الصحة والفراغ ثروتان ثمينتان وجوهرتان نفيستان ونعمتان كبيرتان قد من الله علينا بهما، والصحة نعمة من أجمل النعم التي وهبها الله لعباده والتي يستطيع بها الإنسان أداء جميع الأعمال، وأما نعمة الفراغ التي يستطيع الإنسان استغلال للقيام بكل ما هو مفيد، ولكن هذه النعمة تتحول إلى نقمة إن لم يستطع الإنسان استغلالها واغتنامها جيدا.
عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحةُ، والفراغُ».
أولاً: نعمة الصحة
أنعم الله على عباده بالكثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى والصحة هي واحدة من هذه النعم العظيمة، وما أجملها من نعمة وما أجمل أن يحيا الإنسان وينعم بصح وعافية ويسلم من الأمراض والأسقام والبلايا في العقل والجسم والأهل. والصحة سبب من أسباب السعادة في الدنيا فمن أدركها خيرا له وأعظم ثوابا، ولكن مع الأسف الشديد فإن الصحة نعمة لا يدركها ولا ينتبه لها الإنسان إلا عند المرض والسقم.
إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم، كما وحث الإسلام االمرء على الاهتمام بالصحة والعناية بها ونهانا عن كل ما يفسدها أو يضر بها.
أحاديث نبوية عن الصحة
- وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لاَ تزولُ قدَمُ ابنِ آدمَ يومَ القيامةِ من عندِ ربِّهِ، حتَّى يسألَ عن خمسٍ: عن عمرِهِ فيمَ أفناهُ، وعن شبابِهِ فيم أبلاَهُ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وماذا عملَ فيما علِمَ”
- قال صلى الله عليه وسلم: “اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ – اغتنم غنائم مكاسب أرباح : شَبابَكَ قبلَ هِرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِكَ، وحَياتَكَ قبلَ مَوْتِ”
- قال صلى الله عليه وسلم: “من أصبح منكم معافى في جسده، آمنا في سربه عنده قوت يومه، فكأنما جيزت له الدنيا بحذافيرها”
- كما وكان عليه الصلاة والسلام يدعو الله تعالى دوام الصحة والعافية: “اللهم أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي”.
- وجاء أيضا حديث عن أهمية القوة البدنية والصحة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : “المؤمن القوي خير وأحب من المؤمن الضعيف“.
أهمية الصحة
الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى، ولا يشعر بقيمتها إلا من فقدها. وللصحة أهمية كبيرة وإن الحفاظ عليها والاهتمام بها يمنع الإحساس والشعور بالألم، والإنسان الذي يتمتع بصحة جيدة يكون قادرا على الإبداع والإنجاز أكثر من الإنسان الذي يعاني من الأمراض، ومن فضل الله أن منح لجسم الإنسان جهاز مناعة يحميه من الأمراض والفيروسات لأن المرض يضعف من عزيمة الإنسان وهزيمته وإصراره ويمنع الإنسان عن أداء أبسط الأعمال
ثانياً: نعمة الفراغ
الفراغ هو نعمة من النعم الكثيرة التي وهبها الله لعباده. قال الرسول صلى الله عليه وسلم:” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”، حيث أن كثير منا الآن عنده أوقات فراغ كثيرة ولكن مع الأسف لا يجيدون فن اغتنام الوقت بما ينفعهم، وإن أكثر الناس يحرمون أنفسهم هذه النعمة العظيمة ويهدرون أوقاتهم وها هو الوقت يمر والعمر يمضي مسرعا وهم في غفلة معرضون.
أوقات العُطَل والمناسبات، ساعات طوال وأيام وليال أوقات تضيع وتذهب مسرعة دون عودة، تُهدر بدون مقابل تذهب بدون عملٍ صالح تذوب من غير فائدة، وخاصة عند بعض الشباب هداهم الله، وهذا الفراغ من أخطر ما يكون عليهم، ربما ينحرفون، وربما يتركون الصلاة، وتلاوة القرآن، ربما يتلقفهم أهل البدع والمخدرات والمواقع والقنوات، فنخسر شبابًا نحن ومجتمعهم وأُمتهم بحاجتهم.
أهمية استغلال أوقات الفراغ
ما أروع الإنسان الذي يعرف كيف يستغل وقت فراغه بأمور تنفعه وتنفع أمته وتفيد مجتمعه، هو إنسان ناجح وأكثر سعادة وفعالية من الأشخاص الذي يهدرون أوقاتهم دون فائدة فتصبح هباء منثورا، فإن كنت تبحث عن السعادة والرضا اغتنم وقتك بما يرضي الله، اسعى جاهدا إلى تنظيم وقتك لتتمكن من تحقيق أهدافك وطموحاتك. ولتشعر براحة نفسية وجسدية كبيرة.
قال الله تعالى:” وقل اعملوا فسيرى اللهُ عملَكم ورسولُه والمؤمنون وستُردُّون إلى عالم الغيب والشَّهادة فينبئكم بما كنتم تعملون “
كيفية استغلال وقت الفراغ
- إنجاز جميع الأعمال والأمور المتراكمة في أوقات الفراغ
- ممارسة هواية القراءة لتغذية المعرفة وتنشيط الدماغ
- ممارسة التمارين الرياضية للحصول على جسم سليم وبشرة نضرة
- تعلم لغات مختلفة لتطوير مهارات التواصل مع الآخرين
- تطوير المواهب وممارسة هوايات جديدة
- الخروج بنزهة برفقة الأصدقاء والأهل والقيام بالأنشطة المشتركة
وفي الختام أتمنى منكم أحبتي في الله بعد قراءتكم لهذا المقال أن تكونوا قد أخذتم العبرة والفائدة منه، ويجب أن تعلموا أيضا أن الأجدر بالإنسان الذي رزقه الله صحةً وعافية وفراغًا أن يستغله جيدا ويسعى جاهدا ليستفيد من هذه النعمتان العظيمتان، ليكون النجاح والسعادة رفيقا دربه.