تواجه الإنسان خلال مسيرة حياته العديد من المشكلات تختلف من حيث نوعها وحجمها وسببها وطرق إدراكها والتعامل معها، فمن الواجب علينا السعي لحل هذه المشاكل لتجنب تفاقمها وتحولها إلى مشاكل أكبر قد يصعب علينا حلها، ولسهولة إيجاد حل مناسب وسريع للمشكلات على الإنسان أن يمتلك مهارة إدارة المشكلات وحُسن التعامل معها في الوقت المناسب.
قد تواجه الإنسان المشاكل في حياتنا الأسرية أو العملية أو الاجتماعية لذلك وجب علينا التعامل معها برفق وعدم التهور والتصرف بطيش وعدم حكمة في حلها.
مهارات إدارة المشكلات
على الإنسان في الخطوة الأولى هي معرفة ماذا تعني المشكلة بالنسبة إليه ( وضع غير مناسب له أو موقف مع الأخرين أو أسئلة غامضة عليه )فعند معرفة ماهية المشكلة يستطيع عندها السعي لإيجاد حل مناسب لتلك المشكلة.
تحديد المشكلة
قد يتعرض الإنسان لعدة مواقف متتالية فالخطوة الأولى عليه تحديد ماهي المشكلة التي تواجهه وتحليلها بعقلانية ومنطق ليستطيع التوصل إلى حلول، ومشاركة الأخرين وتقبل أراءهم لمساعدته، فقد تكون المشكلة بسيطة ويستطيع حلها بمفرده وقد يكون بحاجة مساعدة من الآخرين.
أسباب المشكلة
إن تحديد أسباب المشكلة هي سبب رئيسي للتوصل إلى حلول مناسبة، مع ذلك فعند معرفة أسباب المشكلة يكون باستطاعتنا تفادي وتجنب الوقوع في هذه الأخطاء مرة أخرى.
وبمعرفة السبب الحقيقي وراء هذه المشكلة يمكننا العمل على إزالة الأسباب الأخرى التي تحجب عنا التفكير بشكل جيد وبذلك التوصل إلى الحل المناسب فلو بقيت الأسباب الحقيقة مجهولة لتوصلنا إلى حل لا يناسب المشكلة التي وقعنا فيها وستزداد المشكلة تعقيداً.
معرفة نوع العقبات
- فقد يترتب على وجود هذه المشكلة عقبات تواجه الإنسان أو عقبات أخرى سوف تواجه في مسيرة الحل فيجب الإلمام بها ومعرفة حجمها لتجنبها.
المتأثرين بالمشكلة
- من مهارات إدارة المشكلات معرفة تأثير المشكلة التي وقعت وما سببت لهم من اذى أو ضرر، مع ذلك فغن فالتعامل مع المشكلة يختلف إن كان تأثيرها قد تجاوز الشخص ذاته وتعداه إلى أشخاص آخرين من حوله فبذلك وجب عليه توسيع رقعة البحث للتوصل إلى حل مناسب للجميع.
صياغة الأفكار لحل المشكلة
بعد جمع المعلومات عن المشكلة تأتي الخطوة التالية وهي وضع أفكار للتوصل إلى حل للمشكلة والسعي للوصول إلى حل منطقي مناسب والابتعاد عن الحلول الصعبة أو المستحيلة، ومحاولةمشاورة الأخرين والتناقش معهم في وضع الأفكار الملائمة.
ويجب على القرارات التي نضعها ان تكون وفق معايير مناسبة كالسرعة في تطبيق القرار وعدم تسببه بمشكلة أخرى أو يؤثر على المحيط من حولنا بالإضافة إلى وضع بدائل للقرارات في حال مواجهة صعوبة على تنفيذها.
وضع خطة لتطبيق الأفكار
- يجب اعتماد منهج وخطة لتطبيق الأفكار التي توصلناإليهالحل المشكلة مما يضمن عدمتكرار المشكلةبالإضافة إلى وضع جدول زمني للقضاء على تلك المشكلة والتأكد من وضع واقعية الأفكار المطروحةوتوزيع المهام على الجميع في حال كان هناك من يساعده على حلها.
البدء بالتنفيذ
- إيجاد الوقت المناسب للبدء بالتنفيذ وعدم التهاون في تنفيذ الخطة الموضوعة والحرص على تنفيذها بدقة تامة وبالوقت المحدد لها.
أساليب تقوية مهارة إدارة المشكلات
على الإنسان أن يواكب عجلة التطور مادام على قيد الحياة وبما أن المشكلات من الغالب أنها سوف تواجهه في كل مجالات حياته فعليه تنمية مهارة إدارة المشكلات لديه وتقويتها ليصل إلى الاحترافية وإتقان كافة الأساليب لحل جميع أنواع المشاكل ومن الأساليب التي يمكن للإنسان اتباعها:
اكتساب معارف جديدة
- كلما زادت المعارف لدى الإنسان في المجالات العملية والاجتماعية كلما زاد مخزونه من المعلومات فيكتسب مهارات أكثر لحل المشاكل مع ذلك بسبب اختلاطه بالمجتمع ومعرفته لطبائع مختلفة من البشر فيتعلم منهمبعض المهارات التي لم تكن موجودة عنده.
مثل القاضي الذي يستطيع حل أي قضية تعرض عليه وذلك بسبب كمية القضايا التي تعرض واكتسابه معارف جديدة في كل قضية تعرض عليه.
الرياضات العقلية
- إن العقل كالجسم بحاجة دائمة إلى تمارين مستمرة كي لا يصاب الجمود والركود فيحافظ على مرونته ونشاطه مثل ممارسة الشطرنج، الأحجيات، الكلمات المتقاطعة وحل المعادلات الرياضية.
التعلم من مشاكل الأخرين
فهناك بعض الأشخاص يملكون خبرة في إدارة المشكلات والتعامل معها بمنطقية وإيجاد حلول مناسب لها فيمكن للإنسان التعلم منهم واللجوء إليهم لأخذ رأيهم وطلب المساعدة والنصح منهم.
الاستفادة من التجارب السابقة
الإنسان الواعي يستفيد من تجاربه السابقة من المشاكل مع ذلك يتعلم مما مر به كي يتجنب الوقوع فيها مرة أخرى وإن وقع بمشكلة ما يكون لديه خبرة سابقة للتعامل معها وحلها بأقل وقت ممكن.
التدرب على التعامل مع المشكلات
على الإنسان التعامل مع المشكلات التي تواجهه بروية وحكمة وعدم الطيش والتسرع في التصرف لأن العقل يكون في حالة غير مستقرة فعليه التدرب على التحكم بنفسه عند المشاكل.
أهمية مهارة إدارة المشكلات
إن مهارة إدارة المشكلات والقدرة على التعامل معها من صفات الإنسان الناجح والقوي فالإنسان الضعيف يتهرب من مواجهة المشكلة ويحاول إلقاءها على غيره.
تنمي بالإنسان الاستقلالية لمواجهة كافة مجريات حياته بنفسه.
تنمية الثقة بالذات
التغلب على صعوبات الحياة
تزيد من قدرة الإنسان على تحمل نتائج وتبعات قرارته.
لا تخلو حياة أي فرد في هذا الكون من المشاكل ولكن تختلف طريقة كل إنسان في التعامل مع هذه المشكلة على حسب معارفه ومعلوماته لذلك وجب علينا إتقان إدارة المشكلات.
هذه المشاكل التي تأتي إلى الإنسان تحمل إليه بعض الرسائل التي عليه مع ذلك عليه مواجهتها أو تجنب الوقوع فيها وبالنهاية يجب على الإنسان أن يعلم أن كل أمر يصيبه هو من عند الله وهو لصالح الإنسان.