عالم تغزوه التكنولوجيا بكل أنواعها وأشكالها وطغت على أبسط أمور حياتنا العادية وأصبح كل من لا يتقن استخدامها أمياً. هذا الغزو لم يوقفه جنس لاعمر ولا مكان ولا زمان فتراه تجاوز كل الحدود الجغرافية والدولية ودخل كل المنازل والشركات بل أصبح ملازما لنا في كل خطوة من خطوات الحياة.
تعد الأجهزة الإلكترونية ( الأجهزة الذكية وألعاب الفيديو والتلفاز ) أحد الجوانب التي طالها الكثير من التطوير والتحديث خلال الأعوام السابقة ولازال هذا التطور مستمراً في كل يوم وساعة في سباق عالمي بين الشركات, مما دفع الناس للإسراع للحصول على الأحداث لمواكبة أي تطور جديد ولكن الحصول على أحدث الأجهزة الإلكترونية لا يتوقف على الكبار بل شمل الأطفال.
وهنا جاءت العديد من الدراسات تحذر وتنبه الأهل على تأثير الأجهزة الالكترونية على الأطفال.
الطفل والأجهزة الالكترونية
اليوم أصبحت أفضل طريقة ليعبر الأهل عن محبتهم لأطفالهم تأتي على شكل جهاز ذكي من أحدث الأنواع يتم شرائه وتقديمه للطفل على اختلاف المراحل العمرية. دون الانتباه للآثار السلبية التي يمكن أن تنعكس على هذا الطفل خاصة في أعمار صغيرة. يختلف تأثير الاجهزة الالكترونية على الأطفال بناء على عدة عوامل أساسية تم الوصول إليها عن طريق البحث والتجارب والدراسات:
- عمر الطفل : طفل دون السنه يتم وضعه أمام التلفاز أو الهاتف الذكي لساعات وساعات ليبقى ساكتا وهادئا دون الانتباه أن ما نقوم به هو عملية تدمير لدماغ الطفل وحرمان لطفولته من اللعب والتعلم ومن الجلوس مع العائلة للاستمتاع بحنانها وحبها. فهو يجلس وحيدا دون أن يتم الكلام معه او اللعب او أن يتم احتضانه مما يجعله يشعر بالوحدة والتي تنعكس على طباعه.
- نوع الجهاز الالكتروني: فمع اختلاف الاجهزة الالكترونية فإن آثارها على الطفل تنعكس فالتلفاز يختلف بتأثيره على عين الطفل و دماغه ونفسيته وتصرفاته عن تأثير الهاتف الذكي او الايباد ويختلف أيضا عن تأثير الالعاب الإلكترونية التي تعددت أشكالها وأنواعها وأهدافها. لذلك يجب مراقبة ما يتابعه الطفل فهو أمام جهاز جعل العالم الواسع الممتد بين كفي يديه ويختار ما يود أن يراه أو يلعب به او يشاهده.
- المدة التي يستخدم بها الاجهزة الالكتروني: العديد من الناس تترك الاجهزة الالكترونية بين يدي اطفالهم دون رقيب او متابعة لساعات طويلة دون أن يتحرك الطفل أو يمارس أي نشاط آخر. وخلال فترة ستجد أن الطفل نفسه يرفض أن يلعب او يخرج او يتكلم البعض لأنه يفضل الجلوس الى جهازه الذكية والمتابعة في حياته الخاصة
تأثير استخدام الأجهزة الالكترونية على الأطفال
الأطفال هم هدية الله لنا وامانة وضعها الله بين أيدينا لنحسن تربيتهم ونهتم بهم ليكونوا جيلا قويا مدعوما بالعلم والايمان للقيام بنهضة الأمة والمجتمع. ووضع الاجهزة الالكترونية بين أيديهم بشكل عبثي دون الاهتمام بعمر او وقت او ما يشاهدونه على هذه الاجهزة. وهنا جاءت العديد من الدراسات لتقدم للاهل كافة المعلومات حول تأثير استخدام الأجهزة الالكترونية على الاطفال وما هي إيجابياتها وسلبياتها فتكون عونا الأسرة على تربية أبنائهم بدل أن تحل عليهم نقمة تجلب الشر والاذى والمرض للاطفال. لذلك يجب أن يحكم الاهل عقولهم قبل أن يتركوا أطفالهم وحدهم أمام هذا الاجهزة. ويعد إدمان هذه الاجهزة احد اهم الاخطار التي يمكن أن تؤذي الطفل لجلوسه لفترة طويلة أمام الجهاز الالكتروني , بينما توجد هناك العديد من النواحي الايجابية التي يمكن أن نحققها من خلال هذه الاجهزة والاستفادة منها بطريقة صحية مناسبة.
فوائد استخدام الأجهزة الالكترونية على الأطفال
استخدام الاجهزة الالكترونية بطريقة صحيحة مدروسة يحقق الكثير من الفوائد للأطفال ومن أهمها:
- تعليم الطفل العديد من التقنيات والمهارات اضافة الى اللغات باستخدام تطبيقات خاصة بالأطفال تتناسب كل منها مع المرحلة العمرية للطفل فهناك العاب تناسب الأعمار دون الخامسة بينما توجد عدة تطبيقات وألعاب الأطفال بين الخامسة والتاسعة وأخرى لعمر اكبر . كل منها تتناسب مع مهارات وقدراتها التي يكتسبها عند الوصول الى عمر معين .
- تعلم لغات مختلفة جديدة عن طريق تطبيقات خاصة يتم إعدادها للاطفال من اعمار مختلفة.
- الحصول على الترفيه والمتعة بشرط أن لا تتجاوز مدة ساعتين يوميا متقطعة الى فترات على امتداد النهار.
- يتم استخدام الأجهزة الالكترونية في عملية التعليم عن بعد وخاصة خلال فترة الحجر الصحي.
مخاطر الأجهزة الذكية على الأطفال
رغم الفوائد التي قدمتها الأجهزة الإلكترونية إلا أنه هناك العديد من المخاطر التي سببتها هذه الاجهزة للاطفال فكانت تنعكس سلبا على صحتهم الجسدية والنفسية اضافة الى الحياة الاجتماعية:
- من الناحية الجسدية تسبب الاجهزة الالكترونية أذى وضرر على صحة العين اضافة الى اذى في الرقبة العمود الفقري نتيجة الجلوس لفترة طويلة من الزمن كما تسبب الاشعة المنبثقة من الاجهزة الذكية ضرر كبير على الدماغ مما يسبب الأرق وآلام في الرأس مثل الصداع النصفي اضافة الى السمنة وخاصة عند الجلوس لتناول الطعام امام التلفاز.
- من الناحية النفسية يصبح الطفل أكثر عدوانية وعصبية نتيجة اللعب بألعاب الكترونية عنيفة . ويفضل البقاء داخل المنزل مع العابه الالكترونية لأطول فترة وتجده يحب الانعزال لممارسة هذه الهواية. كما أن الطفل يصبح اكثر حبا للاسلحة واستخدام العنف مع الجميع.
- التشتت ونقص الانتباه والتركيز مع فرط النشاط هي أحد الآثار التي نلاحظها بكثرة على الأطفال الذين يجلسون لساعات طويلة أمام الاجهزة الالكترونية.
- الادمان على هذه الالعاب والاجهزة فتجد الطفل لا يستطيع أن يكمل ساعة واحدة دون أن يمسك الجهاز او يبدأ اللعب بالألعاب الالكترونية حيث تصبح محور حياته الأساسي.
- مشكلة في التواصل مع الآخرين فهو دائم الانشغال بجهازه والعابه فيفقد القدرة على التواصل والكلام مع الاخرين ويفضل أن يبقى وحيدا ليلعب او يستخدم هاتفه.
رغم الخير الكبير الذي نتج عن استخدام الأجهزة الإلكترونية إلا أن تأثير الأجهزة الالكترونية على الأطفال كان يحمل في طياته العديد من الجوانب السلبية التي انعكست على الطفل وحدت من قدراته ومواهبه وحياته الاجتماعية.