إن اسم الله الأعظم من اسماء الله الحسنى يؤمن المسلمون أنهم إذا دعوا الله وسئلوا بهذا الاسم تستجاب دعواتهم، وقد أختلف العلماء في هذا الاسم، فمنهم من قال إنه هو الله، ومن قال إنه الرب، ومنهم من قال إنه اسم الحي القيوم ،إن اسماء الله الحسنى وصفاته لا تعد ولا تحصى، وقد ورد اسم الله الأعظم من بينها، فمن دعاه به استجيب له بأمر الله سبحانه تعالى وأعطاه ما سأل.
الاسم في السنة النبوية
في سنن أبي داود روي: ان الرسول صلى الله عليه وسلم سمع رجل يدعو الله ويقول اللهم اني اسالك بانك انت الله الذي لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فقال النبي لأصحابه: تدرون بما دعا لقد سال الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب.
وقد روي عن اسماء بنت يزيد رضي الله عنهما بما روى أبو داود والترمذي وابن ماجه عنه حديث صحيح:
أن النبي عليه الصلاة والسلام قال ان اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم )سورة البقرة163
وفاتحة آل عمران ( الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) آل عمران12
وقد روي عن سنن ابن ماجه بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال”اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به اجاب في سور ثلاث البقرة وآل عمران وطه“.
رأي أهل العلم في التعريف بالاسم الأعظم
كان رأي العلماء في الاسم الأعظم في ثلاث اقوال وهي فيما يلي:
القول الأول
إنكار الاسم الأعظم من بين أسمائه الحسنى، وذلك لاعتقادهم لا اسم مفضل على اسم آخر فلا يوجد التفضيل بين أسماء الله تعالى الحسنى وقد تكلم هؤلاء القائلين بشأن الأحاديث السابقة الدالة عليه، من خلال ثلاثة أوجه: قالوا إن اعتبار معنى الأعظم هو العظيم فلا وجود للتفاضل بين أسماء الله تعالى في التفضيل.
القول الثاني
أنّ الله سبحانه وتعالى استأثر بالعلم لنفسه في معرفة الاسم الأعظم، ولم يطلع عليه أحد من خلقه، و قال ابن حجر في فتح الباري : استأثر الله تعالى بعلم الاسم الأعظم ولم يطلع عليه احد من خلقه.
القول الثالث
أثبت وجود الاسم الأعظم، وقد جاء اختلاف القائلين بالتعيين على تحديد أربعة عشر اسماً، ذكرها الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه فتح الباري، وهي كما يلي:
(هو الله الرحمن الرحيم الحي القيوم الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام الله لا إله إلا هو الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )
الدعاء بالاسم الأعظم
المسلم يسأل الله عن حاجته، ويلح عليه في السؤال، ويحسن الظن بالله، ويأخذ بأسباب الإجابة، ويتوكل على ربه، ويرضى بما قسم له، والله وعد بالإجابة لمن دعاه على وجه الإطلاق.
ويقول الله تعالى في كتابه العزيز: وقال ربكم ادعوني استجب لكم
وهذا دليل لا مجال للخلاف فيه، والإجابة متحققة بإذن الله عز وجل عند توفر شروط الدعاء وانتفاء الموانع. ويصدق على كل من دعا الله بالأدعية التي وردت فيها ذكر اسم الله الأعظم بأنه قد دعاه باسمه الأعظم لإخبار النبي ﷺ عمن دعا الله بذلك بأنه دعاه باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أعطى، وإذا سأل به أجاب، والمسلم يدعو الله بأسمائه الحسنى عامة، ويتخير منها ما هو بحاجته ومسألته، وقد قال سبحانه: والله الأسماء الحسنى فادعوه بها الأعراف:180، وقال عز وجل: قل ادعو اللَّهَ أَوِ ادعو الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى وَلَا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها واتبع بين ذلك سبيلا الإسراء:110.
قال عبد الرحمن السعدي في تفسيره يقول تعالى لعباده: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) الإسراء:110
أي: أيهما شئتم (ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى) الإسراء:110
أي: ليس له اسم غير حسن، حتى ينهى عن دعائه به، فأي اسم دعوتموه به، سيحصل به المقصود، والذي ينبغي أن يدعى في كل مطلوب، مما يناسب ذلك الاسم.
أشهر الأقوال في تعيين الاسم الأعظم:
1.الاسم الأعظم هو الله وذلك أنه ورد في جميع الأحاديث التي تشير إلى الاسم الأعظم، وإلى هذا القول ذهب جمع من العلماء .
2. إن اسم الله الأعظم هو الحي القيوم قال ابن القيم: فإن صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال، مستلزمه لها، وصفة القيوم متضمنة جميع صفات الافعال، ولذلك كان الاسم الأعظم الذي إذا دعي به اجاب
3.إن اسم الله الأعظم شيء لا يراد به اسم معين ولكن هو كل اسم مفرد أو مقرون مع غيره إذا دل على كل صفاته الذاتية والفعلية أو على معاني جميع الصفات،الصمد، و الحي القيوم، و الحميد المجيد، و الكبير العظيم، و المحيط …
خلاصة في موضوع اسم الله الأعظم
لابد التنويه بأن ليس معرفة الاسم الأعظم خاصة بالخواص من الأولياء والصالحين من عباد الله، بل قد يفتح الله باب المعرفة في ذلك لآحاد المؤمنين وعامتهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار الا وقد بين لكم).