يولد الإنسان وأمامه خياران إما أن يكون قائد أو يختار أن يكون تابع، والقيادة ليس بمعنى أن تكون زعيما لدولة أو منظمة ما وإن كان هذا شكلا من أشكال القيادة، إلا أن مفهوم قائد نقصد بها أن تكون شخصا قائدا لحياتك.
قد تبدو كلمة تابع مزعجة، لكن في الواقع الأغلب أختار أن يكون تابعا لأنه لا يريد ببساطة أن يتحمل مسؤولية القيادة وما تطلبه منه ومن جهد للحفاظ على هذه المسؤولية التي قد يكون ثمنها باهظ في البداية، فالإنسان غالبا ما يسعى إرضاء لنفسه (الإيجو) أن يبقى في منطقة الراحة، ولكن على المدى الطويل يكون الشخص التابع شخصا يشبه الآلة التي توجه من قبل الآخرين، فأحلامه متواضعة، لا يملك أن يعبر أن رأيه أو يختار، ينتظر نهاية كل شهر أن يقبض راتبه الذي تلقاه نظير تنفيذه لأوامر الآخرين، وبالرغم من ذلك فهو لا يستطيع العيش خارج حدود ذلك الراتب الذي ارتضاه لنفس وإذا حاول فإنه يدخل في دوامة أخرى
في حين أن القائد، هو شخص يملك حريته تماما، يعيش وفق قواعده ومبادئه، هو من يقرر، وهو من يدير دفة حياته، نعم لا تكون بداية كل قائد مفروشة بالورد، فإن وصوله لهذا المستوى تطلب منه جهدا بدنيا ونفسيا، تطلب الخروج من منطقة راحته، اختار أن يعمل في الوقت الذي اختار فيه التابعون النوم، اختار أ ن يحقق أحلامه في حين بقى التابعون في فراشهم يحلمون، يوهمون أنفسهم بسعادة مزيفة.
لكل مهمة نتيجة، إلا أن أحدها متعبة وشاقة لكنها تعليك، والأخرى سهلة ويسرة لكنها تقصيك، فأيها تختار