الهمة العالية

أخلاق كريمة وصفات جميلة وفضائل حميدة يتحلى بها الإنسان المؤمن ولكن أجملها علو الهمة فمن علت همته زاد خيراً وشرفاً وحقق رغباته وطموحاته، والهمة العالية من التي يتصف بها العظماء فالهمة العالية ترفع صاحبها إلى مكانة عالية وهي منبع الخير وطريق استقلال الأمة وعزها، وبالهمة العالية ترتقي الأمم وتزدهر.

مفهوم الهمة العالية

والهمة هي الباعث والمحفز على العمل، فإما أن ترفعك إلى أعلى مستويات الكمال أو إلى الأسفل وعلو الهمة يعني استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور وطلب أسمى المراتب.

كما عرف ابن القيم علو الهمة بقوله: (علو الهمة ألا تقف – أي النفس- دون الله وألا تتعوض عنه بشيء سواه ولا ترضى بغيره بدلا منه ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية…)

الترغيب بالهمة العالية في السنة النبوية

• قال صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن: “اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها“
• قال صلى الله عليه وسلم: “احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز“
• عن حكيم بن حزام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” اليد العليا خير من السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله“

وغيرها من الأحاديث التي تبعث الهمة وتحث على الطاعات واجتناب المعاصي والمنكرات.

وسائل لرفع الهمة

• اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والدعاء الصادق وكثرة الذكر.
• المجاهدة والجدية.
• اعتراف الإنسان عند ضعف همته وذلك من أجل تغيير الهمة وتطويرها نحو الأفضل.
• مصاحبة الصالحين ذوي الهمم العالية.
• قراءة سير الصالحين.
• الإحساس بالمنافسة بين الشخص  وهمته بأن يزيد من أحماله وأعبائه اليومية لتطوير همته
• الابتعاد عن جميع الأمور التي تضعف الهمة.
• الإخلاص

مجالات علو الهمة:

• طلب العلم
• العبادة
• الاستقامة
• البحث عن الحق
• الدعوة إلى الله تعالى
• الجهاد في سبيل الله

أمور تضعف الهمة وتضيعها

• الزيارات الكثيرة للأصدقاء والأقارب التي لا فائدة منها
• السعي والانهماك في طلب المال وجمعه وبالتالي السعي وراء ملذات الدنيا ونسيان الآخرة
• كثرة التمتع بالمباحات
• الفتور الدائم والكسل
• كثرة المعاصي والذنوب
• الهم والخوف والحزن أمور تضعف العزيمة وتصيب بالفتور

كيفية استثمار همم الناس

والناس على ثلاثة أقسام

• قسم كسول وضائع يترك إلى حين إفاقته
• وقسم يحافظ على أداء الفرائض

فإن كانوا من ذوي الدخل العال وأصحاب المال يجب أن يوجهوا إلى مساعدة الآخرين والمشاركة والتنافس على أعمال الخير والتبرع لجمعيات الخيرية والهيئات الإسلامية أو بناء المساجد والمدارس وغيرها من الأمور التي تعم بها الفائدة على جميع الناس.

وأما إن كانوا من أصحاب الطبقة المتوسطة والدخل المحدود فإنهم يوجهون إلى سماع الدروس وحضور الخطب التي يعدها خطباء كبار، توجيه الشباب ونصحهم وإرشادهم إلى طرق الخير وتحميسهم على المشاركة بالجهاد وغيرها من الأمور التي تعود عليهم بالنفع مثل القراءة.

• وأما القسم الأخير فهو كل شخص ملتزم بدينه ومحافظ على كل ما أمر الله به من أمر بمعروف ونهي عن المنكر، وإن هذا القسم هو من يمكن الاعتماد عليه ويمكن توجيههم إلى القيام بعدة أمور منها: الانضمام إلى جمعية أو هيئة تعمل وفق نظام أو برنامج معين، أو يمكن توجيههم إلى الانضمام والانتساب إلى جماعة إسلامية صالحة والتي تعمل بإخلاص وصدق وجد لإقامة دين الله تعالى وتنفيذ ما أمر به، وأخيرا تقديم الإرشاد والنصح للشخاص بحيث يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم ويختاروا مجالا محددا يبدعون فيه.

علو الهمة في القرآن الكريم

• قال الله سبحانه وتعالى: “وَسَارِعوا إِلَى مغفرة من ربكم وجنَة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقينَ “
• قال الله سبحانه وتعالى: اصبِر كما صبر أولو العزم من الرسل 
• قال الله سبحانه وتعالى: ” شهِد اللَّه أنهُ لا إِله إِلَا هو وَالْملائكة وَأولو العلم ” 
• قال الله سبحانه وتعالى: “يرفَعِ اللَّه الَّذين آمنوا منكم والَّذين أوتوا العلم درجَات”

ثمرات الهمة العالية

• تحقيق أمور كان يظنها الكثير من الناس مستحيلة أو حتى خيالية.
• الوصول إلى أعلى المراتب السامية في الزهد والعبادة.
• الابتعاد عن سفاسف الأمور ودناياها.
• أصحاب الهمة العالية هم القدوة الأولى للناس ومن الممكن الاعتماد عليهم في كثير من الأمور.

تحذير يا أصحاب الهمم العالية

• صاحب الهمة العالية معرض للعين والحسد فليكثر من الأذكار وقراءة القرآن.
• ربما قد يصيب صاحب الهمة العالية بعض الكسل والفتور لفترة ما فلا يحزن ولا يضعف بل يجاهد أكثر ليعود كما كان.
• الهمة العالية قد تدفع بصاحبها إلى الحماس الزائد مما يجعله يرتكب أخطاء نتيجة العجلة ولذلك فليتمهل ويتعقل في اتخاذ القرارات .

وفي الختام فلنتأكد أن الهمة العالية خلق نبيل وسمة رفيعة من سمات الرسل والأنبياء، وهي طريقنا إلى القمة وإلى تحقيق الرغبات والأمنيات ولكن يجب ألا ننسى أن الهمة العالية تحتاج إلى صبر كثير وجهد كبير وتوفيق من الله