الأسرة السعيدة هي حلم كل واحد منا وهي أساس الحياة الهانئة، فمن منكم لا يحلم بأسرة سعيدة وأبناء صالحين، مع ذلك فإن أساس الأسرة السعيدة هي اختيار زوجة صالحة، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنئ.

ولكن لا يكفي فقط أن تكون الزوجة صالحة لتكون الأسرة سعيدة بل يجب أيضا أن تكون الأسرة قائمة على مبدأ الاحترام بين أفردها، فالاحترام هو دليل على الاهتمام والحب وهو علامة تقدير ومحبة ومودة بين الزوجين، واحترام الزوج لزوجته هو أمر ضروري، وقد كرم الله سبحانه وتعالى المرأة وأمر بمعاملتها بالمعروف واللطف والمودة، عن أيي هريرة رضي الله عنه، أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: “استوصوا بالنساء خيرا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه: فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا”.

الاحترام هو جوهر الحياة الزوجية السعيدة وأساس الحياة الهانئة

معنى احترام الزوجة

واحترام الزوج لزوجته يعني أن يحترم حقوقها التي شرعها الله تعالى كاملة دون نقصان، واحترام رأيها وخصوصيتها ورغباتها، وتقديرها وتقدير اختياراتها ما دامت هذه الاختيارات والرغبات تهدف إلى إرضاء الله تعالى، كما يعني أيضا احترام قيمتها ومشاعرها ونفسيتها وعدم السخرية أو الاستهزاء منها والحرص على إرضائها وإسعادها دائما.

احترام الزوجة في الإسلام

أوصى الإسلام الرجل بزوجته خيرا، مع ذلك حث الزوج على الإحسان إلى زوجته ومعاملتها معاملة حسنة وكريمة، فلا يهينها ولا يذلها ولا يجرحها بالكلام، كما وحذر الرسول عليه الصلاة والسلام من ظلم النساء، ويوجد الكثير من الأحاديث التي تدل تتحدث عن احترام الزوج لزوجته ومنها:

• قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم”.
• قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”.
• عن معقل بن يسار قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة”.
• عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان معه غلام له أسود ، يقال له: أنجشة، يحدو، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك يا أنجشة رويدك بالقوارير”.
• قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله”

حق الزوجة على زوجها

وللزوجة على زوجها حقوق وواجبات شرعها الإسلام، مع ذلك يجب على كل وحد منهما أن يؤدي حقوق لآخر، ومن حقوق الزوجة على الزوجها:

المهر

والمهر هو حق الزوجة على زوجها عند عقد الزواج، مع ذلك شرعه الله عز وجل إكراما للمرأة وتقديرا لها، فلا يحل لأي أحد أن يأخذ منه شيئا إلا برضا الزوجة.

قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۚ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ۚ ذَٰلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ۖ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”.

قال الله تعالى: “وآَتوا النِّساء صَدقاتِهِنَّ نِحْلة فإن طِبْنَ لكم عن شَيء منه نفسًا فكُلُوه هَنِيئًا مَرِيئًا”

وقال الله تعالى: “وإنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وآَتَيْتُمْ إِحْداهِنّ قِنْطارًا فَلا تَأخُذوا مِنْه شَيئًا أتأخذونه بُهتانًا وإثْمًا مُبِينًا * وكَيْفَ تَأخُذونَه وقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقًا غَلِيظًا”

النفقة

تعتبر النفقة من حق الزوجة طالما لا تزال تحت إطار الحياة الزوجية، مع ذلك يجب على الزوج توفير النفقة من ملبس ومأكل ومشرب وغيرها من نفقت الزوجة، قال الله تعالى: “وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ”، وقال الله سبحانه تعالى: “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ”
مع ذلك فإن إنفاق الزوج على زوجته هو أكبر دليل على احترامه ومحبته لها.

حسن المعاشرة

على الزوج أن يحسن معاملة زوجته فيكرمها ويعاملها بالمعروف وأن يصبر عليها ويتحمل ما قد يصدر منها ، مع ذلك فإن معاملة الزوج الحسنة تزيد من المحبة والألفة بينه وبين زوجته، قال الله تعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيراً”

قال الله سبحانه وتعالى: “وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ”

السكن

وإن من حق الزوجة على زوجها أن يوفر لها مسكنا مريحا لها على قدر سعته، قال الله سبحانه وتعالى:” أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى  .”

حقوق الزوج على زوجته

على المرأة أن تحترم زوجها وتطيع أوامره ولا تخالفه إن كان على حق وتحاوره إن كان على خطأ، وعليها أيضا أن تحفظه في غيابه وتحترم أهله وناسه

يجب على المرأة أن تعطي زوجها جميع حقوقه أثناء الجماع وذلك بعد إتمام العقد الشرعي.

عدم الخروج من المنزل إلا بإذن الزوج.

تلبية كافة احتياجات المنزل وخدمة الزوج مثل تنظيف المنزل وغسل ملابسه.

الإحسان إله أهله والإحسان لهما.

التزين للزوج والتطيب له، والسهر معه في حال مرضه.

التبسم له وملاقاته بوجه بشوش عند عودته من العمل، والتخفيف عنه عند تعرضه لأي ضغط نفسي.

وأخيرا نعلم أن الإسلام حفظ حقوق كل من الزوج والزوجة، وأن الاحترام المتبادل بين الزوجين هو المفتاح الأساسي للحصول على أسرة سعيدة وبالتالي ستجد الحياة الزوجية السعيدة التي كنت تبحث عنها.