غالباً ما نسمع عن أن الحكمة ضالة المؤمن وق قد لا نعرف معناها، فالله يحدثنا في آياته عنها ورسوله و الصحابة، الحكمة والعلم والمعرفة يجب أن نطلبها ونتعلمها لا يهم العمر ولا يهم المكان ما يهم أن نسعى في أن نتعلم من هذه الحكمة ونتسمع لها إذا كانت صحيحه واليوم سنتعرف معا عن ذلك المفهوم وقوله الله ورسوله والصحابة عن الحكمة.
ما هو مفهوم الحكمة ضالة المؤمن
المؤمن متبع كلام الله عز وجل جلاله يحتاج دائما للنصائح والحكمة وأين وجدت فعليه الأخذ بها حتى وإن كان قالها لا يكون من اهل الحكمة وشبّه المؤمن كمن يُضيع شيئاً له ثم يجده له أحد الأشخاص؛ فهو لا ينظر إلى الشخص الذي وجد له ضالته، بل يأخذها بغض النظر عن حاله، وكذلك الحكمة التي تفيدة يأخذها بغض النظر عمن ألقاها.
أقوال عن الحكمة ضالة المؤمن
وطبعاً أفضل ما قيل من الله عز وجل جلاله في كتابه الكريم قال: “رَبَنَا وَابْعَث فِيهِمْ رَسولا مِنْهمْ يتلو عَلَيهِمْ آياتك وَيعَلِمهم الْكِتَابَ وَالْحكمةَ وَيزَكيهِمْ إِنَكَ أَنتَ الْعَزِيز الْحَكِيم” سورة البقرة
وهذه الآية تُخبر عن دعوة نبي الله إبراهيم -عليه السلام-، وجاءت الحكمة في الآية الكريمة بمعنى الخير والصلاح الذي يأمرهم به ليفعلوه.
وقال الله ايضا في كتابه الكريم: “يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمن يؤتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خيرا كثِيرا وَمَا يذَكَر إِلَا أولو الألبَاب” سورة البقرة.
ويقصد بالحكمة القول الصائب الصحيح الذي يعلّمه الله -تعالى- لمن يشاء من عباده، وقيل معناها الفقه والعلم في القرآن الكريم، وقيل هي الخشية من الله تعالى
وقال ابن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: “خذوا الحكمة ممّن سمعتموها، فإنه قد يقول الحكمة غير الحكيم، وتكون الرمية من غير رامٍ”. وكما قال ابن عباس رضي الله عنه يقصد بهذا الحديث بأن ليس أهل العلم والحكمة وحدهم يمكنك أخذ كلامهم او نصيحتهم ولكن قد يكون هناك أنسان عادي ليس من أهل الحكمة او العلم يقول اشياء تفوق ما يقوله أحد من أهل الحكمة فيجب ألا تقلل من أحد وتأخذ بنصيحة أي حد ينصحك ففكر بها إن كانت غير مفيدة ومضره لا تستمع لها او لا تأخذها وتمشي عليها.
وقال عبد الله بن عبيد بن عمير قوله: “كان يُقال العلم ضالة المؤمن يغدو في طلبها، فإن أصاب منها شيئًا حواه حتى يضم إليه غيره”. وهنا كان يقول عبد الله بن عبيد بن عمير في هذا القول إن الانسان المؤمن دائما ما يطلب المعلومات والنصائح فهذه عاده جيده أن يوسع عقله بالمعلومات والحكم الجيدة المفيدة فإذا ود حكمة مفيدة وصحيحه ونافعه له أسرف فأن يأخذها ويمشي بها ويحتذي بها ويذهب ليبحث عن حكم اخري حتى يجمعها ويضمها اليه.
أثر الحكمة في حياة المؤمن
وقال ايضا ابن عمر -رضي الله عنه- مرفوعًا قوله: “خذ الحكمة ولا يضرك من أي وعاء خَرَجَتْ”، فهي قاعدة في حياة المؤمن يجب عليه اتباعها، فالمؤمن هو الأحق بالرأي الصائب حيث وُجد وهنا كما قال ابن عمر رضي الله عنه أنه لا يهم من تأخذ الحكمة فقد يكون هناك عدو لك كان يحدث أحد فسمعت لكلامه وجدته صحيح ونافع لك او قد يكون إنسان اقل خبره او إنسان لا توده وتحبه ولكن قد يقول نصيحة صحيحه وقويه تنفعك وتحتذي بها..
وحدثنا أبو هريرة رضي الله عنه عن الحكمة فحديثه ايضا فقال مرفوعاً عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهو قوله: (الكلِمةُ الحِكمةُ ضالَةُ المؤمِنِ فحيثُ وجدَها فَهوَ أحقُ بِها) وحدثنا أبو هريرة رضي الله عنه بأن الحكمة يبحث عنها الإنسان في كل مكان في كل مجلس أو أي مكان فإذا وجدها يستحقها ويأخذها وإذا وجدها نافعه يمشي عليها.
فالمؤمن يجب أن يكون من طبعه الحرص على طلب الحق حيثما كان، وأن يقبل بالرأي الصائب من أيٍ شخصٍ كان، والمؤمن يأخذ كلمة الحق من غير الاعتراض على مصدرها أو قائلها.
حكمة المؤمن في القرآن الكريم
قال تعالى: “وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً” سورة طـه.
وفي هذه الآية يدعوا من الله أن يزيده المزيد من العلم فطالما كان الإنسان حي يجب أن يطلبه
وقال تعالى: “قُلْ هَلْ يَسْتَوي الَذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَمَا يَتَذَكَر أولُو الألباب” سورة الزمر.
وهنا يحدثنا الله بأنه لا يحاسب من يعلم ويتعلم كما من رفض أن يتعلم ولم يرد التعلم إن الله عادل لا يحب الظلم فيفصل بينهم بعلمهم وأعمالهم.
وقال تعالى: “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات” سورة المجادلة.
وهنا يحدثنا الله عن الذي آمنوا بالله واليوم الاخر وبحثوا وطلبوا العلم وأخذوه مع ذلك علموا بأنه سيرفعهم درجات فهنيئا لهم.
وقال تعالى: “شَهِدَ اللَّه أَنَهُ لا إِلَهَ إِلَا هُوَ وَالْمَلائِكَة وَأولو العلم قائماً بِالْقسْطِ”.
وهنا حدثنا علي فضل العلماء وتعظيمهم بالذكر مع الله وجعل الملائكة تشهد بذلك.
وقال تعالى: “وَمَا يَعْلَم تَأوِيلَه إِلَا اللَّهُ وَالرَاسِخونَ فِي الْعِلْمِ يَقولونَ آمَنَا بِهِ كل من عند ربِنا” سورة آل عمران.
وقال تعالى: “إِنَمَا يَخْشى اللَّه مِن عباده العلماء”. ففي النهاية أخي يجب أن نطلب ونبحث عن الحكم والمعلومات المفيدة مهما كان مصدرها يجب فقط توخي الحذر وأن تفكر فأضرار تلك الحكمة لأنها قد تكون مضره أكثر من نفعها وتذكر الحكمة تأخذ من جميع الناس والأماكن ولكن بتفكير وتعمق بها أولاً