المسلم هو الذي يحرص على خشية الله كسب رضا الله تعالى، ويخاف من عذابه سبحانه وتعالى فيسارع إلى الخيرات ويجتنب المنكرات وارتكاب المعاصي والذنوب، فلا يجب على العبد إذا أذنب أن يقنط و ييئس من رحمة الله بل يرجو رحمة الله ويتوب عن ذنبه ويعمل الطاعات وإن الله عز وجل هو من يغفر الذنب ويقبل من تاب إليه وأناب. فلا يجب على المؤمن الحقيقي أن يقنط من رحمة الله ولا أن يأمن عذابه بل عليه أن يحرص دائماً على أن يجمع بين الخوف من الله والرجاء.

قال تعالى:

“أولئك الذين يدعون يبتغون إِلى ربهم الوسيلةَ أيهُم أَقْربُ وَيرْجونَ رَحمته وَيَخافونَ عَذابهُ إِن عَذابَ رَبِكَ كَانَ مَحذورًا”

الخشية من الله

خشية الله تعالى والرجاء له

الخوف والرجاء عبادتان عظيمتان من عبادات القلوب يتقرب بها العبد من ربه ولا تكونان إلا لله عز وجل وليس لهما عمل ظاهر على الجوارح، وكيف لا يخاف العبد من ربه والله بيده كل شيء، فمن خاف غير الله عز وجل فقد أشرك بالله والعياذ بالله، ولقد أعد الله لمن يطيعه ويسمع أوامره جنات ونعيم دائم، بينما أعد لمن يعصيه ويخالف أوامره عذاب أليم.

قال سبحانه وتعالى نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عذابي هُوَ العذاب الأليم

آيات عن خشية الله في القرآن الكريم.

خشية الله

أسباب تبعث على خشية الله والرجاء له

تدبر آيات الله تعالى

فما أحوج الإنسان إلى تدبر كلام الله عز وجل واستشعار نعم الله عليه، قال الله تعالى: “كتاب أَنزلْناه إِليكَ مبارك ليدبروا آياته وَليَتذكر أولوا الألبَاب”

ومن صفات الله تعالى أنه هو الرحيم والغفور، كما قال تعالى: “نَبِئْ عِبادِي أَنِي أَنَا الْغفور الرحِيمُ”

الإيمان بالله ووصفاته وأسمائه

ولله تعاله تسعة وتسعون اسماً، مع ذلك لا يكتمل إيمان العبد إلا بالإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته، فالله هو الرقيب هو القادر والمقتدر هو الرحمن الرحيم هو القاهر والقهار هو العزيز العليم، فمن آمن بهذه الأسماء وعلم معانيها سيعرف أن الله مطلع على أمور عباده لا تخفى عليه خافية، فلا يعصي له أمرا ويمتثل لأوامره وطاعته.

قال ابن القيم رحمه الله: (كلما كان العبد بالله أعلم كن له أخوف).

التفكر بالمعاصي والذنوب

فلا يصر المسلم على المعاصي والذنوب بل يقبل إلى الله تعالى مع ذلك يتوب إليه والله غفور رحيم يحب التوابين ويغفر الذنوب والمعاصي، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يبسط يده بالليل، ليتوب مسيء النهار. ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها.

بينما توعد الله سبحانه وتعالى من يصر على المعاصي وارتكاب الكبائر والمحرمات بالعذاب الشديد، قال عليه الصلاة والسلام:(لعن الله آكل الربا وموكله)، كما وقال عليه الصلاة والسلام: (لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه).

تقوى الله سبحانه وتعالى

بالإكثار من الطاعات واجتناب المنكرات والمحرمات، وهذا يزرع الخوف في قلب العبد، ويشغل النفس بمحبة الله وابتغاء رضوانه

السجود من الله

ثمرات الخوف من الله تعالى والرجاء

سبب من أسباب دخول الجنة

والعبد عندما يهم إلى ارتكاب ذنب أو معصية فإن خوفه من الله يردعه عن ذلك، وأما من عصا فإنه سيتوب ويستغفر الله وهذا سبب لدخول جنة النعيم التي وعد الله عباده. قال سبحانه وتعالى:” وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ”

خشية الله سبب لنيل رضا الله ومحبته

قال الله سبحانه: “تَتَجَافَىٰ جنُوبهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَهمْ خوفًا وَطَمعًا وَمما رزقنَاهمْ يُنفِقون*َفلا تعلَم نفس ما أخفيَ لَهُم مِّن قرَة أَعين جزاء بما كَانُوا يَعْمَلُونَ “

سبب لمغفرة الله تعالى

قال سبحانه وتعالى: “إنَ الذِينَ يخشون ربهم بِالغَيبِ لَهُم مَغفرَة وأَجر كَبير”، فمن يخاف الله في السر والعلانية هم من يستحقون مغفرة الله ورضوانه

 الخوف من الله والرجاء.

قال ابن القيم رحمه الله: “الرجاء حاد يحدو بالراجي في سيره إلى الله، ويطيب له المسير ويحثه عليه ويبعثه على ملازمته، فلولا الرجاء لما سار أحد، فإن الخوف وحده لا يحرك العبد وإنما يحركه الحب ويزعجه الخوف ويحدوه الرجاء”

نهايةً، لا تقنطوا من رحمة الله لكم ولا تأمنوا عذاب الله إن أذنبتم بل احرصوا دائما على أن تكونوا بين الخوف من الله ومن عذابه الشديد وبين رجاء عفوه ورحمته، والحمد لله رب العالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Select your currency
USD دولار أمريكي