إن الإنسان لا يخلو من التقصير والوقوع في الخطأ، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام : (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابين ) فكان من فضل الله تعالى ورحمته بالعباد أنه شرع التوبة والاستغفار من المعاصي والذنوب، فإذا صدر من الانسان تقصير أو معصية فإنه يسارع بالتوبة إلى الله ويقدم ما عليه من الطاعات والعبادات ولا يقنط من رحمة الله تعالى، لأن الله عز وجل يفرح بتوبة عباده الصادقين ويتقبل منهم اعمالهم.

تعريف التوبة

 التوبة لغة: مصدر الفعل تاب، وهي تعني الرجوع عن الفعل مع ندم بالقلب واستغفار باللسان

التوبة اصطلاحاً: تعني ترك الذنب، و الندم عليه، والعزم على عدم العودة له، وردّ الحقوق إلى أصحابها إن كان الذنب بحق الناس، استذكاراً لعظمة الله سبحانه وتعالى ومخالفة منه.

الفرق بين التوبة والاستغفار
الفرق بين التوبة والاستغفار

تعريف الاستغفار

يعرف الاستغفار باللغة والاصطلاح بما يلي: مصدر للفعل غفر، والمعنا الطلب مع الإلحاح للصفح والعفو والتجاوز عن الفعل.

والاستغفار في الاصطلاح: ذكر لله تعالى، يكثر فيه العبد من الطلب برحمة الله سبحانه وتعالى، راجياً العفو عما ارتكبه من خطاء، مطهر قلبه من الشرك، مستشعر مخافة الله في نفسه

فضل التوبة والاستغفار

 إن للتوبة والاستغفار كثير من الفضائل التي تعود على المسلم بالنفع الكبير، سواء أكان ذلك بحياته الدنيا أو بحياته الآخرة، ولهذا فقد جاءت الأوامر الإلهية واضحة بالقرآن الكريم في التزام التوبة والاستغفار، والجدير بالذكر أن صفات الغفران والرحمة هي من صفات الله عز وجل، ليبين للعباد أن غفران الذنوب ليس بالمستحيل بل هو من أهون الأمور على الله سبحانه وتعالى إذا ما كان مترافق مع التوبة الخالصة، كما أن غفران الذنوب من مراد الله سيحانه وتعالى، ومصداق ذلك قوله جل وعلا: (والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما) سورةالنساء: 27

فوائد التوبة والاستغفار

ان الله شرع التوبة والاستغفار في كل وقت وقد أكَّد عليها، ورغَّب بالتوبة والاستغفار في خواتيم الأعمال الصالحة كالصلاة والوضوء وقيام الليل، والحج، ومجالس الذكر والعلم، وختام المجالس، والجهاد، والدعوة إلى الله وغير ذلك.

والناس جميعهم محتاجون إلى التوبة والاستغفار:

الرسل والأنبياء والمؤمنون المتقون والفجار والفاسقون والله سبحانه وتعالى يفرح في توبة كل تائب مهما كان خطأه فكان من فضل ورحمة الله سبحانه وتعالى أن شرع للعباد التوبة والاستغفار عن المعاصي والذنوب، فإذا صدر عن الإنسان تقصير أو معصية فإنه يسارع في التوبة إلى الله سبحانه وتعالى ويؤدي ما عليه من العبادات والطاعات ولا يقنط من رحمة الله سبحانه وتعالى، فيفرح الله جل وعلا بتوبة عباده الصادقين ويتقبل منهم.

آيات عن التوبة والإستغفار

1- قال الله جل وعلا:(ومن يعمل  سوءًا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) سورة النساء: 110.

2- وقال الله جل وعلا:(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جمِيعًا إنه هو الغفور الرحيم )سورةالزمر: 53

3- وقال الله جل وعلا:(فتلقى آدم من ربه كلماتٍ فتاب  عليه إنه هو التواب الرحيم )سورة البقرة:37

أحاديث قدسية عن فضل التوبة والاستغفار

الإنسان خطاء، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام : (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابين)

وقال الرسول عليه الصلا والسلام،( قال الله تبارك وتعالى يا ابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، ولا أبالي، يا ابن آدم انك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لاتيتك بقرابها مغفرة) رواه الترمذي.

وبحديث طويل رواه أبو ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال فيه عن ربه جل وعلا: (يا عبادي انكم تخطئون بالليل النهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم) صححه الألباني

الفرق بين التوبة والاستغفار
الفرق بين التوبة والاستغفار

أسئلة مكررة في الفرق بين التوبة والاستغفار

هل يجوز الاستغفارمن دون التوبة؟

الله لا يمل حتى تملوا فيجب على العبد أن يكثر من التوبة مهما أخطاء إن الله غفور رحيم حيث أن التائب من الذنب كمن لا ذنب عنده، لذلك يكثر من التوبة مهما كرر المعاصي حتى يوفقه الله في الامتناع عن المعصية

هل الاستغفار عن الذنب يسمى توبة؟

التوبة تتضمن أمر ماضي وحاضر ومستقبل، فالندم على الماضي والأبتعاد عن الذنب في الحاضر والعزم على عدم عمله  في المستقبل

 والاستغفارهو طلب المغفرة من الله فمغفرة الله لعبده تتضمن ستره فلا يفضحه

خلاصة الفرق بين التوبة والاستغفار

إن التوبة والإستغفار رحمةٌ وبابٌ عظيمٌ من أبواب الإقبال على الله سبحانه وتعالى والرجوع إليه، فلولاهما يستمر الإنسان بفعل المعاصي ويقنط من رحمة الله في غفران ذنوبه؛ فليس هناك إنسانٌ مَعصومٌعن الخطأ ولا يُذنب، فمنذ بدء الخليقة عصى سيّدنا آدم عليه الصلاة والسلام الله تعالى، حيث أغواه الشيطان ووسوس إليه أن يأكل من الشجرة التي نهاه الله سبحانه عنها، ولكنه بعد ذلك نَدم واستغفر، فغفر الله سبحانه وتعالى له. قال الله تعالى في كتابه العزيز: (وأن أستغفروا ربكم ثم توبوا إليه)  سورة هود: 3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Select your currency
USD دولار أمريكي