الإيمان هو روح الحياة السعيدة وسبيلنا لمرضاة الله وهو أساس استقرار الإنسان وسر نجاحه وطمأنينة نفسه وانشراح صدره وتجلي رغباته  وتحقيق سعادته، ولقد أنزل الله سبحانه وتعالى السكينة والاطمئنان في قلوب عباده المؤمنين فهم في راحة وسكينة وأمن واطمئنان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ولكن ما أحوجنا الآن إلى تجديد الإيمان في قلوبنا وأنفسنا في وقتنا هذا إذ تدنت الأخلاق وانتشرت الفواحش والشرور وقست القلوب وضعفت واستسلمت لوساوس الشيطان

مفهوم تجديد الإيمان

العودة والرجوع إلى الله تعالى بالتوبة النصوح لذلك يجب عليك توثيق الصلة بالله عز وجل. قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قَبل ومن يكفر باللَّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلَالًا بعِيدًا “

تجديد الإيمان

أسباب الحاجة إلى تجديد الإيمان

كما جاء في الحديث عن ابن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله تعالى: أن يجدد الإيمان في قلوبكم”

مقومات تجديد الإيمان في القلوب

تدبر القران العظيم والتفكر بمعانيه:

قراءة القرآن الكريم الذي أنزله الله سبحانه وتدبر آياته ومعانيه وتعالى لكل شيء مع ذلك يهدي من يشاء من عباده وعلاجاً فعالا لقساة القلوب وضعاف النفوس. قال تعالى:”كتاب أنزلناه إِليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب”.

وأما الذين لا يتدبرون القرآن قال تعالى: “أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غيرِ اللَّه لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً * وإِذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إِلى الرسول وإِلى أولي الأمر منهم لعلمه الَذين يسْتنْبطُونهُ منهمْ ولولا فضل اللَّه عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطانَ إِلاَّ قلِيلاً”

استشعار عظمة الله تعالى ومراقبته:

ويكون هذا من خلال استشعار مراقبة الله عز وجل في السر والعلن ومعرفة أسمائه وصفاته، وتدبرها وفهم معانيها والعمل بها

ملازمة حلقات الذكر ومصاحبة الصالحين:

إن في ذكر الله تخشع القلوب وتهدأ النفوس وتسكن الأرواح، وفي حلقات الذكر تنزل السكينة على الموجودين وتحفهم الملائكة، بالإضافة إلى مرافقة الأخيار والصالحين، قال تعالى : ” الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إِلا المتقين ”  

الإكثار من الأعمال الصالحة:

إن القيام بالأعمال الصالحة وذكر الله على الدوام لذلك فإنها أعظم أسباب تجديد الإيمان، قال الله تعالى: ” ألا بذكر الله تطمئن الْقُلُوبُ “

وقال تعالى: ” فاذكروني أذكركم “. وجاء في الحديث القدسي: ” فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه”

الصلاة و تجديد الإيمان

التقوى:

الخوف من الله تعالى وتجنب كل ما نهى عنه من معاصي وارتكاب الذنوب، واتباع أوامره والخوف من عقابه، لأن الإيمان يزيد بفعل الطاعات واجتناب المنكرات

المحافظة على الصلاة :

الصلاة هي الصلة بين العبد وربه وهي طريق تأديب النفس وتهذيب الأخلاق ووسيلة لحفظ النفس من الفواحش والمحرمات. قال تعالى: ” وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليلِ إِن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى لِلذاكِرِينَ” .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر”.

وفي إضاعة الصلاة وعدم المحافظة عليها من خلال تأخيرها والتقليل من أهميتها دليل واضح على ضعف الإيمان وتتبع الشهوات

قيام الليل:

وصلاة قيام الليل من أفضل الصلوات النوافل والتي يحبها الله عزوجل ولذلك وهي سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهي من عظم الأمور التي يجب على المسلم الاعتماد عليها لتجديد الإيمان بقلبه ولتحسين علاقته بربه

قال تعالى: ” أمنْ هو قانتٌ آناء اللَيل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوِي الَّذِين يعلمون وَالَذِين لَا يعلمونَ إِنما يتذكر أولوا الألباب”

 وقال عليه الصلاة والسلام: ” عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد “رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.

الإكثار من ذكر الموت والتفكر باليوم الآخر:

يقول عليه الصلاة والسلام: أكثروا من ذكر هادم اللذات يعني الموت، إن من يتفكر بالموت وسكراته وعذاب القب وظلماته عليه أن يستعد دائما للقاء الله تعالى والوقوف بين يديه، فالعمل الصالح والقلب الخاشع لله يقربك من الله

تجديد الإيمان

وفي ختام مقالنا نسأل الله تعالى لنا ولكم إيمان صادقا وقلبا خاشعا ولسانا ذاكرا ويقينا كاملا وتوبة نصوحا وأن يغفر الله لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Select your currency
USD دولار أمريكي