إن الخطوة الأولى التي يتخذها الإنسان للسير بطريقة صحيحة في هذه الحياة هي معرفة الله عز وجل فهي أعظم وأسمى المعرفة التي يسعى الإنسان للحصول عليها فالقلب الممتلئ بمعرفة الله ومعرفة حدوده يمنع العبد من الانصياع وراء أهواءه ونزواته خشيةً من الله السميع العليم، إليك مقالة جمال الحياة في معرفة الله

معرفة الله عز وجل تتجلى في ركنين أساسيين ألا وهما:

الأول:

إقرار وتسليم بوجود الله الواحد الأحد خالق كل شيء وهو الركن الأول في الإسلام

الثاني:

معرفة قلبية وإيمانية بوجود الله من خلال آياته ومخلوقاته تعالى.

لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان شغوف ومحب للمعرفة والاستكشاف الدائم يسعى للبحث في موجودات هذا الكون وكيفية خلقتها ووجودها وآلية عملها فكان من الأجدر به أن يعرف عن عظمة خالقها حتى يكون بعيد عن طريق الجهل التي قد تودي به إلى أفاق بعيدة كل البعد عن الله عزوجل.

قال مالك بن دينار: “مساكين أهل الدنيا؛ خرجوا منها وما ذاقوا أطيبَ ما فيها! قيل له: وما أطيب ما فيها؟ قال: معرفة الله ومحبته
إن الإنسان إذا أحب شخص ما وتعلق فيه يسعى جاهداً للمعرفة كل شيء عنه ما يحب ويكره وما يغضبه ويرضيه فكيف إن كان المحبوب والمرغوب هو الله عزوجل خالقنا والواجب علينا معرفة كل شيء يحبه ويرضيه و نبتعد عم أي شيء قد يغضبه منا.

جمال الحياة في معرفة الله
جمال الحياة في معرفة الله

كيف نتعرف على الله سبحانه وتعالى:

أسماء الله الحسنى:

من الخطوات التي تساعدنا في معرفة الله عز وجل هي معرفة أسماءه المقدسة ومعانيها وترسيخها في حياتنا اليومية والحياتية والعملية لتكون اللبنة الأولى في مسيرة بناء القلوب على الطريق الصحيح إلى الله.

         من يعش مع أسماء الله الحسنى يجدها في كل مواقف حياته فيسير بما تمليه عليه فيكون        صامداً ضد عواصف الحياة ويجد فيها الدواء لكل داء والحل لكل مشاكله وكلما زاد تعمقاً في معرفة أسمائه تعالى كلم زادت خشيته منه تقديسه له وزاد حباً به.

فمن يعرف اسم الله الرزاق يقتنع بأن رزقه بيد الله عز وجل وحده فيطمئن قلبه بذلك، واسم الله السميع يجعل في نفسنا خشية ورهبة من الله تعالى غي كل تصرف نقوم به، وكذلك أسماؤه المقدسة التسع والتسعون كل منها يبعث فينا شيء من الراحة والاطمئنان.

قال تعالى: “وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا”

القرآن الكريم:

بالإضافة إلى أسمائه جل وعلا هناك كتابه العزيز الذي فيه كلام الله المقدس وتعاليم عقيدته سبحانه التي أمرنا في اتباعها، فبين لنا بكتابه الكريم المحفوظ من التحريف بقدرته تعالى طريق الصواب ليبعدنا عن طريق الخطأ، فالإنسان الذي يقرأ كتاب الله ويتدبر آياته يهنأ بقلب حيً نابض بمعرفة الله، ويجد فيه آيات الجزاء والحساب والجنة والنار فلو عرف كل آية وسبب نزولها وتفسيرها لارتاح قلبه في حياته ولأستشعر أن بعضها قد تحدثه عن بعض المواقف التي صادفته أو قد تصادفه فعرف كيفية التعامل معها.

قال تعالى: “كتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ

سنة الرسول صلى الله عليه وسلم:

الركيزة الثالثة في طريق معرفة الله تعالى هي معرفة رسوله عليه الصلاة والسلام ومعرفة سنته ونهجه في الحياة، فكانت سنة الرسول عليه الصلاة والسلام والقرآن الكريم متكاملان فإن كان القرآن كلام الله فالسنة هي كلام النبي الأمي المعصوم عن الخطأ والذي كان يخاطب الناس بما يوحيه إليه الله تعالى عن طريق سيدنا جبريل عليه السلام.

       قال تعالى: “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ”

فقد جاءت السنة النبوية مفسرة للقرآن الكريم ومبينة الأحكام التي ورت فيه كتفسير الصلاة التي جاءت في القرآن من غير تعيين للأوقات وعدد الركعات في كل صلاة مما سهل على المؤمن من أمر الصلاة.

التفكر في آيات الله وخلقه:

إن الكون مليء بآيات الله العظيمة ومعجزاته في الخلق فلو تفكر الإنسان في قدرة وعظمة الخالق تبارك كرفع السماء بلا أعمدة والجبال الراسخة في الأرض لكبر في نفسه تعظيم لله ولأحيا في قلبه عبادة معرفة الله، والتمعن في خلق الحيوانات واختلاف أشكالها وطرق حياتها وبيئتها.

 قال تعالى: “أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ*وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ*وَإِلَى الْجِبَالِ        كَيْفَ نُصِبَتْ*وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ

 ولو نظر العبد في خلقه وتكوين جسمه وترابط كل عضو مع الآخر وتكامل وظائفهم سوية وإن الله عز وجل هو من يسير كل حواسه وأعضاء جسمه لزاد من إجلال الله وتقديسه والتسليم الكامل له.

جمال الحياة في معرفة الله
جمال الحياة في معرفة الله

الالتزام بالعبادات والطاعات المفروضة علينا:

أمرنا الله عز وجل بعبادات وأوجب علينا القيام بها وتأديتها على أكمل وجه من صلاة وزكاة وصوم، وتبارك جل وعلا ما فرضها علينا من عبث فقد كان لكل فريضة سبب فالصلاة أمرنا بها خمس مرات يومياً لتنقينا من الذنوب الصغيرة التي نرتكبها خلال النهار حتى يأتي العبد في نهاية يومه خالٍ من الآثام حتى كل حركة من حرمات الصلاة لها تأثيرها الصحي المكتشف حديثاً على الجسم، والصوم أمرنا به شهراً في العام ليخلصنا من السموم المتراكمة في جسمنا خلال العام بأكمله.

قال تعالى: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”

تبارك الله جل وعلا وله الكمال خلق كل شيء في هذه الحياة على أكمل وجه ولك وظيفته وسبب لوجوده، حين نتأمل آيات خلقه في الكون ونستشعر عظمته وندرك الغايات التي خلقنا لأجلها ولدت فينا طمأنينة نحصد أثرها سعادة وراحة في الدنيا والآخرة، فهو وحده المستحق بالعبادة والتقديس، وهبنا كل شيء ولم يطلب منا سوى عبادته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Select your currency
USD دولار أمريكي