كل شيء في هذا الكون يحتاج مقومات ليستمر على قيد الحياة…. إنسان وحيوان ونباتات حتى أعضاء جسمنا تحتاج إلى مقومات لتتابع عملها فالجسم يحتاج الغذاء والماء ليبقى موجوداً والقلب يحتاج إلى ما يبقيه على قيد الحياة وحياة القلوب تكمن في محبة الله عز وجل ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم واتباع سنته ونهجه في الحياة.

“يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون”.

حياة القلوب، فتبـارك الله ما سمى القـلب قلبـاً إلا لكثـرة ما يتقـلب بين الخيـر والشـر … الحـلال والحـرام …

فالقـلب أسـاس الجسم إذا صـلح القـلب صلح باقي أجزاء الجسم وإذا فسـد فسدت باقي الأجزاء قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ألَا وإن في الجسد مضغةً، إذا صلَحت صلَح الجسد كلُّه، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب”

حياة القلوب

أسباب موت أو مرض القلب:

قد نتبع في أسلوب حياتنا عادات مغلوطة تتسبب في تعب الجسم أو مرضه وهناك بعض العادات التي تؤدي إلى مرض القلب منها:

كثرة الذنوب والآثام التي يرتكبها الإنسان في حق نفسه وقلبه مما يؤدي إلى تعب القلب نتيجة مصارعته للخير والشر ونزوعه للفطرة التي خلقه الله تعالى عليها

ولقد كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – وهو رسول الله المعصوم يكثر من دعاء ربه: “اللهم يا مقلب القلوب ثَبِّت قلبي على دينك

مخالطة الناس الفاسدة البعيدة عن رب العالمين وطريق رسوله الكريم التي قد تشد الإنسان إلى ارتكاب المعاصي والأخطاء وتبعده عن سبيل الهداية والرشاد

” ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا”

ومصاحبة رفاق السوء التي تؤثر على حياة الإنسان وسلوكه في الحياة وقد تودي به إلى الهلاك

فإذا أراد الإنسان أن يختار صحبة فليحرص أن تكون من أهل الذكر ليس من أهل الغفلة.

الابتعاد عن الالتزام بعبادات الله المفروضة وسنن النبي محمد عليه الصلاة والسلام والغاية التي خلقنا لأجلها فالقلب العامر بالإيمان ومحبة الله ورسوله يكون مصفح ضد مغريات الحياة ووساوس الشيطان أما القلب المليء بحب الحياة والشهوات يكون لقمة سائغة للشيطان وجنوده

 قال الله تعالى“: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون”

تجنب النظر إلى المحرمات

كما في الحديث: “والنظر سهم مسمون من سهام إبليس، فمن غض بصره لله أورثه الله حلاوة يجدها في قلبه إلى يوم يلقاه”

فالنظر إلى المحرمات يورث في القلب ظلمة وغشاوة تبعده عن الإحساس بحجم الذنب الواقع فيه

وقال تعالى:” قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ  

لغو الحديث يغذي حياة القلوب

الإكثار من الكلام الذي لا فائدة ترجى منه ولايسبب للإنسان إلا كثرة الذنوب والمشاكل مع من حوله

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من خطورة كثرة الكلام فيما لا ينفع فقال: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت”

علاج مرض القلب

القلب مثله كسائر أعضاء الجسم التي تتطلب العلاج عند تعرضه للمرض أو التعب ومن وسائل وطرق علاج القلب:

*ذكر الله تعالى وتدبر القرآن الكريم فهو منهجنا وطريقنا في الحياة

فقد أنزله الله إلينا لنستدل به على طريق الصلاح والصواب وأمرنا أن نلتزم تلاوته وأوامره.

الابتعاد عن مواطن الفتن والذنوب

فتجنب الفتن ومحاربة النفس للابتعاد عنها يزكى النفس ويجعلها تنفر وتستغرب كل ما يؤذيها.

مصاحبة الناس الأتقياء التي تدلنا على طريق الله وترشدنا للصواب

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”..

مجاهدة النفس على الطاعات

غالبة أهواء النفس ومحاربتها من أجل الابتعاد عما يدمر القلب ويؤذيه وإجبارها على القيام بواجباتها تجاه خالقها حتى تصل إلى مرحلة السمو والرقي الإيماني في الدنيا والمفازة بالجنة في الآخرة

قال رب العزة سبحانه وتعالى: “وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإِن الجنة هي المأوى”

حياة القلوب

من يعش حياته في رضا الله ونهج رسوله الكريم يحيا حياة ملؤها الرضا والبهجة والقلب المؤمن النابض بالإيمان يعلم أن الدنيا هي جنته المؤقتة التي يعيش فيها صابراً على مصاعب الحياة حتى يصل إلى جنة الله في الآخرة التي فيها النعيم الأبدي والحياة الحقيقة للقلب المؤمن.

نسأل الله أن يرزقنا قلباً حياً نابضاً بالإيمان مخلصاً لله ورسوله الكريم.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Select your currency
USD دولار أمريكي