معنى اسم الجبار لغةً: الجبار هو العظيم، القوي، قال الله تعالى(إن فيها قوما جبارين) المائدة:22 وأراد بذلك أنهم أصحاب قوة وعظمة وطول.
ويستخدم لفظ الجبروت بمعنى الكبرياء ومنه قوله تعالى(ولم يجعلني جبارا شقيا) مريم:32، أي: لم يجعلني متكبر على عبادة الله سبحانه وتعالى.
معاني اسم الله الجبار
اسم الله الجبار له أربعة معان:
1-المعنى الأول:
هو الله الذي يَجبُرُ الضعيف ويجبر كل قلب منكسر ويُغني الفقير، ويُيسر للمعسر كل عسير، ويجبر المصاب بالتوفيق للثبات والصبر ويعوضه على مصابه بأعظم الأجر ، مع ذلك يجبر جبراً خاصاً قلوب الخاضعين لعظمته وجلاله، فقلوب المنكسرين لأجله جبرها قريب وإذا دعا الداعي، فقال:(اللهم اجبرني) فإنه يريد هذا الجبر الذي حقيقته إصلاح العبد ودفع المكاره عنه. عنه.
2-المعنى الثاني:
أنه القهار لكل شيء، الذي يدان له كل شيء، ويخضع له كل شيء.
3-المعنى الثالث:
أن الله العلي على كل شيء فاصبح الجبار متضمناً لمعنى الرؤوف والقهار والعلي.
4-المعنى الرابع:
قد يُراد به معنى رابع وهو المتكبر عن السوء والنقص، وعن مُمَاثَلَةِ أحد، وعن أن يكون له ضد أو كفؤ أو سَمِيّ أو شريك بخصائصه وحقوقه.
لماذا لم يسمي الله نفسه باسم الجابر بدلا من الجبار؟
أن الجابر يجبرك مرة واحدة، لكن الجبار كثيرالجبر، ولهذا لا نستطيع أن نطلق اسم الجبار على أحد من الخلق، إنها صفة من صفات الله لكي يظل اسم “الجبار” يعمل في حياتنا، مع ذلك يخلق المنكسرين والضعفاء والأذلاء لكي يلجئوا إليه فيجبرهم، فيحبوه،فيتحقق مرد الله من الكون.
يقول الله تعالى : (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولأتى بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم(
اسم الله الجبار في القرآن الكريم
تم ذكر اسم الجبار في موضع واحد بسورة الحشر حيث قال الله جل جلاله(هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون).
الأحاديث التي ورد فيها اسم الله الجبـار:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي قال: (تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلاً لأهل الجنة)
وقالوا معنى (يكفؤها الجبار بيده)،أي:يميلها من يد ليد حتى تجتمع وتستوي.
فلماذا استخدم اسم الجبار في هذا الحديث؟لأنه فيه دلالة على قهره سبحانه وتعالى، مع ذلك فيوم القيامة يقول الله جل جلاله (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) غافر:16 فيتناسب هذا مع هذا المقام أنه مقام عزة وجبروت.
الدعاء باسم الله الجبار
من دعاء الطلب والمسألة باسم الله الجبار، عن عبد الله بن عباس”رضي الله عنه” أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول (اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني) الترمذي يقولها بين السجدتين، فالجبر هو جبر للمكسور ونحو ذلك، فمن جبر الله مصيبته رد عليه ما ذهب منه.
وعن عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه(سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة) سنن أبي داود والمقام واضح لماذا يستخدم هذا الاسم في هذا المقام فلا شك هذا مقام ذل وافتقار لله سبحانه وتعالى.
تأملات في معنى اسم الله الجبار :
إذا تأملنا بالمعنى الأول لهذا الاسم الجليل ( جبر الرحمة ) فإن المسلم يشعر بأن الله هو الذي يجبر المنكسرين والمظلومين والمحرومين ، مع ذلك فكل احد أُهين أو كُسر وهو مظلوم له الجبار الذي يجبر المكسور ويصلح الأمور.
مع ذلك فكل فقير أنهكه فقره، وكل أرملة تربي عيالها ،وكل يتيم حرم من أباه ، كل موظف أو عامل ظلمه مديره بالخصم أو بطرده أو بالتعسف معه،وكل من خدع وأخذ ماله بالنصب والاحتيال ، وكل امرأة ظلمها زوجها ظلما شديدا وألحق الأذى بها، من لهؤلاء سوى “الجبار”؟
فلن يلجأ له عبد بذله وانكساره ومظلمته إلا وينصره لأنه سمى نفسه بالجبار.
فوائد اسم الله الجبار
إذا يذكر العبد اسم الله الجبار تظهر الهيبة عليه.
يجبر الله كسر الضعيف.
الله المتجبر على الظالم.
ويجب أن يكون المؤمن خير من اتصف بهذه الصفات العظيمة، مع ذلك فالمؤمن عند قراءته اسم الله الجبار يترسخ بعقله ألا يظلم، ولا يجور، ومن يردد اسم الله الجبار يحفظه الله من بغي وظلم الجبارين.
اسرار اسم الله القهار
وإذا أراد المؤمن أن يتخلق بخلق القهار فعليه أن يقهر نفسه وشيطانه، والرجوع إلى الله الواحد القهار، بالاستسلام في كل الأمور، وقد قال العارفون: إن المقصود من ذكر اسم القهار هو أن تقهر شهوتك وغضبك، مع ذلك ترجع إلى الله، وأن تتعود الرحمة بخلق الله، وهذا يذكرنا بقوله عز من قائل في سورة الضحى: “فأما اليتيم فلا تقهر”
خلاصة اسم الله الجبار
إن الجبار الحقيقي هو الله، فهو الذي لا تناله الأفكار، مع ذلك لا تحيط به الأبصار، ومهما وصفت الله عز وجل فهو غير الذي وصفت.
كل شيء خطر في بالك فإن الله بخلاف ذلك، الجبار الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى، لأن اية جهة في الأرض لا يمكن أن تحيط فيه، و لا يمكن أن تعرفه، بالإضافة إلى أن انبياء الله يعرفونه معرفة نسبية، فلا يعرف الله إلا الله، فهو الذي لا تناله الأفكار، ولا تحيط به الأبصار.