بر الوالدين هو سبيلك للنجاة والفوز برضوان الله، فرضا الوالدين من رضا الله عز وجل، فقد ورد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد، كما أن فضل بر الوالدين في حياتنا من المواضيع العظيمة التي أشارت الشريعة الإسلامية إلى أهميتها، فإن أقصى درجات الإحسان إلى الوالدين البر بهما وطاعتهما والتذلل لهما حيث أكد الإسلام على ضرورة البر بالوالدين والإحسان إليهما فهما من ربياك وقاما برعايتك والعناية بك وأنت صغير.
مفهوم البر بالوالدين
البر هو الخير ومعنى بر الوالدين هو طاعتهما واحترامهما ومساعدتهما دائما وتلبية جميع متطلباتهما في حياتهما وبعد مماتهما.
حثنا الله سبحانه وتعالى على البر بالوالدين.
قال تعالى: “وَقَضَىٰ رَبُكَ أَلَا تعبدوا إلا إِيَاهُ وبالوالدين إحسانا إِمَا يبلغن عِندَكَ الكبر احداهما أو كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لهما أُف وَلَا تنهرهما وَقُل لَهُمَا قولاً كريما * واخفض لَهُمَا جَنَاحَ الذل مِنَ الرحمة وَقُل رَبِ ارحمهما كَمَا رَبَيَانِي صغيرا”
فضل بر الوالدين في حياتنا
لقد أكد دين الإسلام على أهمية بر الوالدين وجعلها من أعلى وأفضل الأعمال التي تدخل صاحبها إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فهو السبيل للتقرب من الله ووسيلة لزيادة الرزق وتفريج الهم والكرب.
كما أن بر الوالدين أيضا من أعلى درجات الإحسان التي تمنح البار بوالديه السداد والتوفيق في أمور الدنيا والآخرة معا ويكسب الاجر والثواب من الله تعالى. ودعاء الوالدين للابن البار هو أجمل هدية يحصل عليها الإنسان في حياته.
آيات من القرآن الكريم تدل على فضل بر الوالدين في حياتنا
سورة البقرة
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ)
في سورة الإسراء
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)
في سورة العنكبوت
(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون)
فضل بر الوالدين في حياتنا من خلال السنة النبوية
جاء رجل إلى النبي ﷺ فاستأذنه في الجهاد، فقال ﷺ: (أحي والداك؟). قال: نعم. قال النبي: (ففيهما فجاهد)
وروى عليه الصلاة والسلام:(من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله)
حقوق الوالدين
لقد قدم الوالدين للابن الكثير من التضحيات الكبيرة؛ وذلك من أجل سعادته وراحته ولكي يشاهداه في أحسن حال وأفضل مكانه لذلك فإن الوالدين من أحق الناس بشكر أبنائهم وتقديرهم بسبب ما قدماه في سبيل سعادة الأبناء، ومن أهم الحقوق الواجب تقديمها للوالدين:
- معاملتهما برفق ولين والتواضع لهما
- الطاعة وتلبية أوامرهما وعدم إظهار الضيق من طلباتهما مهما كانت كثيرة
- خفض الصوت عند الحديث معهما واستعمال أجمل الحديث عند الحديث معها وألطف الكلام
- كثرة الدعاء لهما بالغفران والرحمة
بر الوالدين بعد موتهم
واجب على المسلم أن يبر والديه في حياتهما ويجب عليه أيضا أن يبرهما بعد مماتهما فهما بحاجة لبره بعد موتهما أيضا وذلك بأن يدعو لهما بالمغفرة والرحمة، فقد حث الله سبحانه وتعالى المسلم أن يدعو لوالديه في جميع الأوقاتفضل بر الوالدين
البار بوالديه يحصل على الكثير من الفضل والخير وقد دلت الكثير من النصوص الشرعية على فضل بر الوالدين.
رضا الله سبحانه وتعالى في رضا الوالدين: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي قال: (رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين)
كما أن بر الوالدين من أهم أسباب تفريج الهموم والكروب والنجاة من مصائب الدنيا والأحزان
ويعتبر بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله وقد دل الحديث على ذلك
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود قال: سألت النبي أي العمل أحب إلى الله؟ قال: {الصلاة على وقتها}. قلت: ثم أي؟ قال: {بر الوالدين}. قلت: ثم أي؟ قال: {الجهاد في سبيل الله} [متفق عليه].
- من أهم الأعمال التي تدخل القائم بها الجنة:
حيث جاء في الحديث أن أبي هريرة عن النبي قال: {رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه}، قيل: من يا رسول الله؟ قال: {من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة} [رواه مسلم والترمذي].
كيف نحصل على فضل بر الوالدين في حياتنا
ويتم البر بالوالدين من خلال صور وأمور عديدة منها:
- إكرامهما والإنفاق عليهما والدعاء لهما بالمغفرة والرحمة
- صلة أرحام الوالدين والإحسان إليهم وتفقد أحوالهم
- مجالسة الوالدين وعدم الملل أو الضجر من سماع أحاديثهما والعناية بهم.
- التكلم معهما بأسلوب حسن وبود ورحمة والسعي دائما لنيل رضاهما والابتعاد عن كل ما يؤذيهما أو يدخل الحزن إلى قلبهما.
في النهاية لما سبق أحبتي وإخوتي في الله نعلم أن بر الوالدين أمر رباني وواجب إنساني، وهو أقل فعل من الممكن أن نفعله نحو آبائنا وأمهاتنا لنرد لهم جميل صنعهم وتقديرا لجهودهم العظيمة التي بذلوها من أجلنا، فسارعوا لكسب رضاهم والفوز برضا الله فرضاهما من رضى الله وسخطهما من سخط الله.