التفكير الحر ‏هو وجهة نظر معرفيّة تؤكد الآراء والمواقف التي تتعلق بالحقائق يجب أن تتشكل على أساس المنطق والعقل والمنهج التجريبي وليس اعتمادًا على التقليد والعقائد والأفكار المسبقة. يعرف قاموس أوكسفورد المُفكر الحر “بأنه الشخص الذي يقوم بصياغة أفكاره وآراءه الخاصة. بدلًا من تبني أفكار الآخرين وآرائهم خصوصًا فيما يتعلق بالدين. ويرتبط الفكر الحر بقوة برفض المعتقدات الاجتماعية أو الدينية التقليدية.”

ويُعرف التطبيق المعرفي للفكر الحر باسم «التفكير الحر»، ويعرف ممارسو الفكر الحر بإسم «المفكرين الأحرار»، ويعتبر المفكرون الأحرار في عصرنا الحالي أن الفكر الحر هو حرية طبيعية من كل الأفكار السلبية والخادعة التي تكتسب من المجتمع.

التفكير الحر

 التفكير الحر في نظر الإسلام

التفكير الحر في نظر الإسلام فريضة دينية لا يجوز للإنسان أن يتخلى عنها بأي حال من الأحوال، فالعقل الإنساني من أعظم نعم الله على الإنسان، ووظيفة هذا العقل هو التفكير، وقد اهتم الإسلام كثيراً بالتفكير الذي من خلاله يستطيع الإنسان أن يميز بين الأمور ويحكم على الأشياء والأشخاص، ويبدع في جميع المجالات وقد جاء التحفيز على التفكير في نصوص قرآنية كثيرة ومن ذلك قوله تعالى:( لعلكم تتفكرون)، وقوله:(أفلا تتفكرون)، وأكثر التعبيرات التي وردت في هذا الميل  قوله تعالى: إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون.

هذه النصوص القرآنية وغيرها تؤكد أن حرية الفكر قد نالت اهتمام كبير من شريعة الإسلام التي احترمت عقل الإنسان وإرادته، وفرضت على كل من له عقل قادر على التمييز وعلم يستطيع به تحقيق نفع للآخرين أن يعمل عقله ويفكر ويعبر عن رأيه من دون سلب لحقوق الآخرين خاصة الذين يختلفون معه في الرأي .

التفكير الحر

التفكير الحر في نظر القرآن 

دعا القرآن الكريم إلى التأمل الفكري بآياته ونصوصه الواضحة، وقد ظهرت نتائج هذا التأمل عمليًّا فيما أحدثه علماء المسلمين شرقًا وغربًا من معجزات علمية شهد بها رجال يعرفون الإسلام في الغرب، ولم تكن هذه الدلائل- بعد كثرة الكتابات عنها في العصر الحالي- مانعة ذوي الإرجاف من لغوهم الباطل؛ إذ سعى أشباه المبشرين من الدارسين على محو الحقائق الصريحة بإشاعات مغرضة  وكاذبة، تنتحل لها الأسباب الموهومة من كل طريق، حتى ظهر صاحب كتاب (الوجيز في تاريخ الفلسفة)، وهو مفكر معروف، فزعم أن ضعف المسلمين في الفلسفة يرجع إلى كتابهم المقدس الذي يتعارض مع النظر الحر للعقل المستقل، وهو زعم معارضته النصوص الصريحة التي حفل بها القرآن الكريم ووضعتها السنة المطهرة، وقد أصبحت من الاشتهار بحيث قام هؤلاء المتخرصين بمواجهة فكرية قذفت بهم بعيدًا عن منطقة البحث النزيه، ولا نرى مانعًا من أن نرد على بعض اتجاهاتهم الغير عادلة  بالحجج القاطعة؛ لينسجم القول على وجه صريح.

التفكير الحر

مميزات التفكير الحر

بين المفكرين الأحرار أنه لكي تعتبر الفكرة صحيحة ، يجب أن تكون قابلة للاختبار ، ويمكن التحقق منها ، ومنطقية. عموما، يحب المفكرون الأحرار أن يفكروا بأنفسهم، ويميلون إلى الشك، ويحترمون التفكير النقدي والعقلانية ، وهم منفتحون على المفاهيم الجديدة، ويفخرون أحياناً بشخصيتهم  الفردية. يقررون الحقيقة بأنفسهم – بناءً على المعرفة التي يكتسبونها ، والإجابات التي يتلقونها ، والخبرات التي لديهم والتوازن الذي يكتسبونه إثر خبراتهم. يرفض المفكرون الأحرار التطابق من أجل المطابقة ، حيث ينشئون معتقداتهم الخاصة من خلال النظر في الطريقة التي يعمل بها العالم من حولهم ويمتلكون النزاهة الفكرية والشجاعة للتفكير خارج القواعد المقبولة ، والتي قد لا تقودهم إلى الإيمان ببعض القوى.

خلاصة في التفكير الحر

والإسلام الذي أطلق للعقل البشري حرية التفكير التفكير الحر والتعبير وحث الإنسان على استخدام عقله في كل شيء، جاء بقواعد وضوابط يجب على العقل أن يلتزم بها حتى لا تتحول الحرية إلى فوضى، وتتحول حرية الفكر إلى حرية كفر يرفضها الدين والعقل والمنطق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Select your currency
USD دولار أمريكي