كثيرة هي المرات التي مررنا فيها بمواقف عجزنا عن التصرف فيها ولجأنا إلى الله وطلبنا منه أن يعطيني إشارة لنعرف كيف نتصرف ونخرج من الحيرة التي وقعنا فيها.

كثير من الأحيان تمر أمامنا الرسائل الربانية ولا يمكننا فهمها فالقلب الحي بالإيمان بالله وقريب منه قد يتنبه لهذه الإشارات الربانية أما القلب العاصي البعيد عن الله فقد ينحرم لذة هذا الشعور ولا ينتبه إلى الإشارات التي يرسلها له رب العالمين من حوله.

الإشارات الربانية
الإشارات الربانية

طرق الإشارات الربانية:

الرسل والأنبياء

قال تعالى:وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۖ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”

رسالة صريحة وواضحة من الله عزوجل لاتباع سبل رسله للفوز بالجنة والنجاة من النار.

وأرسل الله عزوجل القرآن الكريم مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منهجنا ودليلنا الثابت حتى يوم القيامة لنقرأه ونتدبر آياته.

الحدس في داخلنا

وبمواقف أخرى يرى الأشياء تسير بسلاسة ودون عوائق وبتيسير من رب العالمين فيتابع أمرها في قضائها والقيام بها.

الإيمان بالله تعالى

موقف يحصل معنا فجأة

قد نكون في بعض الأحيان مقدمين على مشروع ما فيحدث معنا شيء يجعلنا نلغيه أو نغير وجهة نظرنا فيه، أو مثلاً نكون خارجين إلى مكان ما فيوقفنا أحد يجعلنا نتأخر أو ربما نعود ونأجل الخروج إلى وقت آخر أو قد تتعطل السيارة وندرك فيما بعد أن هذا الحدث كان من مصلحتنا فتكون تلك الأحداث هي إشارات ربانية لمنعنا من القيام بتلك المشاريع.

في مواقف أخرى قد تضيق الدنيا على الإنسان من الناحية المادية أو من ضغط العمل فيخرج سائراً في الطرقات فيصادف في طريقه بعض الأشخاص المشردين بلا مأوى ولا عمل يستجدون الناس طلباً للمساعدة فيدرك حجم النعمة التي يعيش بها وأن حاله أفضل من حال غيره.

عندما تسوء الحالة الصحية للإنسان ويصاب بوعكة صحية عارضة فيسخط ويجزع يرسل الله إشارة عن طريق شخص مصاب بمرض مزمن وربما يكون قد فقد الامل بالشفاء منه فيدرك أن مرضه وألمه لا يعادل أي شيء أمام ألم غيره.

شخص ما يصادفنا

قد تأتي النصيحة عن طريق شخص يرى تفاصيل في الموضوع قد لا نراها نحن فهو ينظر إلى الموضوع من منظور خارجي أما نحن فقد لا ننتبه لتلك التفاصيل لأننا بداخله.

أو قد يكون العكس بأن يقوم شخص ما بإلقاء كلمات سلبية علينا تحبط من عزيمتنا تجاه الأمر فيصاب الإنسان بالتردد والشك والنفور.

ربما بعض المواقف التي تحدث معنا تكشف لنا طبيعة الناس من حولنا ونواياهم تجاهنا التي كنا نجهلها نتيجة ثقتنا بهم.

الله معك وسيرشدك الى الخير

هناك مواقف تطلب من الله إرشادك وإرسال أي إشارة تساعدك فتسمع بالصدفة آية قرآنية أو حديث من أحدهم أو ربما أغنية إن انتبهت لهذه الإشارة فعليك أن تستلغها وتفهمها.

قد تعرض عليك فرصة عمل وانت تراها مناسبة وفرصة ذهبية بالنسبة إليك ولكن الظروف تعارضك ولا يتم هذا العمل معك وتفقده فتغضب وتشعر باليأس ولكنك بعد فترة ترى أن هذا العمل لم يكن ليحقق لك ماكنت ترجوه منه فتحمد الله على ضياع هذه الفرصة منك.

أو ربما خسارة شخص ما نتيجة دعوة أنت دعوتها إلى الله في وقت من الأوقات أن يبعد عنك من يريد أذيتك أو لا يضمر الخير لك فتتفاجأ فيما بعد بحقيقة هذا الشخص تجاهك.

الإشارات الربانية
الإشارات الربانية

الخاتمة

إن كل أمر يتعرض له الإنسان سواءً كان خيراً أو شراً بنظره هو يصب في مصلحته ويكون رسالة مضمونة من الله عز وجل فإن أجاد قراءتها وفهم الحكمة من وراءها زاد من اجتهاده وطاعته لله عز وجل، فيدرك عندما ينزل به بلاء او مصيبة انها ربما قد يكون تذكيراً له بذنوب قام بها ويجب عليه الاستغفار فإن فهم فحوى الرسالة تاب إلى الله سبحانه وتعالى أو تذكيره بالنعم التي أنعم الله عليه بها ولم يشكره عليها أو يحسن استعمالاها فيما يرضى الله فيرجع إلى الله مالك الملك ولكن ليس الجميع يملكون القدرة على فهم هذه الرسائل الربانية والعمل بها فمنهم من يدركها بعد فوات الأوان ويسأل نفسه كيف لم انتبه إلى هذا الحدث.

آيات الله في هذا الكون وجميع مخلوقاته وشرائعه هي إشارات ربانية إلى بني البشر من فهمها واستجاب لها نال سعادة الدنيا والآخرةقال تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Select your currency
OMR ريال عماني