ينام الإنسان ويصحو على هاجس واحد كيف يستطيع أن يؤمن قوت يومه وقوت عياله ويصبح العمل والسعي هو شغله الشاغل فينسى نفسه وعائلته وحتى آخرته دون أن يشعر أن ما قدمه لآخرته سينعكس على دنيته وحياته. فمنذ أن يولد الإنسان يكون قدره مكتوب ورزقه مكتوب وكم من العمر سيعيش وكيف تكون طريقة حياته كل ذلك مدون ومحفوظ. ولا يغير أقدار الرزق وأسبابه سواء الدعاء والاستغفار.
رزقك ورزق أولادك سيصل الى باب بيتك لأنه مقدر ومكتوب عند صاحب الشأن كله ولكن ذلك لا يعني أن تجلس في بيتك وتنتظر بل يجب أن تخرج لعملك وتتوكل على الله ولا تتواكل.
أسباب الرزق
يقول أحدهم كان الرزق يهرب مني فأنا أركض خلفه وهو يسرع أمامي فما السر؟
بينما يقول آخر أنا وفلان نخرج للعمل معاً منذ الصباح ونعود بنفس الوقت لماذا رزقه أوسع؟
أسباب الرزق كثيرة وأولها الإيمان بالله.
من أهم أسباب جلب الرزق:
- تقربك من الله تعالى في تتبع أوامره وتجنب نواهيه وأن تجعل رضاه عنك هدفك وأن تكون نيتك من العمل التقرب من الله تعالى فيكون عملك خالصا لله وحده. “ومن يَتقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَه مخرجا * وَيرزقه مِنْ حَيث لَا يحتسبُ”
- صلة الرحم: زيارة الأهل من الأخوة والأخوات والأقارب يرضي الله عنك ويزيد من رزقك (من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره، فليصل رحمه)
- الصدقة: لا ينقص مال من صدقة كلام أشرف الخلق سيدنا محمد ووصيته لأصحابه وأمته فالصدقة تربي المال وتزيده فتصدقوا وخير الصدقة صدقة الفجر والصدقة في الخفاء.
“قل إِنَ رَبِي يَبْسط الرِزقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادهِ وَيَقْدِر لَهُ وَمَا أَنْفَقتمْ مِنْ شيءٍ فَهُوَ يخْلِفه وَهوَ خَيْر الرَازِقينَ”
- صلاة الفجر: من أفضل الأمور وأكثرها جلب للرزق صلاة الفجر والاستيقاظ مبكراً قال رسول الله صل الله عليه وسلم لابنته فاطمة (يا بنية قومي اشهدي رزق ربك ولا تكوني من الغافلين فإن الله يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس)
- الاستغفار: الاستغفار والتوبة الى الله عز وجل تزيل الهم وتبعث الرضى في النفوس وتجلب الرزق والبركة
ومن الأمور التي أمرنا بها رسول الله لجلب الرزق والحفاظ على البركة البسملة وحمد لله على ما أنعم علينا من نعم لا يمكن أن نحصيها وقراءة القرآن والإحسان للفقراء بالقول والعمل والزواج والتماس المال الحلال.
أسباب تمنع الرزق وتحبسه
ماهي اسباب منع الرزق وحبسه عن العباد؟ سؤال كثيراً ما يتردد في أذهاننا ونبحث عن الإجابة وهي موجودة أمامنا وبين أيدينا
- قال تعالى “وَلَوْ أَنَ أَهْلَ الْقرَى آمَنُوا وَاتَقوا لَفتحنا عَلَيهم بَرَكات من السَمَاء وَالْأَرضِ وَلَكنْ كَذَبُوا فَأَخذنَاهم بِمَا كانوا يكسبون” الإشراك بالله تعالى هو إحدى الكبائر وهي مع ذلك هي من أكثر الأمور التي تحبس عنك رزقك وتأخذ بيدك إلى طريق الفقر والضيق وسوء الحال. كذلك كان حال الحلف بغير الله وإنكار النعم التي أنعم بها الله تعالى على الخلق وترك الفرائض وهجر القرآن الكريم كلها من الأسباب التي تمنع الرزق “وَمَا أَصَابَكم مِن مُصِيبَة فبما كَسَبَت أَيْدِيكم وَيَعفو عَن كَثِير* وَمَا أَنتم بِمعجِزِينَ فِي الْأرْضِ”.
- الحسد والبغضاء أيضاً من الآفات التي تصيب مجتمعنا فتجد الإنسان يتمنى زوال الخير عن غيرها ويكن لهم البغض والكره لما نال من رزق فحبس عنه الرزق قال رسول الله صل الله عليه وسلم (كاد الحسدُ أن يسبِقَ القدرُ وكادَتِ الحاجةُ أن تكونَ كفرً)
- عدم تأدية فريضة الزكاة والامتناع عن تأدية الأمانة والتصدق على الفقراء والمحتاجين “وَالَذينَ يَكنِزونَ الذَهَبَ وَالفِضَةَ وَلا ينفِقونَها في سَبيلِ اللَّـهِ فَبَشِرهُم بِعَذاب أَليم* يَومَ يُحمى عَلَيها في نارِ جَهَنَمَ فَتُكوى بِها جِباههم وَجنوبهم وَظهورُهُم هـذا ما كَنَزتُم لِأَنفسِكم فَذوقوا ما كُنتم تَكنِزونَ”
أنواع الرزق وأسبابه:
لا يتوقف رزق الإنسان على الرزق بالأموال بل هناك العديد من أنواع الرزق التي يتوجب على الإنسان السعي للحصول عليها:
- رزق الإيمان وهو الرزق الذي يمنحك السعادة والرضى فالإنسان المؤمن بالله مع ذلك أن نعلم بأن أمورنا كلها بيده فهو إمام رزق كبير سيفتح أمامه العديد من ابواب الرزق الاخرى في الدنيا وسبيل لدخول الجنة في الاخرة.
- رزق العلم والحكمة والفقه: العلم هو ميراث الأنبياء والحكمة من شأن العظماء وهي عطاء كبير من الله تعالى لعباده أما الفقه في الدين فهو من أوسع ابواب الرزق والتي تفتح أمامك أبواب الجنة.
- الذرية الصالحة: قرة عين الإنسان وسعادة قلبه عندما يرزقه الله الذرية الصالحة التي تكون عونا له في حياته وصله له مع الخير بعد موته.
- محبة الناس: فمن أحبه الله حبب الناس به وجعله مقبولا بينهم وجعلوا له من دعائهم نصيبا
وقد ورد عن الصحابة والتابعين العديد من السور القرآنية التي تجلب الرزق للإنسان وتبعد عنه الفقر والدين تلاوة سورة الواقعة كل يوم بين المغرب والعشاء، وقراءة سورة الشرح ففيها الخير الكثير كما ورد عن النبي أنه من قرأ “قل هو الله أحد” حين يدخل المنزل ابعد عنه الفقر هو وجيرانه.
في النهاية فإن الرزق وأسبابه بيد الله وحده ومع سعينا وراء الرزق والاسباب الجالبة له يجب ان يكون هدفنا هو رضا الله والتقرب اليه بما نملك وأداء اوامره والابتعاد عن نواهيه ولا نجعل من الدنيا مبلغ همنا ويكون مقصدنا ان يرزقنا الجنان العلا