أكثر نشاطا، ويؤكد الخبراء أننا نحلم ما لا يقل عن أربع إلى ست مرات في الليلة الواحدة
الأحلام ما أهم ما توصل إليه العلم بشأنها؟
يستيقظ الانسان في الصباح ناسيا ما كان حلم به من أحلام سعيدة أو كوابيس، لذلك اهتم العلماء بما سجله الأشخاص في مذكرات أحلامهم وبمراقبة نشاط المخ أثناء النوم في محاولات للوصول إلى خقيقة طبيعة الأحلام، وتلك الدراسات هي مجرد البداية في علم الأحلام، ولكن هذا أهم ما توصل إليه العلماء حتى الآن
قليلا ما يتذكر البعض أحلامهم صباحاً، ولكن وفقا لدراسة فرنسية نُشرت عام 2014، فالأشخاص الذين يتميزون بالنوم الخفيف وغالبا ما يستيقظون خلال دورات نومهم يكونون لديهم قدرة على تذكر أحلامهم، فهذه اللحظات القصيرة من اليقظة تسمح بتخزين الحلم في الذاكرة طويلة المدى بحيث يمكن تذكره في وقت لاحق.
كما أكدت الدراسة أيضا أن الأشخاص القادرين على تذكر أحلامهم كان مخهم أكثر نشاطا فى الاستجابة للتغيرات الخارجية، لذلك إذا كان الشخص نومه عميق ولا يستيقظ حتى الصباح، كان قدرته اقل على تذكر أحلامه مقارنة بالأشخاص الذين يستيقظون عدة مرات في الليل.
اثبتت الدراسة التي أجريت عام 2014 أن الرجال يحلمون أكثر بأشياء لها علاقة بالكوارث الطبيعية أو الحرب، بينما تدور أحلام النساء حول النزاعات الشخصية، واقترحت أيضاُ أن هذه الاختلافات تكون بسبب عوامل كثيرة منها اختلاف كيمياء المخ والجسم فى الرجل والمرأة ، فغالبا ما تميل المرأة إلى نقد نفسها بقسوة وإلى تذكر كل ما عاشت به من صراعات داخلية أو مع الآخرين في وقت سابق، لذلك يتم إظهار كل هذا في أحلامها، وأظهرت الدراسات أن المرأة تحتاج إلى عدد ساعات نوم أكثر من الرجل لأنها تستطيع ان تقوم بأكثر من وظيفة في وقت واحد وأن قلة النوم تهدد سعادتها
لماذا نحلم وفق منظور الإسلام:
ورد أن رؤيا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في المنام رؤيا صادقة لا محالة،
قال عليه الصلاة والسلام “مَن رآني في المنام فقد رآني حقّاً، ولا ينبغي للشيطان أن يتصوّر بصورتي” وبهذا تكون رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام رؤيا حق في كل الأحوال، وهذا ما ذهب إليه كبار المفسرين
اذا اجيب الدعاء في المنام هذه من الرؤية التي تدل على استجابة الدعاء في اليقظة، فمن رأى أنه يدعو الله تعالى في الحلم باسمٍ من أسمائه ثم تحقق له ما يريد، هذا يدل على أن الله يستجيب لدعاء الرائي فعلاً، وكل رؤيا بعد الدعاء يستيقظ منها الرائي بانشراح صدرٍ وسكينة حتى وإن نسي تفاصيلها؛ تدل على استجابة دعائه بإذن الله، والله أعلم
علم تفسير الأحلام في الإسلام:
من أشهر المفسرين من التابعين محمد بن سيرين علية رحمة الله وكان يُفسر الرؤى والاحلام من الكتاب والسنة وهناك العديد من الكتب من المؤلفين الذين أوردوا تفسيرات لإبن سيرين والنابلسي متضمنة التفسيرات بالرموز وبالحروف الأبجدية .
كتاب منتخب الكلام في تفسير الأحلام وهو للإمام محمد بن سيرين وكتاب تعطير الأنام في تعبير الأنام كتبه الإمام عبد الغني النابلسي وكتاب الإشارات في علم العبارات كتبه خليل بن شاهين الظاهري و كتاب معجم تفسير الأحلام ويحتوي على 300 كلمة عبارة عن مفتاح ورموز للأحلام تجمع العصر القديم والحديث وهذا الكتاب بإسم محمد بن سيرين والنابلسي .
خلاصة
أن ما يراه النائم في نومه ثلاثة أنواع: رؤيا ، وهي من الله جل وعلا، وحلُم وهو من الشيطان، وحديث وهو مما بسبب ما يحدث مع الإنسان في حياته العادية فالرؤيا: هي مشاهدة النائم أمرًا محبوبًا، وهي من الله تعالى، وقد يراد بها تبشير بخير، أو تحذير من شر، أو اعانة وإرشاد، ويسن حمد الله تعالى عليها، وأن يحدث بها الأحبة دون غيرهم