الحرية لا تعوض ولا تثمن فهي جزء من الحياة بدونها قد لا يسوى الإنسان شيء فهي مهمة كبيرة لا يعرف الإنسان مدى أهميتها فهي تجعل للإنسان قيمه كبرى بين الجميع وليست الحرية في الإسلام مفهوم واحد بل هي مفاهيم كثيرة ولها أنواع كثيرة سنتعرف عليها.
مفهوم الحرية
مفهوم الحرية لا يمكن تلخيصه في سطور فهو نفس معناه لا يمكن أبداً أن بكون له حدود فالحرية توجد بأنواع في ولكن سنتحدث عن حرية الرأي في الإسلام التي أعطاها الله لكل الناس وليس المسلمين فقط وسنتعلم أيضاً ضوابطها وحدودها وأنواعها ونري أمثله لنفهم بوضوح الفرق بين الحرية وتعدي على حرية الآخرين.
أولاً: مفهوم الحرية في الإسلام
هي ما يميز الإنسان عن غيره، ويتمكن بها من ممارسة أفعاله وتصرفاته بإرادة واختيار، من غير قسر ولا إكراه، ولكن ضمن حدود معينة، أهمها تحقيق الصالح العام، وتجنب الإفساد، وإضرار الآخرين.
وتحدث كتاب الله الكريم وسنته عن الحرية لتوضيحها إلى استعمال الفكر والعقل في جميع أمور الدنيا والدين، للتحرر من ربقة التقليد الأعمى للآباء والأجداد في بناء العقيدة، والاهتداء على الحق الذي لا يقبل الله سواه، وإثبات استقلال الذات أو الشخصية، ولتحمل مسؤولية الإنسان قراره في اختيار الطريق السوي أو المعوج، ومن أجل بناء الحياة الإنسانية وتقدمها، وعمران الكون، وبقاء النوع البشري القوي، وذلك في نصوص قرآنية كثيرة تدعو إلى إعمال الفكر والعقل وتفعيل دور العلم في نواحي الكون، وقد تستعمل في القرآن بدلاً من لفظ الحضارة تعابير القلب، والبصيرة، والبصر.
وقال الله في كتابه الكريم: “إِن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألبَاب” سورة آل عمران.
فالتفكير والتأمل ساعد كثيراً في كسر حاجز العبودية وعادات التقاليد الخاطئة مثل عبادة الأصنام وغيرها.
وأيضاً قال الله عز وجل جلاله في كتابه الكريم عن الحرية قال:“أفلم يسيروا في الأرض فتكونَ لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإِنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور” سورة الحج.
وهنا وضح لنا الفرق بيننا وبين الأصنام فلم نكن عبيداً إلا لله وحده الذي نعبده ونؤمن به فنحن نحتاج الله في كل شيء فبدون رضاه أو رحمته لا شيء.
وحدثنا رسول الله أفضل الصلاة والسلام عليه : “لا تكونوا إمعة في اتجاههم دون تبين الحق– تقولون: أن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا “
ففي ذلك الحديث يحثنا رسول الله علي ألا ننصاع إلى كل من قال شيء دون التفكير في الأمر فيكون له ضرر بل يجب أن يكون هناك حرية الرأي.
دعوة الحرية في الإسلام
ودعا الإسلام أيضاً إلى حرية التعبير عن الرأي، ابتداء أو نقدا بناء، سواء في مجال تلمس الخير والمصلحة والصواب في قضايا الدين، أو من اجل رعاية مصالح المسلمين عامة. ومارس المسلمون الحق في البيان وإبداء الرأي بالقول أو الكتابة أو بغيرهم سواء في العهد النبوي، أو أثناء الخلافة الراشدة، أو في عصر التابعين وفي ممارسة أئمة الاجتهاد لاجتهادهم في العصور المتلاحقة حتى في عصرنا الحاضر، دون أن يخافوا من الله لومة لائم، لتأييد الحق أو الدلالة عليه، أو التحذير من مغبة أو مخاطر الرأي الخطأ، أو الإرشاد إلى ما هو مصلحة، وتجنب ما هو مفسدة أو مضرة، وأسلوب التعبير عن الرأي مكفول في الإسلام، سواء بالقول أو بالكتابة والنشر، أو بالرسم أو التسجيل أو التظاهر أو التمثيل المباح.
ولم يمنع الإسلام من وجود ظاهرة المعارضة أو الخلاف في الرأي بنحو فردي أو جماعي فهي حق طبيعي، من أجل تبين وجه السداد أو الصواب، وتحقيق مصلحة الأمة وموازنة الأمور وتقييم المواقف والآراء، اندفاعاً من واجب الإخلاص، والعمل بمقتضى شرع الله تعالى، لا انتصاراً للحظوظ النفسية والأهواء والشهوات، فالمعارضة في الإسلام هي معارضة مواقف، لا معارضة مبادئ تشد عن الخط الإلهي العام الذي يُراد به ضمان المصالح ودرء المفاسد.
ثانياً:أنواع الحريات
الحرية السياسية في الإسلام فهي حق الإنسان في المشاركة في شؤون تدبير قضايا الحكم وإدارة البلاد، وتسيير مصالح الدولة والأمة، والإسلام يُقرّ أيضاً بهذه الحرية ويجعل للإنسان الحق الكامل في ممارستها، منعاً من استبداد الحاكم، وإبعادا لكل مظاهر الظلم والطغيان، وحفاظا لكيان الدولة نفسها وضمان لمصلحة الأمة، حتى ولو كان في إبداء الرأي مساس بشخص الحاكم وتوجيهاته حتي لا تكون هناك اي اختلافات تخلق ثغره للصراع بين الناس وبعضهم
وهناك الحرية الدينية فهي حق الإنسان في اختيار عقيدته الدينية، ولقد قامت دعوة الإسلام على احترام هذه الحرية وصونها قولاً وعملاً، فكراً وممارسة، مدنياً في المعاملات، وقضائياً في مظلة المحاكم، حيث تحميها سلطة الدولة وتمنع أي واحد من تجاوزها، وليس لأي إنسان حاكم أو رعية استخدام القوة أو الإكراه في فرض العقيدة على أحد فلم يكون موجود مفهوم الإسلام دين الاضطهاد او العنف فكان فيه كل التسامح والتعايش مع ما كل أمر الله به.
ثالثاً: ضوابط الإسلام في الحرية
- كونك مسلم يجب عليك ألا تخالف أحكام الشريعة الإسلامية
- ولا تفضي إلى ما يخل بأمن البلاد، أو نظامها العام، أو ما يخدم مصالح أجنبية تتعارض مع المصلحة الوطنية.
- تجنب أن تؤدي إلى إثارة النعرات وبث الفرقة بين المواطنين.
- لا يمكنك المساس بكرامة الأشخاص وحرياتهم، أو إلى ابتزازهم، أو إلى الإضرار بسمعتهم، أو أسمائهم التجارية
رابعاً: كيف نعرف أن الإسلام كان داعم لحرية الرأي
يصف المسلمين بأن أمرهم شورى بينهم “وأمرهم شورى بينهم”. كل هذه النصوص تؤكد أن الإسلام يقرر للإنسان حرية الرأي بما تعنيه من حقه في اعتناق الآراء والعقائد التي تصلح حاله في الدنيا والآخرة. كما أن الإنسان عليه واجب أن يوضح ما يعرفه من علوم ومعارف وعقائد لغيره من بني الإنسان وإلا تحمل الإثم
خامساً: هل سمح الإسلام بالتعدي على حرية الأخرين.
الحرية في الإسلام تقوم على عمل أي شيء لا يؤذي الغير فممارسة الفرد لحقه الطبيعي في الحرية لا حدود لها إلا الحدود التي تضمن للآخرين التمتع بنفس هذا الحق، فالناس خلقوا أحراراً وحريتهم تبقى مطلقة مالم تصطدم بالحق أو الخير، فإذا اصطدمت بأي منهما على أي مستوى، فإن الحرية الفردية عليها أن تلتزم بحدوده ولا تتعادها حتى لا تشكل ضرراً للأخر.
وقال ايضا الصحابي الجليل سيدنا عمر بن الخطاب قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كلمته المشهورة في ذلك: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً“
تذكر يا أخي أن تمارس حقك في التعبير عن الرأي دون تعدي علي الأخرين بحريتك فراعي الأخرين وحريتهم يحبك الله فلم يأمر الله بالتعدي او التعصب وقول اشياء لا يحبها الاخرين وغير صحيحه او تقول شيء لا يرضي الله فدائما يأمر الله بكل شيء مقبول وخير ويرضي جميع الصالحين.