الحق والباطل كلمتان ليست فقط بمختلفتين وإنما هما تحتويان على أمور كثيره عكس بعضها و تم ذكرهم في القرآن الكريم وأحاديث رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام فيجب علينا معرفة الحق الذي أمر الله به وأن نعرف الباطل الذي نهي وحرمه الله حتى لا نقع في خطأ ولا نريد سوي رضاء الله تعالي لنتعرف عليهما أكثر.
ما هو الحق
الحق هو صفه يجب أن يتحلى بها كل مؤمن بالله ورسوله واليوم الأخر الحق أمر واجب على كل من يعلم أن الله هو من أمر به فهي صفه لها اهمية كبيره جداً
ما هو الباطل
الباطل صفه سيئة يتصف بها كل إنسان سيء لا يراعي الله في حكمه وقوله ويضر بها الناس جميعا فهي صفه في غاية الخطورة لا يجب أن يتصف بها أحد حتى لا يغضب الله عليه وإن غضب الله كبير جدا.
قال الله تعالي في كتابه الكريم قال:” الحق من ربك فلا تكونن من الممترين”
إن الحق في حياتنا اليومية نتعامل به يجب أن يكون كل كلامنا ينطق بالحق لا الباطل ومن أهم من يتعامل بالحق هو القاضي في المحكمة فهو لا يصل الي منصب القضاء بكل سهوله بل يجب أن يكون ذو خلق وعلم في مجال القضاء حتى يستطيع فهم القضية والدوافع التي كانت ورائها وأيضا أن يتحلى بروح القانون ويكون يتصف بنطق الحق لأن بحكم منه فقط يستطيع أن ينجي إنسان من ظلم نسب إليه او يظلم إنسان ويدمر حياته ظلما.
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
كان سيدنا عمر رضي الله عنه عليه السلام كان يتولى الفصل بين الناس، وتطبيق الحدود والأحكام، ولمّا توسَّعَتِ الدولة واختلط العرب بسكان البلاد المفتوحة ذادت في هذه الأمصار – تعذَّر على الخليفة النظر فيها، وكذلك الولاة، فعمل عمر بن الخطاب على فصل القضاء عن الولاية، وشرع في تعيين القضاة في البلاد المفتوحة، فولى أبا الدرداء قضاءَ المدينة، وشريحًا الكندي قضاء الكوفة، وعثمان بن أبي العاص قضاء مصر، وأبا موسى الأشعري قضاء البصرة، وقد أجرى عمر عليهم الرواتب، فجعل للقاضي سليمان بن ربيعة خمسمائة درهم في كل شهر، وجعل لشريح مائةَ درهم ومؤْنته من الحنطة.
وكان عمر يحث القضاة على إحقاق الحق، وإقامة العدل بين الناس؛ مما دفع القضاةَ إلى العمل على تنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية بحذافيرها. كما سن عمر لهؤلاء القضاة دستوراً يسيرون على هديه في الأحكام، وقد لبث هذا الدستور مرجعاً للقضاء ومن أساس الحق العدل فكان حُكمه يقوم على العدل بين جميعِ أفراد المُجتمع، حتى اقترن اسمه بِالعدل، وكان لا يفرّق بين النّاس؛ سواء كانوا من الأقارب أو غيرهم، أصدقاءً أو أعداءً، صغاراً أو كباراً، بل كان يحكمُ بالعدل بعيداً عن العواطف.
فهناك عدة مواقف لسيدنا عمر بن الخطاب في حقه وعدله:
- موقفه مع عماله عندما أتوه في آخر العام، فجمع النّاس وقال لهم: “إني لم أبعث عمالي عليكم ليصيبوا من أبشاركم، ولا من أموالكم، ولا من أعراضكم، إنما بعثتهم ليحجزوا بينكم، وليقسموا فيئكم بينكم، فمن فعل به غير ذلك فليقم”، فقام رجل منهم وأخبره أنّ أحد عماله قام بضربه، فأمره بِضرب من ضربه، ولكنه افتدى نفسه بمئتي درهم.فهناك عدة مواقف لسيدنا عمر بن الخطاب في حقه وعدله:
- موقفه مع قاتل أخيه زيد بن الخطاب، فلما رآه عمر قال له: “والله لا أُحبك أبداً”، فسأله قاتل أخيه وكان قد أسلم بعد ذلك: أتمنعني حقي بذلك؟ فأجابه عمر: لا، فتعدى عدله إلى قاتل أخيه
- موقفه في عام الرمادة، فقد كان يلبس اللباس العادي، ويأكل مما يأكل الناس أو أقل منهم، ولا يتكبر عليهم، كما أنه كان يأمر الناس بالعدل في العطية وألا يفرقوا بين السادة والموالي، وفي يوم من الأيام جاء مبعوث من أعداء الروم يسأل عن قصر الخليفة عمر، فدله الناس على مكانه، فلما رأى المبعوث عمراً متوسد تحت ظل الشجرة قال المقولة المشهورة: “يا عمر! حكمت، فعدلت، فأمنت، فنمت”
- فكان إذا تبين له الحقّ رجع إليه على الرغم من شدته وقوته، فلم يكن متعصباً لرأيه، بل كان متمسكاً بالحق دائماً.
كلمات جوهرية عن الحق والباطل
عزيزي القارئ لا شك بأن الحق مقترن بالعدل كما يقترن الباطل بالظلم فقال الله تعالي في كتابه: “وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ”
أصبح بعض الناس يخلطون بين الباطل والحق ولكن الحق والباطل كزيت وماء لا يمكن أن يختلطون ابدآ ولكن هناك من تهوي أنفسهم وتغرهم شياطينهم من أجل المال والرضا من أصحاب النفوذ بأن يبطلوا الحق ويكتموه كما قال الله تعالي في كتابه الكريم: “وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ”
وكما حدثنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ألَا لا يَمنَعَنَّ أحَدَكم مَخافةُ النَّاسِ أنْ يَقولَ الحَقَّ إذا رَآه”.
يشجعنا رسول الله في أحاديثه على قول الحق وألا نخاف وقال أيضاُ (أيُّ الجهادِ أفضلُ؟ قال: كلمةُ حقٍ عندَ سلطانٍ جائرٍ) وهنا تفضيل كبير جدا للحق.
نهاية موضوع الحق والباطل
روى أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه-: (أوصاني خليلي -يقصد النبي صلى الله عليه وسلم- بسبعٍ، وذكر منها: وأن أتكلَّمَ بِمُرِّ الحقِّ، وألا تأخذَني بالله لومةُ لائمٍ). ومن أهميته الكبرى أنهي كان ومازال أحدي وصايا رسول الله
فالكتمان عن الحق خطأ لأنه يؤدي الي ظلم صاحب الحق إن الله يعلم ما بداخلنا وما بداخل صدورنا وقلوبنا وتذكر يا أخي ما انا وانت إلا أسباب من الله فلا تتطبع أصحاب الباطل او من يكتمون الحق فقد خدعهم شيطانهم وصورة لهم أنفسهم بأن الله لا يراهم ولكن الله علام بالغيوب وبصيرا بعباده.