الإنسان إذا تعلم انتقل من دركات الجهل إلى أعلى درجات الرقي والمعرفة، كما أن منزلته تعلو وترتفع عند الله سبحانه تعالى، فيحصل على أعلى المنازل في الجنة، والعلم النافع يهذب الأخلاق ويحسن النفوس.
والعلم النافع هو العلم الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (وفي حديث جابر بن عبد الله، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم إني أسألك علما نافعا وأعوذ بك من علم لا ينفع)، وقال الله عزوجل أيضاً في كتابه الكريم: ” يرفع الله الَذينَ آمنوا منكم وَالذِينَ أوتوا العلمَ درجَات”.
معنى العلم النافع
هو العلم الذي يدل إلى طريق الخير، وهو أنفع العلوم وأشرفها، وهو العلم الذي ينتفع به الإنسان في الدارين، كما جاء في الحديث الشريف: “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إل من ثلاثة : إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له”.
والعلم النافع يعني معرفة حدود ما أنزل الله تعالى على رسوله الكريم، كمعرفة حدود الإسلام والإيمان والإحسان والطاعة والبر والتقوى وغيرها، ومع ذلك هو العلم الذي يقرب العبد من ربه، قال الله سبحانه وتعالى: “شَهِدَ اللَّهُ أنه لَا إِلَهَ إِلَا هو والملائكة وَأولو العلم قائمًا بالقسط”.
وهو أيضا العلم الذي طلبه موسى ويقول: “لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبًا “، وعندما لقي الخضر قال له بأسلوب تلطف: “هل أتَبعك على أن تعلمن مما علمتَ رشدًا ” ثم خرج موسى ﷺ طالباً لهذا العلم.
علامات أهل العلم
- أهل العلم لا يحبون المدح والتزكية.
- لا يتكبرون على أحد من الناس.
- لا يحسدون أحدا ولا يسخرون من أحد أبداً.
- التواضع مع الناس مع ذلك خشية الله تعالى ومخافته والانكسار والذل له.
- لا يفخر بعلمه على أحد ولا يصف الناس بالجهل.
- حسن الظن بجميع الناس وبمن سلف من العلماء.
- عدم الإساءة إلى أحد.
- صاحب العلم النافع ذو أخلاق حسنة وسيرة عطرة.
العلم غير النافع
وهو العلم الذي لا ينتفع به الإنسان بل يضره في دينه ودنياه ، وهذا العلم حذرنا منه الرسول عليه الصلاة والسلام واستعاذ منه، عن زيد بن علقمة رضي الله عنه قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك من علم لاينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا تستجاب). وفي حديث آخر عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لا ينفع”.
ومن بعض العلوم غير النافعة: التنجيم والسحر وعلم الكلام والكهانة، مع ذلك تعتبر هذه العلوم ما فيها انتهاك لحرمات الله تعالى واعتداء على عباده وشرعه
الفرق بين العلم النافع والعلم غير النافع
العلم النافع هو العلم الذي يطلب لتحقيق الخير والسعادة للناس بينما العلم الضار هو العلم الذي لا يحقق الخير للناس بل يحقق الشر لهم ويلحق بهم الضرر والأذى
فوائد العلم النافع
- العلم النافع هو وسيلة العبد للوصول إلى رضا الله سبحانه وتعالى.
- دليل على تعظيم الله تعالى والإيمان بالمعجزات التي خلقها الله عز وجل.
- يقرب الإنسان من ربه.
- يجعل الإنسان أكثر حكمة وهدوء وخبرة.
- يجعل الإنسان ينظر إلى الحياة بنظرة مختلفة أكثر حكمة ووعي ومن منظور مختلف.
- يزيد من ثقة الإنسان بنفسه ويجعله أكثر تواضعاً.
- التقدم والتطور في مختلف مجالات الحياة.
- بناء جيل واعي وقوي ومثقف يعيش بعزة وكرامة.
- يطهر النفس ويزكي الروح ويحث على فعل الخير.
- سبب في دخول الجنة قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لَتضع أجنحتها رضًا لطالب العلم، وإنَّ طالب العلم يستغفرُ له مَن في السماء والأرض، حتى الحيتان في الماء، وإنَّ فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إنَّ العُلماء هم ورثةُ الأنبياء، إنَّ الأنبياء لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنَّما ورَّثوا العلم، فمَن أخذه أخذ بحظ وافرٍ”
- ينفع صاحبه بعد الموت، حيث أن العلم النافع ينفع الناس في الدنيا وبعد الممات.
بالنهاية اعلموا يا إخوتي في الله أن العلم هو غذاء الروح والعقل هو طريق الفوز برضا الله ودخول جنته، هو أساس النجاح والتقدم، فاللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.