المسامحة
ما هي المسامحة؟ مما لا شك فيه أن الجميع قد صادف أشخاصًا قاموا بمضايقتهم في حياتهم وربما فقدوا سلامهم بسبب مضايقات هؤلاء الأشخاص. ضد سلوك مثل هؤلاء الأشخاص يجب على الشخص أن يفعل شيئًا يهدئ عقله بدلاً من أن يفقد سلامه في الحال، وفي هذه الحالات يمكن أن تكون المسامحة هو الخيار الأنسب. قد يكون هذا صعبًا، لكنه ضروري للسلام.
تعريف المسامحة وطرقه:
التسامح يعني التخلي عن الشعور بالضيق والعداوة من الجانب الآخر، أي أن الشخص هو المخطئ، حيث يمكن القول إن المسامحة الحقيقية والتسامح قد تم عندما يستأنف الشخص المصاب مجرى حياته ويبدأ في التحرك. إلى الأمام بطريقة صحية ومثمرة.
المسامحة في الإسلام
المسامحةمن اخلاق رسولنا صلى الله عليه وسلم وقال العلماء أن المسامحة في الإسلام لها فضل عظيم، فقد بني الإسلام على العفو والمغفرة التي توطِّد علاقات المسلمين، والجدير بالذكر إنَّه كما قام هذا الدين على عدم التساهل في حدود الله تعالى وعدم التفريط في حقوقه وعدم اللين في مجابهة أعداء الإسلام، فقد بُني أيضًا على الحب والعفو والمسامحة، لهذا كان فضل المسامحة في دين الإسلام ولم يزل عظيم، قال الله تعالى في وصف صحابة الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- بسورة الفتح: “مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ..”.
وقد ربط الله تعالى- بين المسامحة والتقوى في سورة البقرة بقوله: “وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى” ووردَتِ المسامحة في السنة النبوية بمعنى العفو في حديث نبوي شريف يُظهر فضل التسامح بالإسلام وقد رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: “ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ، إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ لِلَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ”
فوائد التسامح بالمجتمع
للمسامحة آثار حسنة كثيرة في المجتمع، ومنها:
1- الحدُّ من انتشار الفساد بين المسلمين، لأنَّ الانسان الذي أخطأ وتم العفو عنه يحاول جاهدًا ان لا يقع في نفس الخطأ كي يحافظَ على العفو الذي تَكرَّم به صاحب العفو عليه
٢- لمّ شمل الأمة، وتوحيد الكلمة بين المسلمين على أعدائهم ومن أراد بهم سوء.
٣-إزالة الحقد والضّغائن والكراهية من صدور الذين يتسامحون مع غيرهم.
4-نشر المودة بين الناس، لأن الإساءة إذا قوبلت بالإساءة فإنّ ذلك يكون سبب في بقاء الحقد والكراهية بين النّفوس، أمّا إذا قوبلت الإساءة بالإحسان والعفو؛ فإنّ ذلك يهدّئ النّفوس ويطفئ غضبها.
5-نشر المحبّة التي من شأنها الجمع بين النّاس ونشر البركة بين المسلمين.
آيات عن المسامحة والعفو وردت في القران الكريم
- يقول الله تعالى: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”.
- ويقول: “وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا”.
- ويقول: “وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”.
- ويقول: “خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ”.
- ويقول: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ”.
- ويقول: “وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ”
- قال الله تعالى: “خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ”
مسامحة الآخرين والتخلص من الضغائن
المسامحة هو استعداد للتخلص من آلام الماضي وقرار إنهاء المشاكل التي نحملها معنا من الماضي. بالطبع، في جزء من كياننا، هناك اعتقاد بأنه يمكننا كسب راحة البال من خلال طاعة الكراهية والغضب والمعاناة، ولدينا دائمًا حسابات وكتب عادية ونقع في مواقف مثل الاستياء والكراهية والغضب. نتيجة لذلك، لا يمكننا الوصول إلى السلام والحصول على السلام. يمكن ل المسامحة أن تحررنا من السجن الذي بنيناه وفرضناه على أنفسنا بالخوف والغضب.
المسامحة الحقيقية ليست سهلة، لأنها عملية تبدأ عادة بعد التغلب على الصدمة العاطفية والهبوط النسبي للغضب الأولي وانكسار القلب.
كيف تكون المسامحة؟
يمكن لأي شخص أن يقوم ب المسامحة. يجب ألا تقاوم الأحداث التي تحدث في الحياة. حول أحلامك إلى أهداف. كن ممتنًا لكل الأشياء التي لديك والأشياء التي تحدث لك لأن كل تجربة جديدة تجعلك أكثر خبرة ووعيًا.
لا تلوم الآخرين وتحمل المسؤولية. تخلص من الغضب والمعاناة. ابدأ بالتسامح. تذكر، كل ما قدمناه للآخرين، أعطيناه لأنفسنا.
لا تتظاهر بالتسامح . أحيانًا نعتقد أننا قد غفرنا عندما يظل الغضب والكراهية سائدين في اللاوعي. في الواقع، الغفران الحقيقي يعني عدم الشعور بالحاجة إلى المسامحة.
اعرف نفسك، نركز في معظم الأوقات على المحفزات أكثر من تركيزنا على ردود أفعالنا. إذا ركزنا على رد فعلنا بدلاً من المحفزات، فسنصل إلى مكان يمكننا فيه التحكم في ردود أفعالنا وعاداتنا ويمكننا حلها.
حاول أن تتقبل الآخرين كما هم وكون الاحترام والصداقة والتعاطف معهم.
وأخيرا أحبتي وإخوتي في الله من أراد أن يعيش حياة جميلة ويغمرها السلام والوئام فليتعلم كيف يسامح الآخرين، فالتسامح خلق فضيل وصفة حميدة على الجميع أن يتحلى بها.