خلق الله عزوجل النفس البشرية بشكل متكامل متوازن، على أكمل وجه، وخلق فينا كمية كبيرة من المشاعر والعواطف والانفعالات تنتج في داخلنا نتيجة مواقف قد تصادفنا في حياتنا أو لقاءات مع أشخاص من محيطنا أو صدمات قد نتعرض لها تتحكم بنا وبطريقة تصرفنا أو تعاملنا مع المحيط من حولنا وتؤثر في شخصيتنا ونفسيتنا وقد يصل تأثيرها على أجسادنا أيضاً.

توجد في النفس البشرية عدد كبير من المشاعر منها مشاعر إيجابية ومشاعر سلبية ولكل منها تأثيرها على الإنسان.

أنواع المشاعر
أنواع المشاعر

المشاعر الإيجابية

السعادة

هي الحالة الفطرية التي يسعى الإنسان إلى تحقيقها بشتى الوسائل لما لها من انعكاسات على النفس البشرية وعلى المحيط من حوله، فالسعادة معدية فعندما يجلس شخص مع آخر سعيد لا إرادياً تنتقل إليه مشاعر السعادة، وأيضاً للسعادة تأثير على الصحة الجسدية للإنسان لإن الإنسان يكون في حالة راحة نفسية وهدوء وطمأنينة وبالتالي يقوم بأمور تساعده على زيادة هذه الحالة عنده مثلاً لعب الرياضة والخروج في نزهات والرقص أو التقاء مجموعة من الأصدقاء, وعندما يكون الشخص سعيداً يتعامل مع محيطه بنفس الأسلوب الذي ينتقل إلى عدد كبير من الناس.

والسعادة الحقيقة لا تتحقق إلا بالقرب من الله والقيام بما أمرنا به من العبادات والابتعاد عن نواهيه والرضا بما قسمه الله للعبد فينال الإنسان سعادة الدارين وينعم بقلب مطمئن وروح سعيدة قال تعالى: “وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ “

الحب

إن الله عز وجل يخلق الإنسان بقلب نقي يملأه الحب تجاه جميع من حوله فأول حب يفتح الإنسان عينيه عليه هو أمه ثم أبوه وأخوته يكبر وتكبر معه رقعة المحبة تجاه عائلته وأصدقائه ومعارفه، إن انتشار المحبة هي اللبنة الأولى والأساسية في بناء مجتمع سوي ومتكامل فعندما يعمل الإنسان بحب يسعى إلى تقديم أحسن وأفضل ما لديه.

والحب النقي يجعل الإنسان يتمنى لأخيه المؤمن أكثر ما يتمنى لنفسه من الخير.

التفاؤل والأمل

مشاعر التفاؤل تنبع من المصدر الأساسي لها في القلب وهو الإيمان بالله وقضاءه والتسليم المطلق له وقد دعانا الإسلام وحثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على التفاؤل والأمل بالله والابتعاد عن التشاؤم لأنه يفتح سبيل لسيطرة الشيطان على الإنسان.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا طِيَرَةَ، وخَيْرُها الفَأْلُ. قالوا: وما الفَأْلُ؟ قالَ: الكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُها أحَدُكُمْ”

أنواع المشاعر
أنواع المشاعر

المشاعر السلبية

الحزن

هي حالة من المشاعر السيئة التي تسيطر على الإنسان تسيطر عليه نتيجة لموقف يتعرض له أو فقد للعمل أو شخص ما وقد تتمثل حالة الحزن التي يعيشها الإنسان بمزاج متعكر وربما عصبية ورغبة في العزلة والابتعاد عن الناس كافة، وللحزن انعكاسات سلبية على الشخص إن كانت على صحته الجسدية فالحزن يسبب ضغطاً على كافة أعضاء الجسم فربما يصاب الحزين بألام في الرأس أو على غيره من الاوجاع وتنعكس على من حوله  فالإنسان الحزين يسبب توتراً لكل من حوله لأنه يكون غير متزن أو مرتاح.

إن الإسلام نهى الحزن لما فيه من آثار سيئة على المسلم وقد تعوذ منه الرسول عليه الصلاة والسلام فقال:اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ

وللخروج من الحزن علينا بالاستغفار والإيمان بالله والتوكل عليه ومحاولة التخلص منه لمنع وسوسات الشيطان من السيطرة علينا.

الغضب

هو حالة انفعال سريعة وقوية تصيب الإنسان ويتحول إلى شخص عدواني قد يتسبب بأذية نفسه ومن حوله إن لم يستطع كبح جماح غضبه والسيطرة على نفسه وله تأثيرات خطيرة على الجسم فإن جسم الشخص الغاضب ضعيف ربما يتسبب بنوع من الجلطات أو الأزمات النفسية والصحية طويلة الأمد.

لقد حثنا الإسلام على ضبط النفس عند الغضب لما يترتب عليها حالة من الندم بعد الهدوء وذهاب الغضب عن الإنسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ليس الشّديد بالصّرعة، وإنّما الشّديد الذي يملك نفسه عند الغضب

وأمرنا بالاستعاذة من الشيطان وتغير وضعية الشخص الغاضب فإن كان جالساً ليقف ونصحنا بالوضوء لان الغضب من الشيطان والشيطان من النار وتطفئه الماء.

أنواع المشاعر
أنواع المشاعر

الإحباط واليأس

هي حالة من المشاعر التي يعيشها الإنسان نتيجة فشله في تحقيق مشروع ما أو هدف يعجز عن الوصول إليه فيسيطر على الشخص شعور بأنه إنسان فاشل غير صالح للقيام بأي شيء وينعزل عن الناس ويتجنب القيام بأي خطوة جديدة مخافة الفشل مرة أخرى فيفقد الثقة بنفسه وبالقدرات التي عنده.محاربة هذا الشعورومقاومته لما له من آثار سلبية على الشخص قد تودي به إلى الانتحار. عن طريق ممارسة الرياضة أو الخروج الى الطبيعة وتجربة شيء جديد بعيدا عن تجربته السيئةالتي خاضها سابقا

علينا أن نتخذ من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قدوة لنا في ذلك فهولم ييأس ويستسلم في الدعوة الإسلامية عندما لم يستجب له الجميع في البداية بل مضى في طريقه يتابعه دعوته.

هذه بعض التأثيرات النفسية والمشاعر التي خلقها الله فينا وجعل لكل منها سبب ووقت قد نمر بها جميعها أو بعضها وهي شيء طبيعي لأن المشاعر لا تكون نفسها في جميع المواقف التي نتعرض لها ولكن علينا معرفة التعامل معها وكيفية السيطرة عليها وألا ندعها تسيطر علينا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Select your currency
USD دولار أمريكي