كرم الله تعالى الإنسان ب التسخير الكوني له، وتسخير ما فيه لمنفعته وتمكينه من دوره الذي أوجده من أجله. حيث سخر له  أكبر منه خلقاً السماء والأرض وأكبر منه جسماً كالأنعام، وغير ذلك كثير ومختلف.

وإن كل ما هو موجود في هذا العالم فإنما أوجده لأجل الإنسان. ايضا  قال تعالى :“اللَّهُ الَذِي خَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثمَراتِ رِزْقا لَكمْ وَسَخرَ لَكمُ الْفلكَ لِتجرِيَ فِي الْبحرِ بِأَمرِهِ وَسخرَ لَكُمُ الْأنهارَ.

التسخير الكوني

مفهوم التسخير الكوني

التسخير الكوني يعني إن الله تعالى وضع في الشيء الذي خلقه إمكانية توظيفه لمصلحة الإنسان . مع ذلك يمكن للعلم البشري أن يتعرف على إمكانيات ما سخره الله تعالى لهم للاستفادة به .

قَال الله تعالى: “أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ

لماذا سخر الله كل شئ في الكون؟

 سخر الله للإنسان كل ما في السماوات والأرض ليكون خليفه له في أرضه، مع أنه أضعف المخلوقات في الكون، لكن الله ميزه بالعقل، وبما نفخ فيه من روحه، فلا يوجد  للإنسان قيمة مادية تُذكر، إذا قارنا بينه وبين   باقي المخلوقات في السماوات والأرض، مع ذلك فإن قيمة الإنسان فيما وضعه  الله تعالى فيه من روحه.

مظاهر التسخير الكوني

 أورد القرآن الكريم دلالة التسخير على الربوبية والألوهية. يخبر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه سخر للإنسان خمسة أشياء وهي: الليل، والنهار، والشمس، والقمر، والنجوم، وفيها من عظيم نعمته ما لا يعلمه إلا هو، وفيها الدلالات الاكيده لأهل العقول: على أنه الواحد المستحق لأن يعبد وحده.

ما هو قانون التسخير الكوني؟

إنَّ أساس التسخير مبني على قاعدةٍ قرآنية نظرية، مع ذلك وقع هناك تطابقٌ كبير بين صحّة هذه النصوص وبين  الحياة البشرية في هذا التطوُّر العلمي والتقني.

    وهذا يسمى الإعجازُ العلمي في القرآن الكريم والسُّنة النبوية الصحيحة والثابتة، عبر إنتاج المعرفة المتعلّقة بمخرجات الطبيعة.

التسخير الكوني

دلالات التسخير الكوني العقدية

إن التسخير الكوني للإنسان العاجز الضعيف، فيه دلالة على توحيد الربوبية والألوهية وصفات الله تعالى، كما فيها دلالة على البعث والنشور،  ويتوضح ذلك من خلال النقاط الآتية:

1- دلالاته على توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية.

2- دلالاته على أسماء الله وصفاته.

3- دلالاته على البعث.

الحكمة من التسخير الكوني

القرآن الكريم يحدد لنا هذا التلائم بين مبدأ الخلق والحكمة والتسخير فيه ، بآيات عظيمة غاية في الدقة والدلالة على أن الخلق لم يوجد وعبثا أو لهوا ، مع ذلك إنما يقرر القرآن بأن الخلق  وجدو لغاية وهدف عظيم وأجل مسمى تتحدد عنده تلك الغاية ويتبين له حينه وجه الحكمة منه     

إن التسخير الكوني ومن المنافع والنعم الكبيرة في المأكل والملبس والمشرب والزينة   ، وغيرها مما أنعم الله  يوجب على الإنسان شكر الله تعالى وتعظيمه.

كيف يتحكم الله تعالى في الكون؟

أدلة تؤكد أن الله يحكم الكون بالعلم لا بالمعجزات، وقد ظهر ذلك جلياً في قصة آدم عندما اعترضت الملائكة على آدم قائلة: “أتجعل فيها مَنْ يسفكُ الدماءَ ونحن نسبِّح بحمدكَ” فكان رده عليهم أنه منح آدم من العلم ما لم يمنح لمخلوق آخر كما جاء في سورة البقرة الآية 31: “وعلَّمَ آدمَ الأسماءَ كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين”.

هل خلق الله الإنسان قبل التسخير الكوني له؟

اختلف العلماء هل كان قبل خلق السماوات والأرض شيء مخلوق قبلهم؟ ذهبت طوائف إلى أنه: لم يكن قبلهم شيء وإنما خلقنا من العدم المحض. وقال آخرون:  كان قبل خلق السماوات والأرض مخلوقات أخرى استنادا” لقوله تعالى .“وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ”

التسخير الكوني

في النهاية فإن الكون كله مُسخَّرٌ لك أيها الإنسان. و مع ذلك ليس مُسخَّرًا  لتستخدمه في معصيةالله جل وعلا وإنما هو مُسخَّرٌ لك لتقوم بواجبك  المحدَّد لك من قِبل الله تعالى. وهي عبادته جل جلاله  واذا  أردت أيها الإنسان أن تستخدم نعمة الله التي لا تُحصى في معصيته. فلتعصه بدون جسمك المملوك لله تعالى   المُسخَّر لك حتى تكون قد تحليت ببعض الحياء. فمن قلة الحياء أن تُعادي ربك بفضله!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Select your currency
USD دولار أمريكي